"ماعت" تختتم الورشة الأولى لتدريب نشطاء الإنترنت

اختتمت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، أمس الإثنين، برنامجها التدريبي الثالث الموجه للمدونين ونشطاء الإعلام الإلكتروني بورشة تدريبية لمجموعة من مستخدمي الإعلام الجديد، وسائل التواصل الاجتماعي، والمدونين، وذلك في إطار جهودها لبناء قدرات مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة المختلفين على آلية الاستعراض الدوري الشامل، وبعد برنامجين تدريبيين استهدفا كوادر منظمات المجتمع المدني والإعلاميين العاملين على قضايا حقوق الإنسان في مصر.
وقالت "ماعت" في بيان صادر اليوم الثلاثاء: إن الورشة التدريبية تعد جزءًا من برنامج "تعزيز قدرات نشطاء الإعلام الإلكتروني على التغطية الإعلامية للاستعراض الدوري الشامل"، الذي يستهدف 50 من نشطاء الإعلام الإلكتروني العاملين على قضايا مرتبطة بحقوق الإنسان من خلال ورشتين تدريبيتين تقوم المؤسسة بتنفيذهما خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2016. ويسعي البرنامج التدريبي إلى إكساب نشطاء الإعلام الإلكتروني المعارف والمهارات اللازمة التي تمكنهم من فهم منظومة آليات حماية حقوق الإنسان عمومًا وآلية الاستعراض الدوري الشامل بشكل خاص، ومهارات تنفيذ الحملات الإعلامية وكتابة التقارير الإعلامية الخاصة برصد ومتابعة تنفيذ التوصيات، بالإضافة إلى تمكين نشطاء الإعلام الإلكتروني من استخدام المنصات الإلكترونية التي يقومون بإدارتها في الربط بين قضايا حقوق الإنسان والتزامات مصر أمام الآلية الدولية.
وتم خلال الورشة التدريبية التفاعلية التي حاضر فيها الخبير الإعلامي المعروف الأستاذ ياسر عبدالعزيز، رفع الوعي للمشاركين بمفهوم حقوق الإنسان، نشأة الشرعة الدولية الحقوقية، مفهوم القانون الدولي الإنساني (الذي يتكون من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبروتوكولات الملحقة بهما)، والمقاربة النقدية للمفاهيم الحقوقية الأممية من خلال امتلاك قدرات تحليل المنظومات عبر آلية التحليل الرباعي، وتعزيز مهارات النزعة النقدية من خلال تدريب تفاعلي، بالإضافة إلى زيادة وعي المشاركين بإجراءات الاستعراض الدوري الشامل وتعريف المشاركين بالتوصيات المقدمة لمصر وموقف مصر منها، وتعزيز إدراك المشاركين بأهمية الدور الذي يلعبه الإعلام، وأساليب ممارسة هذا الدور فيما يتعلق بآلية الاستعراض الدوري الشامل مع تمكين المشاركين من رصد التوصيات التي قبلت مصر تنفيذها خلال الجلسة الثانية للاستعراض الدوري الشامل 2014.
ووفقًا للورشة التدريبية، تتعدد الأدوار التي تلعبها وسائل الإعلام والإعلام الجديد فيما يتعلق بالانتهاكات والقصور في الالتزام بحقوق الإنسان والتي يتمثل أهمها في إلقاء الضوء على الانتهاكات والقصور، تحديد المسئولين عن هذه الانتهاكات وهذا القصور، طرح قضايا حقوق الإنسان على الأجندة الوطنية، توفير ملاذ ومنبر للشكوى للمنتهكة حقوقهم، توفير آلية للمساءلة ومحاسبة المسئولين، مد البرلمانيين وأعضاء المجالس والجهات الرقابية بالمعلومات.
وقام المشاركون بمراجعة أربعة من أهم المواقع الإخبارية لاستخراج مجموعة من الأخبار المرتبطة بتوصيات الاستعراض الدوري الشامل سواء تلك التي تعزز أو تتعارض مع تنفيذ التوصيات.
كما ركزت الورشة التدريبية على تعزيز الفهم والإدراك لدى المشاركين بالدور والأساليب التي يمكن من خلالها تطوير "الإعلام الجديد" آلية عرض ومساءلة ومتابعة في خدمة تنفيذ توصيات المراجعة الدورية الشاملة، حيث أشار المشاركون إلى أن أهم خصائص الإعلام الجديد تتمثل في التفاعلية، اللاتزامنية، المشاركة والانتشار، الحركة والمرونة، الكونية، اندماج الوسائط، التركيز، والتخزين والحفظ، كما أن مجالات عمل الإعلام الجديد وفقًا للمشاركين أيضًا تتنوع بين التوثيق، توفير المنابر، الحملات، الوقاية، التوعية، المتابعة، والمساءلة.
واختتمت الورشة التدريبية بعرض مجموعة من أهم التكتيكات التي يمكن لوسائل الإعلام الجديد استخدامها للمناصرة، الرقابة على الأرض، المساءلة عبر المؤشرات الإلكترونية، العرائض الإلكترونية، المعلومات البصرية، الحشد والتوعية، الحشد والتعبئة.
وتم تكليف المشاركين بابتكار تكتيكات جديدة للتوعية بقضايا الاستعراض الدوري الشامل، وكانت أهم النتائج تأسيس صفحات افتراضية على الفيس بوك لتوعية الجمهور بالقضايا ذات الصلة بتوصيات الاستعراض الدوري بطريقة مبتكرة.
ويسعى مشروع "الاستعراض الدوري الشامل كأداة لتحسين السياسات العامة خلال المرحلة الانتقالية"، الذي تنفذه المؤسسة بتمويل من الاتحاد الأوروبي على مدى عامين بداية من يناير 2016، لتعزيز دور الاستعراض الدوري الشامل لتحسين السياسات العامة وإصلاح حقوق الإنسان خلال المرحلة الانتقالية في مصر من خلال إشراك منظمات المجتمع المدني، النشطاء والإعلاميين بفاعلية في المتابعة والدعوة للإصلاح الضروري لحقوق الإنسان، وتبني سياسات جديدة متوافقة مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان بناءً على الاستعراض الدوري الشامل 2014.
ومن المقرر أن تبدأ الورشة الثانية من البرنامج التدريبي بالقاهرة في 29 سبتمبر 2016.