كشف مسئول صيني أن التلوث الغذائي تسبب في وفاة أكثر من عشرة آلاف شخص وأسفر عن خسائر مادية قدرت بنحو 5 مليارات يوان (750 مليون دولار أمريكي) في الصين خلال عام 2015، منوها بأهمية الدعوة التي وجهها الرئيس الصينى شى جين بينغ في اوائل عام 2016 لتطبيق إجراءات "أكثر صرامة" لضمان سلامة الغذاء بالبلاد. ووفقا لما ذكره المسئول الصيني لي تشون هوا، الذي يشغل منصب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ومعهد تنمية المدينة والبيئة، في تصريح نشر اليوم الأربعاء، بصحيفة الشعب اليومية الصينية الواسعة الانتشار، فقد أصدر المعهد كتابا حول التنمية الحضرية خلال منتدى القمة للتنمية الحضرية بالصين يوم الجمعة الماضية تناول فيه العوامل العديدة التي تؤثر على سلامة الأغذية التي من ضمنها تلوث التربة، وتلوث الهواء، وتلوث المياه، واستخدام الأسمدة، وسوء استخدام المضادات الحيوية، هذا علاوة على عوامل رئيسية أخرى تشمل نقص الوعي الاجتماعي وإتباع فلسفة غير صحيحة في التنمية وخلل بعض النظم رقابية. وأعرب لى عن حزنه لما ألحقته الملوثات الحديثة من أضرار بالتربة التي يلزم الحفاظ عليها بكل طريقة ممكنة للحفاظ على حياة الإنسان، محذرا من أن نحو 80 في المائة من المواد الكيميائية الزراعية التي تدخل إلى البيئة تمثل تهديدا مباشرا للإنتاج اليومي من الطعام. وكشف عن أن الصين لديها حاليا ما يتراوح بين 13 إلى 16 مليون مو (نحو مليون هكتار) من التربة الملوثة. وتابع إن الصين تستخدم 35 في المائة من الأسمدة المطروحة بالسوق العالمي، أي ما يعادل ما تستخدمه الولاياتالمتحدة والهند مجتمعين، مشيرا إلى أن هذا يسلط الضوء على الوضع الخطير الذي تواجهه الصين بسبب الإفراط في استخدام الأسمدة. وبينأن الهكتار الواحد من الأرض الزراعية في الصين يستخدم فيه نحو 21.9 كجم من السماد، وهو ما يتجاوز بكثير المعدل العالمي البالغ 8 كجم. وأضاف في مقارنة سريعة أن ما تستخدمه بلاده للهكتار الواحد يزيد بنحو 2.6 مرة عما تستخدمه الولاياتالمتحدة وبنحو 2.5 مرة عن الاتحاد الأوروبي. وتطرق المسئول الصيني إلى الوضع بالنسبة لتلوث المياه في الصين، والذي وصفه بأنه "مثير للقلق" خاصة وان تلوث المياه يؤثر بشكل مباشر على مياه الشرب، وأيضا على سلامة الطعام والشراب. مشيرا إلى ما كشف عنه تقرير صدر العام الماضي، حيث أظهرت البيانات الخاصة بنحو 5118 محطة لرصد جودة نوعية المياه أن نحو 61.3 في المائة من عينات المياه كانت تتراوح بين السيئة نسبيا والشديدة السوء. وحذر لي تشون هوا مما يشكله الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية في تربية الحيوانات والمزارع السمكية ومزارع الأحياء المائية من تهديد خطير على سلامة الأغذية. وأشار إلى ما ورد في تقارير لوزارة الصحة الصينية حول أن الإنتاج السنوي للمضادات الحيوية في الصين يقترب من 210 ألف طن، من ضمنها 30 ألف طن يتم تصديرها إلى الخارج، بينما يستهلك الباقي محليا. وعقد مقارنة بين الاستهلاك بالنسبة للفرد الواحد من المواد الخام فقال أنه يصل في الصين إلى نحو 138 جم، بينما يبلغ في الولاياتالمتحدة 13 جم فقط. وأوضح أن ثلث هذه الكمية من المضادات الحيوية يدخل إلى جسم الإنسان من خلال استهلاك اللحوم. وحذر من أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يسبب الأمراض العقلية والعيوب الخلقية المختلفة، كاشفا أن السبب الأساسي في الإعاقة التي يعانى منها ثلث الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة في الصين ترجع إلى إساءة استعمال المضادات الحيوية. وأشار لي إلى مشكلة كبيرة أخرى وهى زيت الفضلات، قائلا أن الزيوت المستعملة التي يتم استخلاصها من المزاريب والمجاري يقوم البعض ببيعها إلى المطاعم قبل مرورها بعملية المعالجة وإعادة التصنيع وهو أمر يجعل تلك الزيوت مسببة للسرطان. وحذر من أن ضعف الرقابة وارتفاع الأرباح، تشجع هؤلاء الاشخاص من معدومى الضمير الانسانى على التجارة في هذه النوعية من الزيوت الغير صالحة حتى أن التقارير تشير إلى أن ما يتراوح بين مليونى إلى ثلاثة ملايين طن منها تجد طريقها إلى المطاعم كل عام. كان الرئيس الصينى حث في أوائل العام الحالى على إقرار نظام رقابى أكثر قوة وتبنى التشريعات اللازمة لضمان سلامة الغذاء، كما تعهد رئيس مجلس الدولة الصينى (رئيس الحكومة) لي كه تشيانغ بعدم التهاون مع انتهاكات سلامة الغذاء، متعهدا بتوقيع عقوبات مناسبة وقاسية على المدانين بتلك الانتهاكات.