أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب سنفا بميت غمر بمحافظة الدقهلية، خلال خطبة الجمعه اليوم، والتي جاءت بعنوان " الحج مدرسة أخلاقية" أن الله سبحانه شرع العبادات لمقاصد عظيمة وأهداف سامية، لمصلحة الإنسان وتقويم سلوكه، مؤكدا أن الهدف الأساسي من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، هو "مكارم الأخلاق"، مشيرا إلى أنه فى الصيام يربي الضمير على مراقبة الله، وفى الزكاة طهرة لنفس الغنى من البخل والشح، والصلاة صلة بين العبد وربه وتنهى عن الفحشاء والمنكر. وأضاف زارع، أنه فى الحج الذى نحن بصدده أعظم دورة تربية أخلاقية، فهو فى البداية لابد أن يكون من مال حلال، فلا يصح أن يحج بمال حرام؛ لأن الله طيب ولا يقبل الا طيبا، وانت فى الحج فى هذا المكان العظيم المقدس فهو ليس مجرد سفر طويل إلى البقاع المقدسة وإنما دورة تربية، فمثلا يحرم عليك أن تأتى على طائر فتصطاده ولا إلى حيوان فتفزعه ولا إلى نبات فتقطعه، انت سلم وسلام على كل شيء على الحيوان والطيور والنبات، فما بالك بالإنسان؟ أنت فى دورة أخلاقية فى الحج لتنقل هذا السلوك وهذا الرقى من المسالمة والموادعة الى كل مكان فتكون سلما وسلاما على خلق الله ولست مصدرا اذى أو عنف أو شر وإنما كما قال النبي (( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)). وتابع قائلا: "أنت فى دورة سلام لا تجادل ولا تخاصم ولا تكون مصدر أذى، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج حتى تنقل هذه السلوكيات الراقية إلى وطنك ومجتمعك وشارعك وبيئتك فتكون نجحت فى الدورة الأخلاقية التربوية". وأضاف أننا نحن فى مصر بالفعل أصبحنا نرى عنفا اجتماعيا غير مبرر ولا مسبوق، ولم نسمعه قبل ذلك فى مصر وأصبحنا نسمع عن جرائم لم نسمعها من قبل بسبب ضياع الأخلاق وتردى السلوك. واشار الى ان الاسلام دين السلام ومن أسماء الله الحسنى السلام، وفي الجنه دار السلام والشعار بيننا هو السلام فعلي المسلمين ان ينشروا هذه الغاية . واكد على ان الحج ليس لقب تعود به ليقال لك: الحاج فلان، وإنما منظومة وتربية وسلوك له أمارات وعلامات ومقاييس تبين ذلك، فأنت تتعلم هناك أن تنظر للناس جميعا بلا عصبيه ولا قبليه ولامذهبية، تذوب الفوارق وتتلاشي العصبيات والقبليات، فلا مذهبيه ولا طائفيه ولاعنصرية فالكل ينادي نداء واحدا لبيك اللهم لبيك، هذا درس لنا ان نبتعد عن هذه الامراض التي تدمر البلاد والعباد، وهي محرقه الأوطان ان يدب فيها امراض الجاهليه القديمه الولاء للقبيلة وللعصبيات والحزبية، ولكن الشعار الوحيد " أن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون".