قبل أيام قليلة، استدعى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عددًا من المراسلين العسكريين فى الصحف العبرية ليتحدث إليهم، ولم يتضح على أى أساس تم اختيارهم تحديدًا، فهل اختار المكتب المؤيدين أم المعارضين لسياسته، ولكن اللافت للانتباه أنه تم إبلاغهم بالموعد قبل فترة قصيرة وهو ما أثار تعجبهم. عقد اللقاء فى مكتب نتنياهو بالقدس واستمر نحو ثلاث ساعات وسمى ب«اللقاء الأول» وهو ما يعنى وجود لقاءات أخرى، وتحدث نتنياهو بشكل جيد ولافت للانتباه بحسب وصف صحيفة «هآرتس» وتناول فى حديثه وضع الدولة الاستراتيجى والتحالفات الجديدة التى عقدها فى الشرق الأوسط وخارجه، وشرح الامتيازات الاستخبارية والتكنولوجية الإسرائيلية فى الوقت الذى يشهد فيه العالمان العربى والغربى مرحلة من التوتر وصعود للإرهاب الإسلامي. وفى النصف ساعة الأخيرة بدأ يظهر للحاضرين السبب الحقيقى لهذا اللقاء الغامض، وهو محاولة نتنياهو الرد على منتقدين طريقة علاجه للأنفاق قبل عملية «الجرف الصامد» وبعدها، وهى الانتقادات التى وجهت له فى الكنيست ثم فى الكابينت «المجلس الوزارى المصغر»، وبدا أن رئيس الحكومة مصمم على كبح هذه الانتقادات، فى خطوة استباقية قبل العاصفة السياسية التى من شأن تقرير المراقب إثارتها. وبدا أيضا أن نتنياهو لديه إجابات جيدة على الادعاءات التى جاءت فى المسودة. كشف المحلل العسكرى «عاموس هرئيل» أن هناك وثيقة تم إعدادها من قبل أكفاء فى معهد بحوث الأمن القومى والسكرتارية العسكرية لرئيس الحكومة للرد على جميع الانتقادات لتبرئته تمامًا، والطريف أنه فى الوقت الذى جلس فيه نتنياهو مع المراسلين فى مكتبه، كان وزير الدفاع «أفيجدور ليبرمان» فى الكنيست من أجل «ساعة أسئلة» وفيها تم طرح أسئلة على ليبرمان حول ذات الوضوع. عضو الكنيست «عوفر شيلح» من حزب يوجد مستقبل، سأل وزير الدفاع حول التقارير فى الصحافة الفلسطينية التى تقول إن إسرائيل وافقت على أن تدفع قطر رواتب موظفى حكومة حماس فى غزة. وذكر شيلح أنه قبل سنتين فقط، هدد ليبرمان، الذى كان فى حينها وزيرًا للخارجية، بطرد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، روبرت سيرى، من البلاد، حينما حاول الأخير نقل الأموال من قطر إلى غزة لنفس الهدف تمامًا. فسأله هل غيرتم رأيكم حول الأموال الآن؟ وهل يعنى ذلك أنكم تصرفتم باستخفاف قبل سنتين؟ فراوغ ليبرمان فى الإجابة ولم ينف نقل الأموال من قطر.