رحبت الأوساط الرسمية والسياسية والشعبية السودانية بزيارة أمير قطر للبلاد، المقررة الأربعاء، واصفة إياها ب"التاريخية". واعتبر السودان أن الزيارة تأكيد على التزام قطر بدعم جهود تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في ربوع السودان، ولا سيما في إقليم دارفور. وبحسب ما ورد في وكالة الأنباء القطرية، يشارك الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، في "الاحتفال باستكمال إنفاذ وثيقة الدوحة لسلام دارفور"؛ تلبية لدعوة من الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وسيقام الاحتفال، الأربعاء، في مدينة الفاشر بولاية دارفور. في حين أشارت وسائل إعلام سودانية إلى أن أمير قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، سيكون ضمن الوفد الزائر، إضافة إلى رئيس تشاد إدريس ديبي إتنو، ورئيس أفريقيا الوسطى فاوستين أركانج تواديرا، وفقًا لما أعلنته "سودان تربيون". وأعربت قيادات وفعاليات سياسية ودارفورية ونازحون عن تقديرهم وشكرهم لدولة قطر، وجهود الشيخ تميم، ودوره في دعم العملية السياسية، وإيجاد تسوية نهائية وشاملة لأزمة دارفور. وبينوا أن زيارة أمير قطر للفاشر، ومشاركته أهل دارفور حفل استكمال تنفيذ اتفاقية الدوحة لسلام دارفور، تؤكد اهتمام القيادة القطرية بقضية دارفور، كما رحبوا بتأكيدات قطر لدعم مسيرة السلام والتنمية، منوهين بأن وثيقة الدوحة وضعت حدًا فاصلًا لنهاية الأزمة في الإقليم، وأسهمت في الاستقرار، كما أسهمت في انخفاض معدلات العنف بدارفور، وفي عودة الكثير من النازحين إلى ديارهم. وفي السياق ذاته وصف وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غدًا إلى السودان بأنها "تاريخية"، وتؤكد التزام قطر الدائم بعلاقاتها العربية العربية. وأضاف وزير الخارجية السوداني في تصريح لصحيفة الراية، أن هذه الزيارة تؤكد أن قطر والسودان سيستمران في تقوية العلاقات الثنائية التي تشهد تطورًا ملحوظًا، والعمل معًا من أجل السلام والأمن في المنطقة، برعاية قيادتي البلدين. وأكد غندور أن "دور قطر معلوم في المنطقة العربية، وظلت تحاول في كثير من الأحيان جمع الأشقاء والآخرين من الأصدقاء مع الأشقاء". ولفت إلى الدور الريادي الذي ظلت قطر تقوم به في سبيل إرساء دعائم الأمن والاستقرار والتنمية في دارفور، مؤكدًا أنه دور كبير ومتعاظم وجليل، أثمر عن التوقيع على وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، حيث استضافت قطر مفاوضات السلام التي استمرت لسنوات، بذلت فيها قطر جهدًا كبيرًا ومالًا كثيرًا. وثمّن وزير الخارجية السوداني الجهود التي ظل يجريها بها أحمد بن عبد الله آل محمود، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشئون مجلس الوزراء، في الوصول لهذه الاتفاقية التي أسهمت في إحداث استقرار وتنمية الإقليم. ولفت إلى أن قطر رائدة في العمل التنموي بالسودان، كما نوه بمواقف القيادة القطرية الداعمة للسودان في كل المحافل الإقليمية والدولية. من جهتها ذكرت "سودان تربيون"، نقلًا عن مصدر مسئول لم تسمه، أن أمير قطر السابق، الشيح حمد بن خليفة آل ثاني، سيحضر إلى الفاشر مع نجله أمير البلاد الشيخ تميم، مشيرًا إلى أن وفدًا من الحكومة القطرية وصل إلى الخرطوم منذ يومين. وتم توقيع اتفاقية الدوحة لسلام دارفور في عهد أمير قطر السابق، في 14 يوليو/تموز 2011، بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة بقيادة التيجاني سيسي، لكن الحركات الرئيسة في الإقليم لم تلتحق حتى الآن بهذه الاتفاقية. ويشهد ضيوف البلاد، الأربعاء، مراسم انتهاء أجل السلطة الإقليمية لدارفور.