هنأ غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والإسكندرية، وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك العالم كله مسلمين ومسيحيين بعيد الأضحى المبارك. وقال "لحام" في بيان له على الصفحة الرسمية للكنيسة اليوم الأحد، إنه من "الجميل في شرقنا المبارك أن أعياد الإيمان هي أعياد جميع أبناء الإيمان. فأعيادنا المسيحيين والمسلمين هي أعياد مشتركة. هكذا كانت ولا تزال وستبقى الأعياد في بلادنا وأوطاننا المشرقية. هكذا عيد الأضحى المبارك يجمعنا من خلال حادثة ضحية إبراهيم لابنه، وهو أبونا جميعًا في الإيمان وإليه يسند بطيبة خاطر الإيمان الإسلامي (المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1965). إن هذه الحادثة أمثولة لنا جميعًا حيث الله سبحانه وتعالى يطلب من إبراهيم أن يضحّي بابنه! ولكن حالًا بعد هذا الطلب، يخاطب الله إبراهيم قائلًا: ألا يقتل ابنه! وهذه الحادثة هي تعبير عن تعليم الوحي الإلهي في التوراة، بأن نقلع عن قتل الأولاد تعبيرًا عن الإيمان بالله. وبالعكس، فهذه الحادثة دعوة إلى أن نقف كلّنا صفًّا واحدًا لأجل الحياة التي هي عطية الله للإنسان. ولهذا قال السيد المسيح "أتيت لكي تكون للناس الحياة، وتكون لهم بوفرة" (يوحنا 10، 10). والله يقول:" أريد رحمة لا ذبيحة". فهو كما يرد اسمه في القرآن الكريم:" الرحمن الرحيم". إلى هذا يدعونا عيد الأضحى المبارك. إنه عيد الحياة، إنه عيد العمل لأجل الحفاظ على كرامة الإنسان، إنه دعوة لنا جميعًا، مسيحيين ومسلمين، لكي نبذل كلّ شيء لأجل الحياة، الأضحى دعوة إلى حلف عالمي مسيحي إسلامي لأجل الحياة، ولأجل دحر الفكر التكفيري الذي يقتل ظلمًا مدّعيًا أنه يقتل لأجل الإيمان. قيم الأضحى هذه هي عيدنا المشترك، مسيحيين ومسلمين، ولهذا فإنني أقدّم تهانيّ القلبية إلى إخوتي المسلمين الأحبّاء، معبّرًا لهم عن تضامني معهم ومحبّتي لهم كما عبّرت عنها مؤخّرًا في رسالتي بعنوان: "رسالة بطريرك عربي مسيحي إلى إخوته المسلمين في كلّ مكان ".