فى ثانى تجاربه الإخراجية استطاع المخرج محمد دياب لفت الأنظار إليه داخل وخارج مصر، بعد عرض فيلمه «اشتباك» داخل مسابقة «نظرة ما» ضمن فعاليات مهرجان «كان» السينمائى الدولى، وإشادة عدد كبير من النقاد والفنانين العالميين بالفيلم، فى الوقت الذى هاجمه فيه التليفزيون المصرى، واتهمه بتشويه صورة مصر أمام العالم. عن رد فعله حول تلك الواقعة والصعوبات التى واجهها أثناء التصوير، وعلاقته بالداعية معز مسعود وانسحاب موزع العمل قبل طرح الفيلم بأيام، تحدث محمد دياب ل «البوابة» وقال: عند عرض برنامج «أنا مصر» تقريرا عنى وأنا فى فرنسا شعرت بخوف شديد مما حدث، ونصحنى أصدقاء مقربون بعدم العودة إلى مصر، فلم أفهم ماذا يحدث وحزنت لما أذاعته الإعلامية أمانى الخياط فى التليفزيون المصرى، ولأن رسالة الفيلم الأساسية هى عدم الاستقطاب قمت بمحادثتها هاتفيا وطلبت منها مشاهدة الفيلم قبل الهجوم عليه. وأضاف دياب: من أول ثانية عرض فيها خالد عليّ فكرة الفيلم وأنا أعلم أنه سوف يكون هناك جدل كبير حوله، ولكن إعجابى الشديد بالفكرة جعلنى أركز أكثر على تقديم عمل متميز، فقمنا بإعادة كتابة السيناريو 14 مرة لنجعله خاليا من السياسة، وأن يحدث توازن بين جميع التيارات، ليكون فى النهاية فيلما إنسانيا أكثر من أن يكون سياسيا، ونستطيع عرضه فى أى دولة بها نزاعات وتفرقة بين أهلها. وأشار دياب إلى أنه كان متخوفا فى البداية من أن يخرج المشاهد دون أن يعلق فى ذهنه أبطال العمل أو الخلط بين شخص وآخر فى الجمل الحوارية، وقال: وضعت شروطا يجب توافرها أثناء اختيار أبطال العمل، وهى أن يكون الممثل يليق على ذلك الدور ويشبهه، والتفرغ التام للفيلم لأنى قمت بتمرينهم لمدة سنة على عربة ترحيلات وبعدها 6 شهور داخل سيارة خشبية بنفس الحجم. وبسبب العدد الكبير للفنانين كنت متخوفا من أن يخرج المشاهد وهو لا يعرف أبطال العمل، وكان هذا سبب اعتذار عدد كبير من الفنانين، خاصة أن عدد مشاهدهم قليلة، أو أنهم سوف يكونون متواجدين فى المشهد ولكن دون أن يتحدثوا، لكن الحمد لله الفيلم ترك انطباعات جيدة لدى الجمهور، ويوجد أحد الشخصيات داخل العربة كان له 3 مشاهد فقط ولكنه نجح فى كسب استعطاف الجمهور بقصته مع كلبه. وواصل دياب قائلًا: ويوجد فنانون آخرون آمنوا بالفكرة مثل الفنانة نيللى كريم، التى كانت موجودة فطلبت منى خلق الشخصية التى جسدتها فى العمل لتكون صاحبة فكرة شخصيتها، ويصبح دورها مثل دور شخصيات تمثل لأول مرة. وقال دياب: حرصنا على أن يكون ما قدمناه للجمهور عن جماعة الإخوان مبنيا على دراسة معمقة حول تاريخ الجماعة، بجانب وجود منتج العمل معز مسعود وهو باحث فى شئون الإخوان، وكان ناقدا لتلك الجماعات، وقدمنا معه برنامجين بعنوان «خطوات الشيطان» يحملان هجوما على الإخوان. وأكد دياب أن الفيلم لا ينصر تيارا على آخر بل يفضح الهستيريا التى أصابت المجتمع، وأنه حصل على منحة وزارة الثقافة الفرنسية بعد فوز سيناريو العمل كأفضل سيناريو مقدم حينها، ما جعل إدارة مهرجان كان تبحث عن الفيلم قبل التقدم للمشاركة. وقال محمد دياب: فى مهرجان كان تبدأ عودة الأفلام غير الفائزة بعد الانتهاء من عرض أفلامها، أما نحن فطلبت منا الإدارة الانتظار حتى نهاية المهرجان، مما جعلنى أطلب من أخى خالد القدوم إلى فرنسا، لأن كل الاحداث المحيطة تقول إننا سوف نحصل على جائزة، وكان من أهم تلك الأحداث حصولنا على أفضل تغطية إعلامية ضمن 4 أفلام من وسط 18 فيلما داخل المسابقة، كما حقق العمل انتشارا واسعا فى أوروبا بشكل كبير، وأرسل لى حينها النجم الأمريكى الكبير توم هانكس خطاب شكر عن الفيلم، وكذلك دانيال جريك بطل فيلم جيمس بوند قال إنه منبهر بالفيلم. وعن الأزمات التى تعرض لها الفيلم قال: أشعر أن هناك شخصا يضع الفيلم فى رأسه، ففى كل أسبوع أقرأ مقالة نقد ضدى وبها معلومات شخصية عنى ما يوضح أنه يوجد شخص يسرب تلك المعلومات، وقبل عرض الفيلم وجدت هجوما كبيرا عليه وعلى معز مسعود. وأضاف: بجانب موقف الرقابة التى أجازت السيناريو قبل تصويره دون أى ملحوظات، ولكن بسبب الهستيريا التى خرجت ضد الفيلم أثناء عرضه فى مهرجان «كان» جعلتهم يضعون جمله قبل بداية الفيلم تصبغه صبغة سياسية وأنا أهرب من السياسة داخل الفيلم. واتهم دياب الرقابة بالتباطؤ المتعمد فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لخروج بوستر الفيلم الرئيسى الذى صممه المصمم العالمى أحمد عماد، وقال: لم يتم وضع بوستر واحد فى السينمات حتى الآن، كما أن الشركة الموزعة للفيلم أعلنت انسحابها قبل طرحه بالسينما ب 3 أيام، ويبدو أن هناك شخصا لا يريد منع الفيلم لكى لا يحدث فضيحة دولية، لذلك قرر أن يولد مدفونا ويمر دون أن يشعر به أحد. وأنهى دياب حديثه قائلًا: يوجد منتجون رفضوا المشاركة فى العمل، أما محمد حفظى ومعز مسعود فوافقا على إنتاجه بمجرد قراءة السيناريو لأنهما آمنا بالفكرة، وخاصة معز مسعود الذى تمتد علاقتى به سنوات طويلة، فهو من اكتشفنى عندما كنت أعمل فى بنك تحت منزله وطلب منى الكتابة.