منادية بأقصى ما تمتلكه حنجرتها من أحبال صوتية تداعب امعاء القاصى والدانى معددة مزايا سلعتها "الممبار" بصوت أجش، وكلمات يسيل لها اللعاب "حمام يا ممبار،صلاة النبي على النظافة، قشطة وحمام وتعالي شوف". فبجوار أحد المحال الكبرى لبيع اللحوم تجلس "الحاجة نعيمة" بائعة الكرشي والممبار، ليس لديها سوى الميزان ووعاء به ماء لتغطيس الممبار به، تفترش الارض بابتسامة لا تفارقها. تحكى الحاجة نعيمة تفاصيل يومها ل"البوابة نيوز" فتقول": بصحى من فجر الله اروح المحل انضف كرشة وفشة وبعدها اجي بالحاجة فلة وافرش اشوف رزقى، موضحة أنها تساعد الجزار بأعمال السلخ والذبح والتنظيف بشرط أن تأخذ امعاء وحواشي الاضاحي كاجرة بديلة، و"أهي حاجة بسترزق منها"، على حد قولها. لتستفيض المرأة المكافحة في الحديث وتشير إلى انها مريضة بالقلب وبطيب نية سرعان ما كشفت عن صدرها لتطلعنا على اثار علامات عملية جراحية، لتؤكد:برغم تعبي بخرج لمساعدة زوجي في جلب لقمة العيش، وبشىء من الفخر تقول: "علمتهم كلهم ومعاهم مؤهلات عليا لكن حال البلد وماتوظفوش". وتستكمل: "بجيب السجق احطه في الماعون واحط عليه ميه علشان ما يبوظش والميزان جنبى باوزن للناس". " مش ب25 الكيلو يا اختى" سؤال طرحته إحدي السيدات على الحاجة نعيمة التي اجابت بغضب ب"30 جنيها ومفيش فصال ليدور الجدل والسخط على الأسعار من قبل الزبونة "نقسم البلد نصين طيب ب27 حنيها"، وينتهى بذلك الجدل عندما تقول الخاجة نعيمى تلك الكلمات. وتستطرد الحاجة الخمسينية قائلة: أظل على هذا الحال طيلة اليوم منذ الصباح وحتى 5 مساء خلال أيام العيد لأننى لا أعمل سوى في هذه الايام المباركة،" بس بقالنا سنتين الدنيا نايمة "لكن رغم عن ذلك تقول "فضل ونعمة". بتلك الكلمات والوجه الباسم أنهت الحاجة نعيمة كلامها فرغم ضيق الحال والشمس المحرقة التي تجلس فيها، إلا أن الرضا بالمقسوم بات سمة تميز ملامحها ليؤكد ذلك زبائنها: "كفاية وشها السمح"، لتقابل ذلك بابتسامتها العريضة التي لا تفارقها.