إذا رأيت ملامح جمال بلاد النوبة واقعا، فإن خيالك سيُفتتن به ويواصل رسم صور لجمال الطبيعة لا تدركه العين من النظرة الأولى، وستتيقن أنها حقا «الجوهرة السمراء».. فالنوبة مثل أهلها، قلب أسمر سريرته بيضاء، ينبض أملا لا منتهى له رغم ما به من ألم أصابه نتيجة تهجير الذين عمروا الأرض، وتخلى بعضهم عن القضية. «البوابة» اقتحمت عالم النوبة البكر، رصدت حياة أهلها.. آلامهم وأمانيهم، ماضيهم وواقعهم وتستشرف معهم مستقبلهم.. تفتح ملفات شائكة ومسكوتًا عنها، وتكشف ما يؤكد طبيعة أهلها، ومعدنهم الحقيقى الذي لم يعرفه أحد كما ينبغى. فالنوبة قضية إنسانية قبل أن تكون اجتماعية، رغم أن ما يرسمه كثير من الناس في أذهانهم عنها، يشير إليها باعتبارها قضية تمثل ورقة للضغط والابتزاز في مواجهة الحكومة المصرية، منذ عقود، لاسيما في ظل انتشار بيزنس الجمعيات وسبوبة النشطاء على نطاق واسع، فيما الأغلبية الكاسحة من أبنائها البسطاء يعشقون وطنهم، ولا يفكرون لحظة في الانفصال عنه، بل لم يفكروا لحظة من قبل، وما المحاولات الأخيرة لإيجاد صيغة لتمكينهم ومنحهم بعض حقوقهم عبر مسودة مشروع إنشاء «الهيئة العليا لتنمية وتعمير بلاد النوبة القديمة» إلا جزء من كثير يستحقونه. استمرارا لمحاولات فهم ما يجرى على الأرض في جنوب مصر، حيث بلاد النوبة الجميلة، وسعيا لكشف كواليس استهداف تلك المنطقة العزيزة من أرض مصر، تواصل «البوابة» فتح الملفات المسكوت عنها خلال السطور القادمة، ففى الحلقة السابقة تحدثنا عن تفاصيل حملة نشطاء السبوبة، للتربح من خلف شق مصر من الجنوب، وقطع أوصال النوبة عن الجسد الأم، عددنا الأسماء وذكرنا الوقائع ورد الأهالي ممن يرفضون ما يفعله المنتفعون، سواء كانوا في الداخل أو ممن أطلقوا على أنفسهم لفظ «نوبيو المهجر» أسوة ب«أقباط» أو مسيحيى المهجر، بل تطرقنا إلى ما غفلت عنه وزارة العدالة الانتقالية في توصيفها لتوطين النوبيين.. من هذه السطور ندخل إلى العالم الداخلى بعلنه وسره... عند زيارتك للنوبة، خاصة في مثل ما نمر به من أيام، لا مفر أمامك من دخول عالم ساحات الأشراف، وهو ما يفتح ملف التشيع الذي تعد هذه الساحات المتهم الأول بنشره بين أبناء النوبة وأسوان، فطبيعة علاقة الأشراف بالنظام، ونفوذهم الواسع المترتب على علاقتهم بالغة القوة بجميع الطرق الصوفية، واحترام أغلبية المسلمين لنسبهم الشريف، يجعل كشف تفاصيل هذا الملف من الأمور الشائكة جدا، لاسيما إن وضعنا في الاعتبار أن أسوان منطقة مفصلية تربط شمال مصر بعالم الجنوب في السودان، علاوة على الأهمية الإستراتيجية والعسكرية لهذه المنطقة. وهؤلاء يواجهون اتهاما بالعمل على تشيع أهل الصعيد، خاصة الكثير من قبائل أسوان ممن ينتمون إلى آل البيت، ويعرفون ب«الأشراف القبلية»، و«الأشراف البحرية»، كالأدارسة في مدينة دراو، وقبائل الجعافرة، وهم الأكثر انتشارا في أسوان ما بين شرق النيل، حيث قرى (العدوة، والفوزة، وسلوا، وأقليت، ونجوع دراو)، وغرب النيل في قرى (الرمادى المنصورية، وبنبان)، وتعتبر هذه العائلات هي الأكثر نفوذا، وصاحبة الكلمة المسموعة. كما يقطن هذه المنطقة قبائل العقيلات الذين يتواجدون في العديد من قرى مركز (كوم أمبو)، ومركز (نصر النوبة)، ومركز (دراو) أيضا، أما قبائل العبابدة فينتشرون في أنحاء مختلفة بأسوان، والذين ينتهى نسبهم إلى عبد الله بن الزبير، وهم أبناء عمومة الأشراف، وهناك الكثير من المصاهرات التي حدثت بينهم وبين قبائل الجعافرة، في هذه المنطقة تنتشر الطرق الصوفية، ومن العادات الراسخة بينهم أنهم لا يزوجون بناتهم من خارج القبيلة، فالشريفة لا بد أن تتزوج شريفا مثلها. هذه القبائل تتخذ من حب (آل البيت) عنوانا أساسيا، ويمارس المنتمون لها طقوسا خاصة في ساحاتهم، يسيطرون بها على جنوب مصر، متخذين من الجهل والفقر وسيلة لنشر فكرهم وعقائدهم على نطاق واسع، وهو كما يقول المتابعون لما يحدث هناك شجع الشيعة على اختراق هذه المنطقة والتواجد بين قبائلها بكثافة، خاصة منذ فترة الانفلات الأمنى والأوضاع التي مرت بها مصر بعد ثورة 25 يناير. ففى الساحات التي تقام فيها «الحضرة»، وكذلك جلسات الذكر التي يتعلم المريدون كل ما يخص الطريقة والإرشادات الخاصة بها، يحضر الشيعة ويتواجدون فيها بشكل كبير، فالساحة مكان يفتح أبوابه أمام الجميع يرحب بالضيوف والوافدين في المناسبات المختلفة، وأيضا هي مكان للجلسات العرفية وحل المشكلات، وبقدر عدد المريدين بقدر ما تكون لهذه الساحات مكانة كبيرة. ومن أشهر الساحات نفوذا بين أهل أسوان ساحات الأشراف الأدارسة بدراو، وبلانة، ويمتد نفوذهم فيها حتى مدينة الشلاتين في أقصى الجنوب، حيث يوجد للشريف ساحة ومنزل هناك، وهى من الساحات التي تحافظ على اعتدالها وعلى التصوف، وتحظى باحترام وتقدير بين أصحاب الطرق الصوفية، رغم ما يحدث فيها من دجل وشعوذة وأفعال مستغربة من المريدين الذين يسرعون في تقبيل يد الشريف والتمسح به وطلبا للشفاء من الساحة، كما يزورون الضريح الموجود داخلها، وتتصارع الفتيات يوم الجمعة، لخدمة الشريفة لنيل بركتها في المنزل، ويعددن طعام الغذاء بأنفسهن، ويطلبن من الشريفة الدعاء لمن تأخرت في الزواج أو الإنجاب، معتقدين في كرامات الأشراف. «البوابة» اخترقت هذا العالم، عبر ساحة «الزعامة المحمدية»، لكبيرها الإمام محمد أبو المواهب السعيد، الذي توفى منذ فترة، وورثه نجله «ياسين»، وهو الملحق الثقافى لمصر بالعاصمة اللبنانيةبيروت، ويتردد أنه متزوج من فتاة تربطها صلة قرابة بحسن نصرالله، زعيم حزب الله اللبنانى الشيعى. هذه الساحة أقيمت على مساحة شاسعة، حيث استطاعوا المسئولون عنها الحصول على أراض ملاصقة، بمساحات شاسعة جدا لبناء الساحة، رغم الارتفاع الشديد في قيم الأرض بهذه المنطقة، وهو ما خلق لهذه الساحة هيبة يراها القاصى والدانى، لاسيما أنها تتلألأ فوق تبة مرتفعة ترى منها مدينة «البصلية» كاملة، وهى عبارة عن 12 من الأعمدة، كل منها منقوش باسم من أسماء آل البيت، تراها في بداية دخول للساحة، حيث تشعر أنك داخل مكان مهيب وغامض. بعد وفاة الشيخ محمد أبو المواهب السعيد نشب خلاف وانقسام داخل الساحة على من يتولى خلافته، الابن ياسين، أم الإمام والخطيب أحمد، الذي كان كاتم أسرار أبو المواهب، وانقسمت الساحة إلى فريقين، أحدهما مع الابن والآخر مع الإمام، وكان هناك دور كبير لشخص يدعى أبو العباس، وهو أمام وخطيب للساحة، استطاع أن يسيطر على الموقف، وينصب ياسين خلفا لوالده الراحل خلال خطبة شهيرة، أقنع فيها الحضور بأن النبى -صلى الله عليه وسلم- حضر غسل أبو المواهب، وقال: إن الإمام على حضر ومعه الحسن والحسين، واختاروا ابن الشيخ أبو المواهب ليخلف والده. الساحة لها مريدون كثر من مختلف أنحاء أسوان، الذين يحضرون طلبا للقرب والبركة. وآخرون يحضرون لفك السحر وطلب الشفاء والتبرك بالضريح وبالإمام، وتفتح الساحة أبوابها على مدى اليوم، فلا تجد سائلا، أو جائعا. ثانى أشهر الساحات هي ساحة نجع السايح، وهى على هيئة قباب ببوابة حديدية وسيفين على غرار ساحة كربلاء، على جانبى الساحة يتزايد أعداد المتواجدين ممن يطلق عليهم «العوام»، أما خاصة العوام فهم من يتواجد داخل الساحة، ولا يستطيع أحد الدخول إليها إلا بإذن، ويجب أن يكون أحد الثقات على معرفة سابقة به، كى يسمح له بالدخول في أمان. وإذا كنت تدخل لأول مرة للساحة، فعليك أن تقول للحارس أو خدام الساحة: إنك محب وتريد زيارة مقام الشيخ، وستجد من يقبلون الأعمدة ويقبلون المقام، وطالما أصبحت من الثقات ستنال من كل نفحات الساحة، بمعنى أي شخص يقدم هبة أو هدايا للساحة ستأخذ منها نصيبا، وتسمى «أخذ عتبة»، وهى منزلة عالية جدا. ولكى تحضر حلقة ذكر عليك الانتظار على ال«دكة»، الموجودة في فناء الساحة، لتقابل شخصا يدعى أبو العباس، يبلغ من العمر 38 عاما، وهو كلمة سر الساحة، حيث كان كاتم أسرار الشيخ أبو المواهب، وإمام مسجد وخطيب معين من الأوقاف، وكان قائما بأعمال الشيخ ومسئولا عن صفحات الإنترنت والترويج للساحة، لكن سرعان ما انشق عن ساحة الزعامة المحمدية، وتردد أنه وصل لسر أبو المواهب، وحل محله في علاقاته في لبنان والبحرين وإيران، ووقع الاختيار عليه لأنه خطيب مفوه ورجل أزهرى لديه ثقة واسعة بين الناس. ظهرت على أبو العباس علامات الثراء، فقد احتفل بزواجه في حفل كبير أحياه كبار المطربين والمنشدين على مدى 7 أيام وليال، وكان يلتقى المريدين في منطقة اسمها التلايمة، وهى مكان يقيمون فيه احتفالاتهم. الساحة من الداخل بها غرفة مغلقة، كان لا يدخلها سوى أبو المواهب، والآن غير مسموح لأحد بدخولها سوى نجله ياسين وأحمد عبده صاحب أكبر ساحة في الكرابلة، ونجع أبو الصادق، وهى لغز كبير فهى عبارة عن مجموعة أبواب مغلقة، على كل باب قفل كبير، ويقولون على إحدى هذه الغرف: إنها غرفة سيدنا الخضر عليه السلام، فهذا المكان لا يدخله إلا الشيخ وأبناؤه، وكان مسموحا ل«أبو العباس» كاتم إسراره قبل شقه عصا الطاعة، كما توجد غرفة أخرى للسيدة فاطمة الزهراء، وثالثة للإمام على، يمتنع على أحد من العوام أو خاصة العوام دخولها، فهى فقط لخاصة الخاصة، ومن الطقوس أن يحضر الشيخ ويتمتم ببعض الكلمات، ويردد وردا خاصا بالساحة، ويعيش الموجودون أجواء روحانية، خاصة بعد أن يتم إخبارهم بحضور آل البيت، ويقول لهم الشيخ: «سيدنا الإمام على يقرئكم السلام، ويسلم عليكم فردا فردا. ومن هذه الساحات التابعة للعصبة الهاشمية، ساحة «النبى الأعظم»، التابعة لرجل الأعمال صلاح زايد في قرية (الكاجوج) بأسوان، والعصبة الهاشمية أسسها أبو الفتوح العربى، وهو شخص ظهر فجأة بمحافظة أسوان، وعاش (بإدفو) في سبعينيات القرن الماضى، وجمع له مريدين أشهرهم أحمد أبو الحسن العبادى، من دراو، وجاء إلى كوم أمبو، وأسس فيها ساحة أطلق عليها ساحة (الإمام على)، وبدأ دعوته بالقول بأفضلية أمير المؤمنين على بن أبى طالب وآل بيته، على سائر الصحابة! ويتلقى هؤلاء دعما ماديا من كبار التجار ورجال الأعمال، والمال الوفير جعل للساحة مزارع ومتاجر، ثم أصبح لأصحابها النفوذ. وتعلق على الساحة لافتة مكتوبا عليها «العصبة الهاشمية»، و«السدنة العلوية»، وبدأت تنبذ من جانب الطرق الصوفية بعدما انتشرت بها مظاهر لبعض الأعمال السحرية، الشبيهة بأعمال الشيعة في كربلاء خلال احتفالاتهم بيوم عاشوراء وغزوة بدر والمولد النبوى. أما ساحة النبى الأعظم التي أسسها رجل أعمال، صلاح زايد، الذي ظهر على الساحة السياسية بعد رحلة سفر طويلة للكويت ورشح نفسه في انتخابات البرلمان ولم ينجح، وهناك يقيم زايد بعض الموالد بساحته في قرية (الكاجوج) تصل ل12 احتفالا، تبدأ منذ اليوم الأول من ربيع الثانى، وتنتهى يوم 12 من الشهر نفسه، حيث تبدأ الليلة الأولى بالاحتفال بالإمام الثانى عشر، وهو الإمام الغائب حسن العسكري، إلى أن يصل إلى الليلة (الكبيرة)، وفيها يتم الاحتفال بسيدنا الإمام على بن أبى طالب -رضى الله عنه. ويقول الدكتور علاء السعيد، عضو الدفاع عن ائتلاف الصحابة: إنه توجد عدة مذاهب للشيعة في أسوان، وأكثرها انتشارا هو الإثنا عشرية، الذي يعد مذهب الأئمة، وذلك نسبة للإمام الثانى عشر إمام الواردين في نسب الإمام الحسين، ويتمركز المذهب في قرية الكاجوج التابعة لمركز كوم أمبو بقيادة الشيخ صلاح زايد من خلال ساحة الحسينية الجعفرية، حيث تقام الاحتفالات والطقوس الخاصة بالشيعة مثل الاحتفال بعاشوراء. قباب وأضرحة.. أساطير يحكمها الخيال «أسوان مدينة الأضرحة».. هذا التعبير هو أول ما سيتبادر إلى الذهن بعد الحديث عن كثرة الساحات، وانتشار المذهب الشيعى بين أبنائها، وهذه حقيقة يؤيدها الواقع، حتى إن هناك أضرحة لأولياء ينسج الأهالي حولها الأساطير، ثم تكتشف أنها أضرحة فارغة لشيوخ ليس لهم وجود إلا في خيال البسطاء!! يوجد بأسوان عدد كبير من الأضرحة والمقامات، سواء المدفون فيها شيوخ فعلا، أو تلك التي لا تعد مجرد علامة أو رمز لا وجود فيه لأى جثمان، ويصعب أن تجد قرية في أسوان خالية من ضريح، وهو أمر مثير للاهتمام ويتعين التوقف عنده. لكل ضريح حكاية أسطورية تتناقلها الأجيال، ويشد إليها الرحال، حيث الاحتفالات والموالد، وتعتبر مكانا يتجمع فيه الأهل للترفيه عن النفس، وهى مقامات «مبروكة»، كما يطلقون عليها، وتقوم مجموعة من الأشخاص بخدمة كل ضريح تتولى أمر المقام وصندوق النذور، وتعتبر أسوان مقصدا لمريدى الطرق الصوفية، حيث تشعر أن هؤلاء الناس لديهم نزعة دينية صوفية مختلفة عن غيرهم، فهم ينظمون موالد سنوية واحتفالات خاصة لأصحاب المقامات والأولياء، يتقربون بها إلى الله من خلال هذه الأضرحة والطعام الذي يقدمونه للفقراء. ومن أشهر مقامات أسوان وأضرحتها الشيخ «أبو عامود»، وهو شيخ له قصة طريفة يتناقلها الناس هناك، فكانوا يزورونه ويضعون النذور له، إلى أن قررت المحافظة توسيع الطريق، وهدم المقام، ليفاجأ الناس بأنه لا يوجد بالضريح أي جثامين مدفونة، وأنه ليس سوى ضريح رمزى. وأيضا من الأشياء الطريفة هناك «قبة الهوى» الموجودة عند مقابر النبلاء، وتمت تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ «على أبو الهوى»، ورغم أن الكثيرين يقولون إنه لا يوجد شيخ في هذا المكان فإنهم يقدسونه ويزورونه. هناك الشيخ سعيد الذي يأتى إليه النوبيون لإضاءة الشموع وصناعة الأرز باللبن وإلقائه في النيل، كما يقول عم حمود، حارس المقام، الذي يؤكد أن له كرامات، «فالسيدة التي لا تنجب تأتى إلى المقام وتعود مجبورة الخاطر بكرامات الشيخ». جبانة الفاطميين، واحدة من أقدم جبانات مصر، وتضم العديد من الأضرحة والمقامات، وبها عدد من الصحابة والتابعين المدفونين داخلها، ويقول أبو البراء، خادم الجبانة: إن هذا المكان له قدسية وروحانيات غير عادية، حيث شهد المعركة التي جرت بين الصحابة، وسكان هذه المنطقة في أثناء الفتح الإسلامى، ودفن فيها العديد من الصحابة، وبها مقام رمزى للسيد البدوى، والشيخ إبراهيم الدسوقى. وأشار أبو البراء إلى أن آخر مقام لشيخ أقيم بالمنطقة، كان مقام الشيخ (بهلول)، الذي تم إنشاؤه في جبانة أسوان منذ سنتين تقريبا، وله قصة غريبة، حيث توفى وتم دفنه في القاهرة، وجاء أحد المواطنين المقيمين هناك ليؤكد أنه رأى الشيخ في المنام، وطلب منه إنشاء مقام في أسوان وتحديدا في هذه المنطقة. وبالفعل، تبرع أحد الصالحين وأنشأ هذا المقام، ويقام للشيخ مولد سنوى يوم 27 شعبان من كل عام، ويقول الحاج محمد، أحد خدام مقام إبراهيم الدسوقي: «إحنا بنحتفل بالمولد النبوى بمشاركة الطرق الصوفية، ونقوم بعمل زفة للمولد تجوب شوارع أسوان، ثم تستقر في منطقة أرض المعارض، والتي تم تخصيصها لتكون مقرا لإقامة الاحتفالات الدينية، وهناك أوقات للاحتفالات بأسوان، في رجب وشعبان، حيث نحتفل بمولد السيدة زينب في آخر شهر رجب والسيدة نفسية في شعبان». ويعتبر مولد الشيخ إبراهيم الدسوقى من أهم الاحتفالات الدينية بأسوان، فهو قطب من أقطاب التصوف الكبار في الأمة الإسلامية، ويستمر مولده لمدة ثلاثة أيام ابتداء من آخر ثلاثاء في شهر محرم، وتحتفل به جميع الطرق الصوفية، حيث يحضر الحفل الشيخ يس التهامى، أشهر مداح في الصعيد، وأحد إعلام هذه المناسبات في أسوان، ويطلق عليه الأهالي لقب سلطان الإنشاد الدينى، وتجرى هذه الطقوس في الساحة الخاصة بالطريقة الدسوقية. من النسخة الورقية