سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجامعة العربية تحيي الذكرى ال46 لحريق المسجد الأقصى بفعالية "يوم في القدس".. "فتح": علامة بارزة في سلسلة الاعتداءات الصهيونية.. الحرزاين: الحكومة اليمينية تسمح للمتطرفين بتدنيس الأماكن المقدسة
يصادف اليوم الذكر السادسة والأربعين لحريق المسجد الأقصي لتعيد للأذهان الإسلامية والعربية ذكرى مريرة، حيث قام أحد الصهاينة ويدعى "دينس مايكل" بأكبر جريمة صهيونية، حيث أشعل النار في الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية، والتهم الحريق أجزاءً مهمة منه خلال زيارته لفلسطين بغرض السياحة. ونشب الحريق بالجناح الشرقي للمسجد ودمر كل محتوياته بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر "نور الدين محمود"، الذي صنعه ليضعه بالمسجد بعد تحريره، ولكنه مات قبل ذلك ووضعه "صلاح الدين الأيوبي"، والذي كان يعتبر رمزاً للفتح والتحرير والنصر على الصليبيين، كما جاء على مسجد "عمر" الذي كان سقفه من الطين والجسور الخشبية، وتضرر أيضًا محراب "زكريا" المجاور لمسجد "عمر"، والجدار الجنوبي وجميع التصفيح الرخامي الملون عليها، و48 نافذة مصنوعة من الخشب والجبس والزجاج الملون لمنع دخول الأشعة المباشر إلى داخل المسجد. وأحدثت تلك الجريمة المدبرة فوضى فى العالم، مفجرة ثورة غاضبة خاصة فى العالم الإسلامى، وفى اليوم التالى للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة فى الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، وعمت المظاهرات القدس احتجاجًا على الحريق، فيما تم الدعوة إلى عقد أول مؤتمر قمة إسلامى فى الرباط بالمغرب. وحرصت سفارة دولة فلسطين في القاهرة علي إحياء ذكرى حريق القدس بفعالية "يوم في القدس"، والتي نظمها قطاع "فلسطين" والأراضي العربية المحتلة، بالتنسيق مع إدارة التدريب بجامعة الدول العربية إحياء للذكرى ال "47" لحريق المسجد الأقصى المبارك. حضر الفعالية السفير سعيد أبو على الأمين العام المساعد ورئيس قطاع فلسطين بالجامعة العربية، ماجد المطيري مدير إدارة التدريب وتطوير أساليب العمل، حيدر الجبوري مدير إدارة قطاع "فلسطين" في الجامعة العربية، مستشار أول مندوبية فلسطين مهند العكلوك، ناجي الناجي مدير المركز الإعلامي لسفارة فلسطينبالقاهرة. اشتمل اليوم على محاضرات تعريفية حول مدينة القدس وتاريخها، وندوة ناقشت الواقع الثقافي للقدس والتي حاضر فيها الدبلوماسي ناجى الناجي، إلى جانب أنشطة فنية قدمها الشباب المشارك في الفعالية لإظهار الجانب المشرق من القدس واسكتش مسرحي تجسد معاناة الأسرى الفلسطينيين واختتم بافتتاح معرض للأزياء التراثية المقدسية وعرض للمأكولات الشعبية التراثية الفلسطينية وحلوياتها. واستهل اللقاء بكلمة ترحيبية من ماجد المطيري مؤكدا أن هذه الاحتفالية تأتي في ختام البرنامج التدريبي الصيفي بالجامعة العربية للشباب العربي المؤلف من "115" طالبًا عربيًا من كل الدول العربية، في محاولة لترسيخ القضية الفلسطينية في أذهان الشباب العربي وتعريفهم بتراث وثقافة القدس،مؤكدًا أن للقضية رجال يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة، وتمنى من الشباب أن يتحملوا عبء الدفاع عن حقوقهم ودراسة تاريخ الأمة العربية جيدًا، حتى لا يستطيع أحد تمييع قضية فلسطين وألا يتخلوا عنها مهما كلف الأمر. وقال الدكتور أيمن الرقب القيادي بحركة فتح الفلسطينية، أنه منذ سقوط القدس بيد الاحتلال الصهيوني يتعرض الحرم القدسي والمسجد الأقصى لاعتداءات متتالية وان كان حرق المسجد الأقصى عام 1969 علامة بارزة من سلسلة الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى. وأضاف الرقب في تصريح ل"بوابة العرب"، اليوم الأحد، أن الاعتداءات اليومية من قطاع المتطرفين اليهود لا تقل حجما عن حرق المسجد الأقصى، فعملية التهويد وإقامة الصلوات التلمودية في باحات المسجد الأقصى تمثل اعتداءً سافرا واستخفافا بمشاعر المسلمين، أن هؤلاء المتطرفين اليهود يسعون لبناء كنيس لهم بجوار المسجد الأقصى كبشرى لهم حسب اعتقادهم ببناء هيكلهم المزعوم مكان المسجد الأقصى. وأوضح الرقب، أن الصهاينة تجرءوا على الشعب الفلسطيني نتيجة انشغال المنطقة العربية بالكثير من المشاكل سيثبت التاريخ أن للحركة الصهيونية دورا في اشعالها، وسيسعى هؤلاء المتطرفون لهدم المسجد الأقصى بعد إدراكهم بأن ردة فعل العالم العربي والإسلامي لن تتجاوز مرحلة الاستنكار والشجب والتوجه للأمم المتحدة ولن تحرك جيوشها للدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين، مؤكدا أن الشعوب ستنتفض لحقها. وقال الدكتور جهاد الحرازين أستاذ القانون الدولي والقيادي بحركة فتح الفلسطينية: إن الذكرى السابعة والأربعين لحريق المسجد الأقصى تأتي في ظل حالة من الاعتداءات المتواصلة والمتكررة وهجمة استيطانية شرسة من قبل قطعان المستوطنين والمتطرفين الصهاينة المدعومين من قبل الحكومة اليمينية المتطرفة وخاصة بمخططاتهم التهويدية الهادفة إلى تدمير وهدم المسجد الأقصى لإقامة هيكلهم المزعوم. وأضاف الحرازين في تصريح ل"بوابة العرب"، اليوم الأحد، أن هذه الذكرى الأليمة التي أدت إلى حرق أجزاء من المسجد القبلي بالمسجد الأقصى والتي أقدم على هذه الجريمة النكراء المتطرف المتصهين دينس مايكل روهان الأسترالي الجنسية وبمساعدة حكومة الاحتلال التي كانت شريك رئيسي في تلك الجريمة وقامت بالتغطية على جريمتها بعدما اعتقلت الجاني وادعت أنه مريض نفسيًا في ظل قيامها بمنع المواطنين العرب من الوصول إلى المسجد لإطفاء الحريق وقطع المياه عن منطقة الحرم في محاولة بائسة لاشتعال المسجد بأكمله. وقال الحرزاين: إن تلك الاعتداءات لم تتوقف بل استمرت بمسلسل طويل بدءًا من الاقتحامات اليومية للجماعات المتطرفة والمنظمات الصهيونية للمسجد بكافة الوسائل سواء بوضع المتفجرات أو بإطلاق النار وارتكاب المجازر بحق المصلين أو بحفر الأنفاق، حيث المتابع لتلك الاعتداءات يجد أن المخطط الصهيوني على أشده خاصة بعد افتتاح كنيس الخراب على بعد أمتار من المسجد الأقصى واستمرار الحكومة اليمينية بقضائها العنصري في السماح للمتطرفين بممارسة شعائرهم التلمودية وطقوسهم داخل باحات المسجد وصولا إلى إقرار مجموعة من القوانين الفاشية التي تعبر عن عنصرية وفاشية هذا الاحتلال الغاصب وعدم احترامه واعترافه بالاتفاقات الدولية ليصدر قانونًا بتحويل باحات المسجد الأقصى إلى متنزهات وحدائق عامة ويدعو للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد ناهيك عن إقامة وبناء الوحدات الاستيطانية التي عزلت المدينة عن محيطها العربي والإسلامي. وأوضح الحرازين، أن المسجد أصبح مهددًا بالانهيار لكثرة الأنفاق التي حفرت حوله وأسفله والتي تجاوزت 12 نفقًا وأصبح المسجد محاطًا بأكثر من 120 كنيسًا ومدرسة يهودية لتخرج علينا بعض الجماعات المتطرفة بقيادة المتطرف عضو الكنيست يهودا غليك وتضع خطتها التي ستنجز خلال 3 سنوات والتي تهدف إلى هدم المسجد وبناء الهيكل المزعوم على انقاضه ضاربة حكومة الاحتلال بذلك كل الأعراف والمواثيق الدولية بعرض الحائط ومتنكرة لكافة الأعراف والاتفاقات الدولية وقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وخاصة مدينة القدس وكل ذلك يأتي في ظل حالة من صمت المجتمع الدولي الأمر الذي يتطلب أن يكون هناك تحركًا عاجلاً وسريعًا من قبل منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن وكافة المنظمات الحقوقية والفعاليات الوطنية والعالمية لوقف جر المنطقة إلى حالة من الصراع الديني الذي ترغب به حكومة الاحتلال للوصول إلى مخططاتها التدميرية والتوسعية الاستيطانية على حساب الشعب الفلسطيني. وأكد الحرازين، أن في هذه الذكرى الشعب الفلسطيني يؤكد أنه سيبقى صامدًا مدافعًا عن مقدساته متمسكًا بحقوقه في هذه الأرض وحقه في العيش كبقية شعوب العالم بحرية وسلام.