كشفت الإصدارات الأخيرة لتنظيم الدولة "داعش"، سياسة التنظيم الإرهابي الإعلامية الجديدة، حيث بدأ في التركيز على "ذبح الرقاب" بصورة مقربة لتوصيل رسائل إلى أعدائه وعناصره منعًا لخيانته. في الإصدار الأخير التابع للتنظيم تحت اسم "جحيم المرتدين"، ركز فيه على عمليات الذبح بصورة مفجعة، حيث قال أحد أعضاء التنظيم ويدعى "غريب السرورية" في تعليقه على الإصدار، إنه لا يصلح أن يخرج إلا من تنظيم الدولة، ولا يُتصور أن تكون قامت بهذا العمل الجبار غيرها، والتي من عقيدتها تكفير المرتد وقتله. ويقول إن عمليات "جنود الخلافة" تحمل صفة الخطورة العالية والشجاعة بجانب أنه أظهر أنه لن يوقف زحف الشيعة إلى مناطق السنة إلى عناصر التنظيم، مضيفًا: "إصدار جحيم المرتدين هو جحيم بمعنى الكلمة، ورسالة مكتوبة بالدماء لكل ذي عقل، أن الدولة ماضية على منهجها ولن تحيد عنه أو تتقاعس فيه وفيها جندي حي". ويظهر الإصدار إعدام التنظيم الإرهابي لأكثر من 50 عنصرا من القوات العراقية وميليشيا الحشد الشعبي، بعد أسرهم من إحدى الثكنات العسكرية، حسبما نشرت ما تعرف "ولاية شمال بغداد"، مكذبًا فيه الحكومة العراقية وأنها تفرض سيطرتها على العراق. الجديد أن التنظيم حشد العناصر، في حفر واحدة بعد تعصيب أعينهم، وقام بإعدامهم جميعًا بالرصاص محاكاة لمجزرة "سبايكر" الشهيرة عام 2014، التي نفذها بعد دخوله مدينة تكريت في العراقية، في حق طلاب القوات الجوية. وجاء إصدار آخر على ثلاثة أجزاء حمل اسم "وإن عدتم عدنا"، ووصفه التنظيم بأنه "بلسم شفاء لقلوبهم"، معترفًا فيه بسياسته الجديدة في التركيز على عملية ذبح قتلاه، قائلًا: "لقد نجحت الدولة من خلال إعلامها المميز -ولله الحمد- أن تصنع المشاهد الدموية، وتجعلها مشاهد تضفي على أرواح المؤمنين بهجة وقلوبهم تسلية وأبصارهم لذة، فقد كنا فيما مضى لا نرى الدماء والأشلاء إلا في أجساد الموحدين، وأما اليوم فإن الجيل القادم من أشبال الخلافة ترعرع على نحر المرتدين، وفضخ رءوس الكافرين". بينما جاء إصدار التنظيم الذي حمل اسم "إنا لهم بالمرصاد"، لما تعرف بولاية عدن، ليبعث برسالة واضحة – كما قال عناصر التنظيم - "إن دولتهم باقية في نحور الخائنين"، وهو نفس المعنى الذي أراد التنظيم توصيله بإصدار "صناعة الوهم"، الذي قال فيه إن هدفهم ذبح أتباع أمريكا وأذنابها الذين جندتهم ليؤذوا المسلمين ويساعدوا الغرب لقتل عناصرهم في الشام. ولم يخرج إصدار "الصاعقات المرعبات"، في مضمونه عن ما أراده التنظيم الإرهابي، حيث قال عنه: "رأينا في الإصدار صواعق بشرية ترعب أعداء الل، تنغمس في ثكنات المشركين بكل ثقة ويقين بنصر الله بينما للأسف أكثر المسلمين منغمسين في شهواتهم وملذاتهم الدنيوية".