يقترب عيد الأضحى المبارك، والفرحة والبهجة لا تجد لها مكان في قلوب الليبيين، بسبب تراكم الأحزان عبر 5 سنوات مضت، وهذا جعلها ظاهرة طبيعية تلبس كل القلوب المهجرين قصرا والنازحين الذين يعانون الفقر، فلا أسرة ليبية إلا ومنها قتيل أو جريح أو معوق نتيجة الصراع الدائر ولا عائلة ليبية إلا وبين أبنائها مهاجر أو مغترب أو نازح في الداخل. يقول "فايز العريبي" الكاتب السياسي والإعلامي الليبي، إن الليبيين لا يلتفون كثيرا إلى بهجة الأعياد الدينية بغض النظر عن ممارسة النسك أو الطقوس الدينية، لكن القلوب يكسوها جدار سميك من الحزن واليأس، فالعيد يرحل ويأتي والحال كما هو قتل ودمار وخراب. وأضاف العريبي في تصريحات خاصة للبوابة: لك أن تتخيل حال 3 آلاف نازح من جنوب ليبيا إلى العاصمة طرابلس و250 ألف نازح من مناطق الوسط إلى شرق ليبيا نزوح مدن وقرى كاملة، فمثلا سرت نزحت بأكملها في اتجاهات متعددة والتي يتجاوز تعدادها قرابة وفي بنغازي لازال الكثير من الأسر والعائلات تقطن وتعيش في المدارس، بعد أن هدمت بيوتهم كما نزوح الكوادر الطبية إلى خارج البلاد نتيجة الاعتداءات عليهم من قبل المليشيات أثناء عملهم في المستشفيات والعيادات نزحوا خارج ليبيا ليعملوا في خارجها. ويضيف العريبي: قصة المهجرين قصرا منذ نكبة الناتو مشحونة بالآلام والمعاناة وقسوة البعد عن الوطن والأهل ومكابدة ظروف الحياة والإهانة في بلدان المهجر خاصة بعد الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه ليبيا والمواطن الليبي الذي كان قادرا فيما مضى على إعانة ومساعدة أخيه وقريبه المهجر، لم يعد في استطاعته القيام بذلك، خاصة بعد أن فقدت العملة الليبية قيمتها أمام العملات الأخرى، وهو ما ضاعف معاناة ثلثي الشعب الليبي مهجرين في خارج ليبيا. ويقول على أبوجازية وزير الإعلام الليبي الأسبق: إن حال الشعب الليبي لا يفرح عدو أو حبيب فهل تعتقد أن الغرب فرح بمائة ألف مهاجر غير شرعي أو أنه سعيد بانقطاع النفط الليبي. وفي المقابل هل إخوتنا سعداء بشلالات الدم في سرت وبنعازي وبالفقر والمرض والتهجير الذي يعاني منه الليبيون اليوم. ويرى أبوجازية في تصريحات للبوابة: أن مناسبة العيد أو يوم العيد أصبح يوما عاديا في حياة الليبيين يتمنوه يرحل بلا فقط بدون دماء أو قتل. وأشار أبوجازية إلى حالات النزوح الكبيرة في الداخل والتي تعد بمثابة مأساة كبيرة ترهق كل الليبيين سواء النازحين أو المدن التي تستقبلهم. وتعيش ليبيا صراع داخلي مسلح منذ 5 سنوات مضت بسبب الصراع على السلطة ونتيجة حالة الفراغ الأمني وتمكن الجماعات الإرهابية من عصب الدولة الليبية. وتواصل مصر جهودها الدبلوماسية من أجل تسوية الأزمة الليبية ومن المتوقع استضافة القاهرة للفرقاء الليبيين قبيل عيد الأضحى المبارك في محاولة منها لجمع الليبيين على كلمة سواء ووضع حد للصراع الراهن.