شارف موسم الصيف على الانتهاء مقترنا بزيادة كبيرة في أسعار الخدمات الشاطئية والسياحية، خصوصًا مع الأيام الأخيرة لفصل الصيف والتي تتزامن مع قرب عطلة عيد الأضحى المبارك. وكان للإسكندرية نصيب في ارتفاع أسعار الخدمات السياحية، والتي شملت زيادة في أسعار حجز الفنادق والمنازل الشاطئية وغيرها، حتى وصلت تكلفة الإقامة إلى مبالغ طائلة بآلاف الجنيهات لقضاء ليلة واحدة في فندق سياحي فاخر، وذلك رغم الأوضاع الاقتصادية المتراجعة لقطاع السياحة والتي كان من المفترض أن تؤدي لتخفيض الأسعار أملا في تنشيط السياحة الداخلية بشكل عام. "البوابة نيوز" أجرت مقارنة بين أسعار الخدمات التي تقدم من الأماكن السياحية بالإسكندرية، مع نظيرتها التي يتم تقديمها في الرحلات السياحية لعدد من الدول الأجنبية، وذلك من خلال البحث في قوائم العروض السياحية الحالية والتواصل مع خبراء متخصصين في القطاع السياحي، ليتبين أن تكلفة قضاء يوم واحد في الإسكندرية للحصول على خدمة مميزة يساوى قيمة قضاء ثلاثة أيام في العروض المقدمة من بعض الدول الأوروبية. في بداية حاولنا التواصل مع عدد من المنشآت السياحية التي تقدم خدمات فندقية متميزة بالإسكندرية حيث أظهر ذلك أن تكلفة الليلة الواحدة تتراوح بين 1000 إلى 9000 جنيه دون إبداء أسباب معلنة عن الأسعار المبالغ فيها. وفي المقابل بحسب عروض الشركات السياحية- أن قضاء رحلة صيفية لعدد من الدول الأوروبية تبدأ بحد أدنى من3 آلاف وجنيه990 وتصل إلى 6 آلاف و245جنيها كحد أقصى لدولة إيطاليا، وتشابهت نفس التكلفة للرحلات لدولة تركيا، فيما بلغت قيمة الرحلات لليونان والتي تستمر بحد أدنى لثلاث ليالي نحو 11 ألفا و750 جنيها، أما الدول العربية ومنها لبنان بلغت تكلفة الرحلة 5 آلاف جنيه، فيما بلغت عروض عيد الأضحى المبارك نحو 5300 جنيه. من جانبه وصف محمد يوسف، عضو المجلس الاستشاري لوزير السياحة، أسعار الفنادق ب"المولعة" والتي لا يرضى بأسعارها أي شخص سواء كان مصريا أو أجنبيا، خاصة أن الوسائل الحديثة جعلت من السهل البحث عن أفضل العروض بأقل الأسعار، وهو ما يجده البعض في قضاء عطلاتهم خارج مصر. وأضاف يوسف، أن أسعار الخدمات الفندقية ارتفعت بنسبة 300%، ورغم ذلك فإنه من المتوقع ارتفاعها مجددا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث ستزيد الأسعار بشكل جنوني أكثر مما هي عليه الآن، مؤكدًا أن قضاء ليلة واحدة في أحد أكثر فنادق الإسكندرية فخامة الكائن بمنطقة المنتزه، وصل إلى 2000 جنيه مقارنة بالأسعار السابقة والتي كانت تتراوح ما بين 600 إلى 700 جنيه في الليلة الواحدة. وتابع: "أما الساحل الشمالي يبدأ سعر الإقامة الفندقية لليلة الواحدة من 5 آلاف جنيه، وصولا إلى 7 آلاف جنيه و9 آلاف جنيه، بدلا من 900 أو ألف جنيه كما كان في السابق. وأشار يوسف، إلى أنه على الرغم من تراجع نسب الإشغال في الفنادق بشكل عام، إلا أن نسبة الإشغال في الفنادق يستحوذ عليها المصريون، بسبب عزوف الأجانب عن الإقامة حتى أصبح وجودهم شيء نادر، بحسب قوله، لافتًا إلى أن الأجانب باتوا يفضلون قضاء يوما واحدا في أي محافظة لأن هذه الأسعار مرتفعة جدا بالنسبة للأجنبي، مما يؤثر بشكل سلبي على السياحة المصرية. وأرجع الخبير السياحي، سبب ارتفاع الأسعار إلى أن السوق السياحي يحكمه مبدأ العرض والطلب خاصة في موسم فصل الصيف، إضافة إلى وجود ضغوط على حجوزات الفنادق من قبل بعض المصريين والعرب. واتفق معه في الرأي الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين بالإسكندرية، مؤكدا أن السوق مسألة عرض وطلب وهذا يبرر ارتفاع الأسعار بشكل كبير في الموسم الصيفي، لدرجة تجاوزت الحدود بعد وصول سعر أحد الفنادق بمرسي مطروح إلى 120 ألف جنيه في 5 ليالي بما يعادل 24 ألف جنيه في الليلة الواحدة. وأضاف، أن أسعار الإقامة الفندقية داخل مصر خاصة في الساحل الشمالي مبالغة بشكل كبير"، متابعا " أنا مش عارف أصيف أنا وأسرتي"، مشيرًا إلى أن المصطافون يفضلون زيارة الإسكندرية والساحل الشمالي كثيرا مقارنة بالأماكن الأخرى مما يعد بمثابة ارتباط نفسي،إلا أن وزارة السياحة عليها منح التراخيص لإقامة فنادق أخرى جديدة وتكون على قدر المنافسة بأسعار مناسبة لتكون منافسة عادلة". وعن اتجاه البعض لقضاء الأجازة الصيفية في الخارج، أوضح عاصم، أن بعض المواطنين يفضلون السفر للخارج لكون هذه الرحلات بأسعار زهيدة إلا أن البلد التي سيتجه إليها المسافر ستكون على نفس القدر من الاستفادة، تبدأ أولها بتشغيل خطوط الطيران للبلد وتسيير حركة البيع والشراء والذهاب للمطاعم والمبيت في الفنادق، وهو ما يتطلب إعادة النظر في الإستراتيجية التي يتم تنفيذها في قطاع السياحة المصري.