يأتي عيد الأضحى المبارك على العالم الإسلامي وسط صراعات هنا وهناك وحروب داخلية وخارجية ومعاناة بين شعوب الدول، فأندمجت فرحة العيد لمواطني هذه الدول بالحزن والألم واليأس على حالهم الذي لم يتضح له أي بادرة أمل في أن يجد طريقًا للحل، فأصبح لون العيد "أحمر" بلون الدماء، ومن الدول التي مزقتها الصراعات والحروب ما يلي: اللبنانيون وسط فرحة العيد والمندسون دعت حملة "#جايي_التغيير" اللبنانية، المواطنين اللبنانيين للمشاركة في "كرمس العيد" الذي سيُقام عند الخامسة من عصر غدًا الخميس، في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، تزامناً مع السوق الشعبي الذي سيُقام في المكان نفسه، وذلك لمناسبة عيد الأضحى بغية تعميم روح الفرح والسعادة على أطفال لبنان. وقالت الحملة، في بيان، إنها قيَّمت التظاهرة الشعبية التي انطلقت من برج حمود إلى مدخل ساحة مجلس النواب و"خاصة الضغط الذي قام به آلاف الناس على القوى الأمنية حتى فتحت لهم الطريق، وصولاً إلى المدخل المؤدي إلى ساحة النجمة بعدما كانت توقفهم سابقاً بعيداً عن مداخل المجلس كافة"، معتبرة أن هذا التراجع إنما جاء بعد "ساعات من الضغط المستمر من الناس المطالبين بحلول للأزمات الاقتصادية والمعيشية وفي طليعتها أزمة النفايات". وتوجّهت إلى ضباط وعناصر الجيش اللبناني، طالبة منهم أن يكونوا "على قدر التحدي وألّا يقفوا بمواجهة الناس بل أن يحافظوا على دور (الجيش) الوطني الجامع المُحدّد بالدفاع عن الوطن"، من دون أن يتم زجّه بأدوار أمنية وقمعية ليست من مهامه ولا تخدم المصلحة الوطنية. وأوضحت أن التضامن مع زبيب وغيره مستمر، "وسنحوّل هذه المحاكمة وسيلة للتصويب على الملف الأسود في تاريخ لبنان وهو ملف بنك المدينة الذي يدين الوزير المشنوق والعشرات غيره من هذه السلطة". اليمن.. عيد وسط أجواء الحرب والمعاناة يحل عيد الأضحى المبارك هذا العام في اليمن في ظل أجواء الحرب التي تعاني منها معظم مناطق البلاد جراء تداعيات الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية . وتفاقمت المعاناة مع تواصل إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية، منذ مارس الماضي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار مختلف السلع الأساسية. ويأتي العيد هذا العام بلون آخر، فعشرات الآلاف نزحوا من مدنهم هرباً من الموت، وكثير ممن تبقى لا يزال تحت قصف مليشيات الحوثي- صالح، كما أن من عادوا إلى مدنهم بعد تحريرها وجدوا –على الغالب- بيوتهم وقد صارت ركاماً. فقد دبت الحياة من جديد في المحافظات المحررة في جنوب اليمن خاصة بعد عودة الحكومة الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن، ومباشرة أجهزة ومؤسسات الدولة عملها في إعادة الحياة والخدمات . وتحاول مؤسسات وجمعيات خيرية التخفيف من المعاناة الإنسانية و الاقتصادية التي لحقت بالمواطنين، غير أن الكارثة أكبر من استيعابها سريعا. يقول الصحفي اليمني ياسين العقلاني في تصريح ل "الإسلام اليوم" إن "الحرب أفقدتنا البسمة والفرحة التي كنا نشعر بها مع حلول كل عيد، لم يتبقى للعيد سوى يوما واحدا، ولكن قد يكون أسوء عيد نعيشه في ظل الدماء، لم نستقبله بأجواء فرائحية كما كنا في السنوات الماضية، ليس هناك ما يبعث على الاحتفاء بهذه المناسبة ". أما الناشط اليمني أحمد ربيع فيقول ل"الإسلام اليوم": "لا يخفى ما تمر به البلد من أوضاع صعبة ومأساوية، تستطيع أن تسميها نكبات، فمنذ سقوط ما تبقي من دولة بيد المليشيات التي لا تملك مشروع حياة، وليس لديها إلا الهدم، ومخلوع اكرمه الشعب، فخرج غنيا ومحصنا ولم يقابل ذلك الإكرام إلا باللؤم والنكران والتلذذ بتمزيق الشعب". صراع بين الفرقاء بليبيا يضيع فرحة العيد على المواطنين يختلف عيد الأضحى في ليبيا عن باقي الدول العربية. في صباح أول يوم العيد وقبل ذبح الأضحية تقوم سيدة المنزل بتكحيل عينيه بالقلم الأسود أو الكحل العربي ثم تشعل النيران والبخور ليبدؤوا بعدها بالتهليل والتكبير. يسمى عيد الأضحى في ليبيا بعيد "الفداء والتضحية"، فتحظى الأضحية بمكانة عالية لدى الشعب الليبي، فيقومون بتهيئة أنفسهم قبل العيد ب 6 أيام لشراء الأضحية، ولكن البعض هناك يحط من مكانة الكبش، حيث يعتبرونه "الكلب الأسود" الذي يمتطيه الموتى إلى العالم السفلي حسب الأساطير الفرعونية لديهم. ورغم هذه العادات التي يسير عليها الليبيون إلا أن الحالة السياسية غير مستقرة في ظل الأجزاء المتعثرة في المفاوضات بين الفرقاء الليبييين فقد دعت حكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس إلى تعليق جلسات الحوار إلى حين إيقاف العدوان على مدينة بنغازي ودرنة والكفرة وأوباري. كما دعت الحكومة إلى تفويت الفرصة على "أعداء الوطن"، والشروع في تشكيل لجنة من حكماء وأعيان ومشايخ المدن والقرى الليبية لفتح حوار ليبي ليبي لوضع حلول للمشاكل الحالية والتوصل إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف بما يحفظ ثوابت ثورة 17 فبراير. وأكدت الحكومة على وحدة التراب الليبي وعدم الإنجرار وراء دعوات التفرقة والتقسيم. اللاجئون السوريون في لبنان..عيد بلا أضحية يحل عيد الأضحى السابع على اللاجئين السوريين، خارج وطنهم، وهم مثقلون بالهموم والأحزان، وأمل العودة إلى الديار يتضاءل مع ازدياد لهيب المعارك في بلادهم. في مخيمات "عكار" شمالي لبنان، يستقبل اللاجئون السوريون، العيد، في ظل أوضاع معيشية صعبة تطبق على صدورهم، ومشاهد براميل متفجرة تُسقطها طائرات النظام على رؤوس أحبتهم في بلدهم، وأمواج متلاطمة تخطف أرواح من هربوا من أرض الشام الملتهبة. هذه الصورة المأساوية تتجلى خيوطها في مخيم "الكواشرة" الذي يعيش فيه أكثر من ألفي لاجئ، في خيم فقيرة، لا أراجيح مصنوعة من الخشب، ولا أخرى مصنعة وجاهزة كانت تُحضرها هيئات دولية، ولا مساعدات تُذكر بقدوم العيد، وجيوب خاوية حالت دون شراء أضحية، أو حتى الحد الأدنى من ملابس الأطفال، ولا جمعيات بادرت واتخذت قراراها بتقديم الأضاحي. وبحسب وكالة "الأناضول"، قال الطفل سليمان القبجي "11 عاماً" "العيد غداً، ونريد ثياباً وألعاباً، نريد أن نلعب ونفرح في كل الأحوال سنعود إلى سوريا، وهناك سنشعر بمعنى اللعب الحقيقي". هذا المشهد الذي يعيشه اللاجئون في عكار، على أعتاب العيد، تحدث عنه الشيخ رشيد صطوف (52 عاما) من إحدى قرى القُصير، قائلاً "نحن لا نشعر بقدوم العيد أصلاً، خصوصاً أن أوضاع العائلات هنا غير مستقرة". وتابع "الفقر هنا هو سيد الموقف، واللاجئ لا يستطيع أن يجد عملاً. إخوتنا اللبنانيون بالكاد يجدون عملاً لأنفسهم، فكيف نستطيع نحن؟". سوريا: رغم الغلاء.. الأضاحي تُنشِط سوق العيد في عفرين السورية تشهد أسواق منطقة عفرين (شمال غربي سوريا)، حركة نشطة للبيع والشراء، مع حلول عيد الأضحى المبارك، وذلك بالرغم من الغلاء النسبي، وارتفاع أسعار غالبية السلع، نتيجة تدهور قيمة الليرة السورية. فالمنطقة التي تتميز بحالة من الأمن والاستقرار، أصبحت ملاذاً آمناً لعشرات الأسر النازحة من مناطق ريف حلب، ومدن سورية أخرى، الهاربين من قصف قوات النظام السوري وهجمات تنظيم "داعش"، وهو ما زاد من حركة أسواق العيد هذا العام. ووفق وكالة "الأناضول"، قال المواطن حسن عبدو للأناضول: "تقديم الأضحية لمن يقدر عليها ركن أساسي في ديننا الإسلامي الحنيف، لذا نحرص على القيام بذلك كل عيد أضحى، وهذا العام وبالرغم من ارتفاع سعر الأضحية، لكن ذلك لم يثنينا على شرائها". أما سليمان حمرش وهو تاجر أغنام، فقال للأناضول: "حركة السوق هذا العام جيدة، فالإقبال على شراء الأضاحي نشّط من حركة السوق، وذلك بالرغم من ارتفاع أسعارها عما كانت عليه قبل بضعة أعوام، حيث لا يقل سعر الأضحية عن 30 ألف ليرة (100 دولار)، وقد تصل إلى 80 ألف ليرة (270 دولار)". وبحسب العديد من المواطنين من الباعة والزبائن ممن التقتهم الأناضول، يتميز السوق هذا العام بوفرة المواد والسلع المعروضة، وانضباط الأسعار، بسبب الرقابة التي فرضتها مديرية التموين التابعة لحكومة الإدارة الذاتية للمنطقة على الأسعار، إضافة لافتتاح السوق الشعبي الذي كسر "احتكار التجار".