أكد تقرير صادر عن مركز المستقبل للدراسات على أن هناك حالة من اللبس الواضح مؤخرا في تحديد سمات مصطلح "الذئب المنفرد" الذي أصبح يستخدم على نطاق واسع خلال السنوات الماضية، داعيا إلى ضرورة الفصل بين هذا المصطلح وبين المجموعات الإرهابية التي تقوم بتنفيذ عمليات إرهابية نوعية بتكليف مباشر من التنظيمات الذي ينتمون إليها. وقال التقرير: إنه وبعد وقوع بعض العمليات الإرهابية في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية على غرار فرنسا وبلجيكا وبنجلاديش، انتشر مصطلح "الذئاب المنفردة" بشكل واسع، حيث استخدمته اتجاهات عديدة للإشارة إلى العناصر الإرهابية التي تقوم بتنفيذ هذه العمليات، وتنتمي فكريًّا -في الغالب- إلى أحد التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، مثل تنظيم "داعش" أو تنظيم "القاعدة"، سواء كانوا قد نفذوا العملية في شكل مجموعات أو بطريقة فردية. و أكد التقرير على أن ذلك يضفي أهمية خاصة على ضبط مصطلح "الذئاب المنفردة" ووضعه في إطاره الصحيح، خاصة في ظل تكرار العمليات الإرهابية التي يعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عنها في مناطق خارج الشرق الأوسط، حيث أصبح يعتمد بشكل كبير على الأفراد الذين يقتنعون بأفكاره، ويقومون بتنفيذ عمليات إرهابية للرد على الضربات العسكرية التي يتعرض لها، والذين أصبح يطلق عليهم "الذئاب المنفردة". أنماط متعددة ولفت التقرير إلى أن العمليات الإرهابية التي يطلق على منفذيها- بشكل عام- "الذئاب المنفردة"، تنوعت فهناك العمليات التي تقوم بها مجموعة من الأفراد، ومنها، على سبيل المثال، تفجيرات باريس التي وقعت في 13 نوفمير 2015، وتضمنت عمليات إطلاق نار جماعي وتنفيذ تفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن، وتفجيرات بروكسل التي تم تنفيذها في 22 مارس 2016 واستهدفت مطار بروكسل الدولي ومحطة مترو مالبيك، وكذلك الهجوم على منطقة "الرقبان" في الأردن في 21 يونيو 2016، والهجوم على مقهى في الحي الدبلوماسي بالعاصمة البنغالية "دكا" في بداية يوليو 2016. وأضاف التقرير:" لكن اللافت في هذا السياق هو أنه رغم أن العمل الجماعي كان السمة الرئيسية لتلك العمليات، ورغم بروز مؤشرات عديدة على وجود روابط تنظيمية بين منفذي تلك العمليات والتنظيمات الإرهابية، وخاصة تنظيم "داعش"، إلا أن ذلك لم يمنع اتجاهات عديدة من مواصلة إطلاق مصطلح "الذئاب المنفردة" على منفذيها".