احتفلت الطرق الصوفية، أمس الخميس، بذكرى ميلاد الصحابي عبد الله بن سلام، وسط ترحيب كامل من أهالي قرية الأمير التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، الذين فتحوا أبوابهم لاستضافة مريدي الشيخ. وشهد المولد حالة من التأهب الأمني منذ اليوم الأول، تحسبًا لقيام أي مشاجرات داخل المولد، لاسيما بعد وقوع عشرات الإصابات في مولد الشيخ حسنين بالمركز ذاته، الأربعاء الماضي، في مشاجرة بين بلطجية وبعض من مرتادي المولد. وقال محمد عبد السلام، أحد أبناء الطريقة الرفاعية بقرية كفر الأمير، إن المولد شهد هذا العام حضور أعداد ضخمة من المتصوفين على الرغم من ارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي، مشيرًا إلى أن جميع أهالي القرية يفتحون بيوتهم لزائري الشيخ من كل أنحاء الجمهورية. وشدد مصطفى زايد، المنسق العام لائتلاف الطرق الصوفية، إن ابن سلام يحظى بمكانة كبيرة لدى أتباع الطرق المختلفة، الذين يحرصون على مشاركة أهالي القرية فرحتهم بذكرى الصحابي الجليل، مؤكدًا أن الحالة الأمنية التي يشهدها الاحتفال هذا العام تعطي رسالة من الطمأنة لدى المريدين الذين واجهوا اعتداءات من قبل البلطجية في احتفال الشيخ حسنين. وأشار زايد إلى أن الجميع في القرية رغم اختلافهم على ما يفعله الصوفية خاصة من أتباع التيار السلفي، إلا أنهم حرصوا على إظهار كرم الضيافة وفتحوا أبوابهم لاستقبال مريدي الصحابي الجليل. ورغم أن الكتب تؤكد أن الصحابي عبد لله بن سلام دفن في المدينة بعد موته عام 43 هجريًا، إلا أن أبناء قرية الأمير توارثوا أن الصحابي قدم إلى مصر وقت الفتح عام 19 هجريًا، وظل بها إلى أن توفى ودفن في قريتهم، وروايات أخرى أن رأسه فقط هي المدفونة في مصر وباقي الجسد في مكان آخر. وعبد لله بن سلام صحابي أسلم بعد هجرة الرسول إلى المدينة، وكان يهوديًا، فلما سمع بقدوم النبي ذهب إليه فقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمها إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول ما يأكل أهل الجنة؟ ومن أين يشبه الولد أباه وأمه؟ فقال: "أخبرني بهنَّ جبريل آنفًا"، قال: ذاك عدو اليهود من الملائكة. وتابع النبي، "أما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق، فتحشر الناس إلى المغرب. وأما أول ما يأكله أهل الجنة، فزيادة كبد حوت. وأما الشَّبَهُ، فإذا سَبَقَ ماء الرجل نَزَعَ إليه الولد، وإذا سبق ماء المرأة نزع إليها، فشهد "ابن سلام" الشهادة معلنًا دخوله الإسلام واتباع النبي.