دشن مجموعة من النشطاء السوريين من داخل وخارج سوريا وسكان المناطق المحاصرة في سوريا، حملات على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر وفيس بوك" تحت شعار "لا للتهجير القسري للسوريين" "No forced displacem" وذلك اعتراضًا على تهجير السوريين من مناطقهم في سوريا من قبل نظام بشار الأسد. وقال النشطاء في بيان صادر عنهم اليوم الإثنين: "نحن سكان وأهالي المناطق المحاصرة في سوريا، نعبر عن كل المحاصرين الصامدين في أرجاء سورية، وندعو كل أخوتنا السوريين في الداخل والخارج إلى إطلاق حملة سياسية وإعلامية للتصدي لهذه الجريمة الكبرى التي يرتكبها النظام الأسدي في مخططه لتهجير السكان (وهم أهل السنة بخاصة ) من مناطقهم تهجيرًا قسريًا بعد إنهاكهم بالجوع والخوف والمرض والاعتقال، وملاحقتهم بكل أساليب القتل من قصف تستخدم فيه الأسلحة المحرمة، لجعلهم أمام أحد خيارين (إما المزيد من الموت وإما الخروج من ديارهم). وتابعوا في بيانهم: "ولا يخفى على أحد من السوريين أن هدف النظام هو الاستعداد لتقسيم سوريا، وتحويلها إلى كانتونات طائفية ومذهبية، وحماية المناطق التي يريد ضمها إلى دويلته بمستوطنين جدد يتم جلبهم من طائفة معينة ربما يستوردها من إيران ومن العراق وأفغانستان، لتشكل حاضنًا ودرعًا يحمي حدود دويلته، ولا يستبعد أن يكون من بين أهدافه تجميع هذه الشريحة الكبيرة المهجرة التي نمت فيها المعارضة الثائرة ضد القمع والظلم والاستبداد، تجميعها في منطقة واحدة تكون بعد نجاح خطته منطقة عقاب وتصفية وإبادة جماعية، وربما يستلهم النظام من حليفه الروسي خطته في جعل (إدلب مثلًا) التي يهجر إليها المحاصرون (غروزني سورية) تتم إبادتها بمعونة روسياوإيران وميليشاتها الطائفية بذريعة محاربة الإرهاب، وقد ترددت كثيرًا فكرة (مصيدة الذباب) التي تجر إليها بعض قوى مكافحة الإرهاب لتقع في فخ أعده النظام وحلفاؤه للقضاء على الأكثرية من الشعب السوري بتهمة مصطنعة تسميه حاضنًا للتنظيمات المتطرفة والإرهابية التي أوجد النظام فرص ظهورها للتعمية على الثورة الشعبية التي انطلقت سلمية في مواجهة بطشه وحله العسكري الإجرامي، مع أن هذه الشريحة الكبرى هي التي هتفت من البداية (الشعب السوري واحد). وأشار سكان المناطق المحاصرة، أن النظام نجح في خلق ظروف مأساوية فجائعية اضطرت أكثر من عشرة ملايين من المواطنين السوريين ينزحون من مناطق سكنهم، ويهربون من القصف المدمر، وقد هدمت منازلهم وأبيدت قراهم، وتعرضت مدنهم للدمار الشامل، كما تعرض أبناؤهم للاعتقال العشوائي وكثير منهم قضوا شهداء تحت التعذيب الوحشي، كما خشي كثير منهم على عرضه أمام فظاعة ما يرتكبه الشبيحة من انتهاكات وجرائم، وأوشكت سورية أن تفرغ من سكانها، لولا تمسك من تشبثوا بتراب الوطن، وقبلوا البقاء على الضراء وعلى معاناة لامثيل لها في سنوات الحصار، وقد ذاقوا مرارة الجوع والمرض والخوف المقيم على أبنائهم وأطفالهم من موت يلاحقهم ومن وحشية تهددهم، وفضل كثير منهم الموت على المذلة، وقد رأى العالم صور المتضورين جوعًا، والنازفين جراحًا، والصابرين أشباحًا، كما رأى صور المقتولين تعذيبًا، والمدفونين أحياء، وقد صبر الباقون تحديًا وتصديًا، وإيمانًا بحقهم في إنهاء ما يتعرضون له من ظلم، وفي بناء دولة الكرامة والحرية اللتين انطلقت من أجلهما التظاهرات السلمية قبل أن يجرها النظام إلى ساحات الدماء. وتابعوا أن النظام استعان على شعبه بمن استقدمهم لقتل شعبه، فأوقع سورية تحت احتلالين عسكريين، من إيرانوروسيا، وملأها بالشبيحة والميليشيات الطائفية، ولم يجد المحاصرون الصامدون الصابرون عونًا دوليًا جادًا لفك الحصار، وقد استنفدوا طاقاتهم في مواجهة دول عظمى تحاربهم، ووحشية مريعة، وقد أحكم النظام الحصار وبدأ خطته بما سماها المصالحات، وهدفها العملي تفريغ المناطق المحاصرة من سكانها، وقد شاهد العالم مأساة داريا والمعضمية ومضايا والزبداني، وهو يشاهد اليوم مأساة حيّ الوعر، وسيتابع النظام خطة التهجير القسري بعد خطة إجبار الشعب على النزوح، في دير الزور والغوطة وقدسيا والهامة ووادي بردى، ولا نستبعد أن تمتد خطة التهجير والتغيير الديموغرافي إلى حلب التي كانت تضم ستة ملايين مواطن، ولم يبق فيها إلا أقل من ثلاثمائة ألف يسعى النظام إلى إطباق الحصار عليهم كي يجبرهم على الهجرة أيضًا، فلا يبقى في سورية التي سماها المفيدة،غير أنصاره وأشياعه. وأكد سكان المناطق المحاصرة في سوريا، أن الأوبئة قد انتشرت بسبب فقدان الدواء، وتعرض الجميع لأمراض بسبب الجوع وسوء التغذية وفقدان الأدوية ودمار العيادات والمشافي والتلوث البيئي جراء القصف بأسلحة كيمائية ومن أشهرها الكلور، ومن أخطر ما تعانيه مناطق الحصار توقف التعليم مما سيجعل جيلًا قادمًا حرم من التعلم أميًا في القرن الحادي والعشرين. ودعوا السوريين في الخارج بشكل خاص إلى القيام بتظاهرات واعتصامات بوضع خطط إعلامية للتواصل مع شعوب العالم وفضح ممارسات النظام، وللضغط المعنوي على المنظمات الدولية وتجمعات المجتمعات المدنية لدفع الحكومات إلى العمل على إيقاف هذه الجرائم، وإعلان يوم عالمي للتضامن مع المحاصرين ولمنع التهجير القسري. أهالي المناطق المحاصرة في سوريا "دير الزور، حلب، ريف حمص الشمالى، معضمية الشام، الزبداني، مضايا، قدسيا، المهمة، وادي بردي، الغوطة الشرقية".