سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معركة البوركيني.. أوروبا تحارب المايوه الإسلامي بالهراوات ورذاذ الفلفل.. مؤيدون للحظر: زي داعشي.. معارضون: قرار ضد الحريات.. ومصممته الأسترالية: مبيعاتي تضاعفت وغير المسلمات أكثر إقبالا عليه
بين ليلة وضحاها صار "البوركيني" حديث العالم، بعد أن أصبح مثار جدل داخل المجتمع الفرنسي خاصة بعد حظره من 15 مدينة ساحلية في خطوة أولى لتطبيقه على جميع المدن الفرنسية، وقد احتدم النقاش بين مؤيد ومعارض للباس الإسلامي الذي يغطي كل جسد المرأة ولا يظهر إلا وجهها. واحتدمت أيضا ردود الأفعال بين مؤيد للمنع، يرى أن اللباس ضد القيم الفرنسية العلمانية وأن البوركيني علامة ولاء لتنظيمات إسلامية متطرفة، وبين رافض للمنع لأنه ضد الحقوق والحريات الشخصية التي ينص عليها الدستور الفرنسي ويزيد حالة الإسلاموفوبيا، كما يرى المعارضون أن الحظر سيكون "هدية" لتنظيم داعش الإرهابي الذي يسعى لتجنيد أعضاء جدد. قرار حظر البوركيني على شواطئ مدينة "كان الفرنسية" العامة صدر في 13 أغسطس الماضي، بتغريم من ترتديه 38 يورو، لتنتقل "عدوى الحظر" إلى مدن فرنسية أخرى، تبنت عقوبة التغريم أيضا، لكن لمن لا يعلم الحظر ليس بجديد، بينما الجديد في الأمر هو الغرامة وتسيير جوالة على الشواطئ ومعاينة ملابس المصافات. رفض فرنسا لهذا النوع من الملبس جاء بعد وقت قصير من الهجوم الإرهابي على نيس في 14 يوليو الجاري عندما قامت شاحنة ضخمة بدهس العديد من الناس مما أدى إلى مقتل 85 شخصا وجرح 307 آخرين. ودافعت الحكومة عن قرار حظر ارتداء البوريكيني، من خلال وزيرة حقوق النساء، لورنس روسينيول، عندما صرحت لإذاعة أوروب 1، بأن " البوركيني لديه معنى، وهذا المعنى هو إخفاء جسد المرأة وليس مجرّد لباس، بل هو مشروع مجتمعي"، مطالبة بالتصدي لهذا اللباس، وبتركيز النقاش حول تحرير المرأة وعدم استغلال الموضوع لأغراض سياسية أو لزيادة الضجة حول الإسلام بفرنسا. وفي السياق نفسه، عبر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في مقابلة مع صحيفة "لابروفانس"، عن دعمه لرؤساء بلديات فرنسية حظروا لباس البحر الإسلامي "البوركيني" الذي يغطي كامل أنحاء الجسد. وحظر عدد من رؤساء البلديات في فرنسا في الفترة الأخيرة السباحة ب"البوركيني"، ما أثار جدلا بين أنصار تطبيق العلمانية في الأماكن العامة والمدافعين عن حرية التعبير. ونددت جمعيات إسلامية بهذا الحظر، ورفع ائتلاف "مناهضة الإسلاموفوبيا" شكوى لدى المحكمة الإدارية في مدينة نيس لإلغاء قرار عمدة مدينة كان، غير أن المحكمة قضت لصالح العمدة، مبررة ذلك بكون قرار العمدة لا يخالف المادة الأولى من الدستور الفرنسي التي تؤكد على علمانية الدولة، كما ارتأت أن الظروف التي تعيشها فرنسا في إطار حالة الطوارئ، والهجمات الإرهابية التي عانت منها مؤخرًا، قد "تؤوّل لباسًا مثل البوركيني لما هو أبعد من مجرّد لباس ديني". وازاء هذا الحكم، قرّر الائتلاف الإسلامي رفع القضية أمام المحكمة العليا بباريس، تخوّفًا من إمكانية أن 'يتطور هذا القرار نحو منع ارتداء الأزياء الدينية في كل الفضاءات العمومية، حسب تصريحات لمحاميته. وعلى صعيد متصل، أثار إمام المقاطعة الإيطالية "فلورنسا" عز الدين الزير، جدلا بعد أن نشر على حسابه ب"فيس بوك" صورة لمجموعة من الراهبات على شاطئ البحر بلباسهن الديني وهن مغطيات الرأس، وتم تشاطر الصورة أكثر من ألفي مرة، قبل أن يحجب موقع "فيس بوك" صفحة الإمام، إثر سلسلة من الاعتراضات من قبل المشتركين في الموقع، لكن الإمام استعاد صفحته بعد ساعات قليلة، موضحا أنه أراد من نشر هذه الصورة بلا تعليق "الرد على الذين يقولون إن قيمنا الغربية تختلف في طريقة اللباس وتغطية الجسد". وواصل الإمام في حديث مع شبكة التليفزيون الإيطالية "سكاي تي جي 24" مبرراته، قائلا: "أردت أن أقول أن بعض القيم الغربية تأتي من المسيحية وأن الجذور المسيحية تعود أيضا إلى أشخاص كانوا يغطون أجسادهم بشكل كامل تقريبا"، بحسب فرانس برس.