قبل رحيله بأيام.. العشماوي: Ø لن يتم أي إصلاح إلا بإصلاح التراث عموماً وفي القلب منه التراث الديني . Ø حد الردة عُرف متأخراً واستخدمه العباسيون في مواجهة خصومهم السياسيين . Ø ما يُراد العودة إلى تطبيقه ليس “,”شريعة“,” وإنما هو فقه يحتج بالشريعة واجتهاد بشري خالص .. قبل تركه عالمنا المليء بالصراعات، وانتقالِه أمس إلى الرفيقِ الأعلى، التقت “,”البوابة نيوز“,” المفكر الراحل والمستشار “,”محمد سعيد العشماوي“,”، المثقف الموسوعي، الذي احتفظ مع كبر سنه بذاكرة قوية، واهتمامات متشعبة، فهو يتحدث بإسهابٍ مُلفت في التاريخ، والفكر الديني، وأمراض الثقافة العربية، ولم يشأ أن أبدأ حواري معه قبل أن يوافيني بمقدمة طويلة حول الأصول المصرية للدين اليهودي، وفضائح الدولة العثمانية، التي تُمتُّ بِصِلةٍ عِرقية مع التتار الذين اقتحموا بغداد، ودمروا الحضارة الاسلامية، وحول الإسلام السياسي، والخلافة الإسلامية، والفرق بين الفقه والشريعة، وقصته مع الرئيس الراحل السادات.. فكان هذا الحوار. • كان لك دورٌ بارزٌ في استخدام وتفعيل مصطلح الإسلام السياسي.. حدثنا عن رؤيتك لهذا المصطلح وكيف ولماذا استخدمته؟ “,” “,” ادّعت جماعة الإخوان كثيرًا أنها دعوية تربوية، غير أن الأعوام التالية لانتهاء الحرب العالمية الثانية شهدت خروج الجماعة من حال الكمون إلى حال الظهور، فشرعت كتائبها تطوف بالأحياء والمدن تدق الطبول وتستعمل بعض الهتافات ذات الأثر الوجداني العميق على عاطفة الشعب الدينية، ومنها قولهم “,”القرآن دستورنا“,” وهو شعار قديم صاغه فقهاء السلطان العثماني الأحمر “,”عبد الحميد الثاني“,” حتى يمكنه أن ينقلب على الدستور الذي اعتمده بنفسه لحكم تركيا، واذا كان هذا الشعار قد مكن السلطان المذكور من إلغاء الدستور، وهو ما أدى إلى عزله سنة 1909، فإن رفعه في مصر كان يعني الاتجاه إلى قلب نظام الحكم، وإلغاء دستور 1923، وجعل السلطة دينية مطلقة، يحوزها المرشد العام الأول “,”حسن البنا“,” ، والقرآن كما نعرف هو دستور المسلمين في منظومة العقائد والأخلاق، لكنه لم يتضمن أي حُكم أو بيان عن السلطة والنظام والسياسة العامة والتزامات المحكومين والحكام. وتاريخ الإخوان لم يخلُ من توظيف سيِّئ لآيات القرآن، وقد وقف مؤسس جماعتهم يتلو الآية “,”واذكر في الكتاب إسماعيل، إنه كان صادق الوعد“,” يريد بها “,”إسماعيل صدقي “,”رئيس الوزراء فيما هي نزلت في اسماعيل النبي بن إبراهيم عليهما السلام . أي أن الإخوان حوَّلوا العقيدة إلى أيدلوجيا؟! “,” “,” نعم.. جماعة الإخوان حولت العقيدة إلى إيديولوجيا واستغلت المشاعر الدينية لتحقيق أهداف نسبية، واستخدمت آيات القرآن في تحريف واضح وتزييف فاضح، وحرفتها عما أُ نزلت له، خدمةً للسياسة وخدعةً للناس، وقد تأكد للجميع بما لا يدع مجالاً للشك، أن الجماعة لا تعمل لرفعة الإسلام وانما تستخدمه لأغراض سياسية، لذلك نشرت كتابي “,”الإسلام السياسي“,” ، لأُفرَّق بين استخدام الدين للوصول إلى السلطة، والتمكن منها وبين الإسلام المستقيم أو المستنير، الذي يضع الإيمان في القلب لا في التنظيم، ورغم ثورة الإخوان فقد استقر وصف “,”الاسلام السياسي“,” في الحديث عنهم، ومعهم كل الجماعات التي حذت حذوهم، وصار التعبير شائعاً ذائعاً في العالم كله، ولعل ذلك ما جعل مرشدهم السابق “,”مهدي عاكف“,” يقر بما صار واقعاً، ويعترف أن الإخوان جماعة سياسية “,”لتقطع جُهيزة قول كل خطيبِ“,” الخلافة ابتدأت بالعنف وسارت علي العنف • ذكرت أن الخلافة نظام فاسد بطبيعته، وهو ضد المسلمين والإسلام نريد أن نتعرف على الأسس التي دعتك لوجهة النظر هذه، علماً بأن البعض يعتقد أن الخلافة تكليف إلهي وأنها ستعود يوماً ما مستندين في ذلك إلى بعض النصوص الدينية؟ الخلافة لم تذكر في القرآن كلفظ إلا مرتين حيث يقول القرآن “,”يا داوُد إنا جعلناك خليفةً في الأرض“,” ويقول “,”إني جاعلٌ في الأرض خليفة “,” ومعنى خليفة في الآيتين أنه يأخذ قوته من الله بالإيمان الذي يقر في القلب ولا يوجد في الشعائر، وعندما اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة، إثر وفاة النبي حدث لغطٌ كبير، ولم يحدث اتفاق على من يُختار لقيادة الأمة الإسلامية من بعده، حتى قال عمر لأبي بكر أعطني يمينك لأبايعك فبويع على ذلك، وانهال القريشيون على “,”سعد بن عُبادة “,” زعيم الخزرج ضرباً لأنه كان ينازعهم في الأمر، فالخلافة بذلك ابتدأت بالعنف ثم سارت على العنف، فمعاوية بن أبي سفيان بايع لابنه “,”يزيد“,” في حياته وجعله ولي عهده، ووقف أحد المسلمين ليقول “,” إذا مات هذا - مشيرا إلى معاوية- فخليفته هذا – مشيرا إلى يزيد- ومن أبى فله هذا – مشيرا الى السيف-“,” وقال “,”عبد الملك بن مروان“,” لابنه “,”الوليد “,”وهو على فراش الموت “,”لا تبك عليَّ كالنساء، ولكن إذا متُّ فشمر وائتزر والبس جلد النمر واحمل سيفك علي عاتقك واسأل من يبايعني؟ فمن بايع فخلِّ سبيله ومن امتنع فاقتله“,” وأعتقد أنه لا يعبر عن الخلافة على مدى العصور الإسلامية ما هو أبلغ من هذين المثلين أعني حادثة “,”معاوية“,” ومقولة “,”عبد الملك“,”، وخلافة الأُمويين قامت بعد حرب وقتل الحسن والحسين، ولم تسقط الخلافة الأُموية إلا بحرب قادها “,”أبو مسلم الخرساني“,” واشتد العباسيون على الشيعة أتباع “,”علي بن طالب“,” حتى أن العلويين تمنوا عودة الخلافة الأُموية!! وفي خلافة العباسيين وتحديدا في خلافة الابن الرابع ل“,” هارون الرشيد“,” قامت السلطنة السلجوقية، وقد أنشأها تتار تسموا ب “,”الأتراك“,”، نسبة إلى لغتهم “,”الأتراكية“,” وذلك لأن أم هذا الخليفة كانت من التتار، فأَمِن لهم الخليفة وترك لهم مقاليد الحكم، وبهذا نشأت السلطنة السلجوقية التي لم تنته إلا بهزيمتها أمام بني عثمان، وهم تتار أيضاً وبعد انتصار بني عثمان تسمى حكامهم باسم “,”سلطان العالم“,”، وعاثوا في أوروبا احتلالاً وفساداً، وكانوا يخطفون الأولاد المسيحيين النبهاء ويجعلونهم جنودا وهم “,”الانكشارية“,”، الذين لا ولاء لهم إلا للسلطان وحده، وبهم سادت السلطنة العثمانية مساحةً واسعةً من أوروبا والشرق الأوسط، ولما أراد الجرمانيون والطليان والفرنسيون والإنجليز وقف تهديد السلطنة العثمانية، ووقف وحشيتها قامت الحروب الاستعمارية التي هي رد فعل لعنف السلطنة العثمانية وما فعلته في اوروبا . الخلافة مستحيلة التحقق مرة أخرى • قد يفهم البعض من ذلك أنك تدافع عن الاستعمار؟ بالطبع لا، فأنا لا أبارك الاستعمار وإنما قلت إن الاحتلال الفرنسي والإيطالي والإنجليزي للشرق الأوسط هو خوفٌ واضح من هذه الدول على مستقبلهم من العثمانيين، ومحاولة لاستباق عدوانهم باحتلال أراضيهم، ونزع أظفارهم، ومن هنا وقعت بدايةً الحروب البلقانية ثم حروب الشرق الأوسط واحتلال الدول ونحن من دفع الثمن . • لكن هل ستعود الخلافة مرة أخرى؟ - الخلافة مستحيلة التحقق مرة أخرى، لأنها كما سلف لم تقم إلا بغلبة قوة مسلمة على قوة مسلمة أخرى، وذلك يستحيل حالياً، حيث كل البلاد الإسلامية ضعيفة، والقوة انتقلت إلى الغرب المسيحي، وهذا الغرب يعطينا السلاح بحساب، بحيث نكون دائماً متخلفين عنه، ولا تكون لنا الغلبة إطلاقا.. هذ أولاً . وثانيا: فقد نشأت الخلافة نتيجة خلاف في فهم لفظ “,”الخليفة“,” إذ قال أحد الناس لأبي بكر “,”يا خليفة النبي“,”، فقال أبو بكر: “,”أنا لست خليفة النبي وإنما أنا خالفه“,” والخالف هو التالي في الزمن، أما الخليفة فهو لفظ يفيد انتقال الحقوق والالتزامات من المُستَخلَف إلى خليفته، وهذا يدل على فهم “,”أبي بكر“,” الدقيق للفارق بين لفظي “,”الخالف“,” و“,”الخليفة“,” لكن الآخرين استحبوا لقب خليفة المسلمين وخليفة رسول الله وخليفة الله، كما ورد في نصوص الشعراء منذ العهد الأُموي وحتى الآن لمن لا يفهمون . لن يتم إصلاح مصر إلا بإصلاح التراث العربي والإسلامي • بعد إصدارك لكتاب “,”أصول الشريعة“,” استدعاك الرئيس السادات وطلب منك توضيح الفرق بين الفقه والشريعة، ونحن بدورنا نعيد طرح السؤال فما الفرق بين الفقه والشريعة؟ “,” “,” لهذا الكتاب قصة أحب أن يعرفها القارئ فقد كنت ممثلاً لمصر في مؤتمر “,”حق المؤلف“,”، المنعقد في مقر “,”اليونسكو“,” بباريس أواخر عام 1977م وأوائل 1978م، وكان (توفيق الحكيم) ممثلاً لمصر بمؤتمر المسرح في باريس وبذات الفترة، وكان جاري بنفس الفندق وبعد الظهيرة كنا نتناول الغداء سوياً ونتناقش حول أمور شتى وجاء في حديثي معه بيان الفرق بين الشريعة والفقه، وأن الشريعة هي ما نُزّل من الله، والفقه هو ما صدر من الناس، ولا يمكن لأحد أن يعرف حقيقة الآيات، والمقصد منها إلا الله منزل القرآن والنبي نفسه وما عداهما فهو يقول رأيه غير الملزم، ولا يمثل الدين، لأنه اجتهاد بشري، وعندما نعارضه فنحن نفعل ذلك حيال فكر إنساني، ولا نتعرض للدين نفسه، وفي وصايا النبي عليه الصلاة والسلام لبريدة عامله “,”وإذا حاصرت أهل حصن فأنزلوك على حكم الله فلا تنزل لأنك لا تعرف ما هو حكم الله فيهم، وإنما أنزلهم على حكمك أنت“,”، وأعتقد أنه لا يوجد ما يفرق بين الفقه والشريعة أكثر من هذا القول، ورأيي أنه لن يتم أي إصلاح في مصر إلا إذا بدأ بإصلاح التراث المصري والعربي والإسلامي وفي القلب منه التراث الديني . وعندما عدت إلى مصر، وقدمت تقريري عن مؤتمر “,”حق المؤلف“,” لوزير العدل قال لي: إن مؤتمراً لوزراء العدل العرب انعقد في غيبتي، وأن وزراء العدل جميعاً طلبوا منه أن يبحث عن قاضٍ مصري يكتب كتاباً فيه تجديد للفكر الإسلامي، فقال الوزير إنه لا يجد من يمكنه ذلك إلا أنا، وبناءً عليه طلب مني الوزير التفرغ لهذا العمل، على أن أكتبه بآرائي الشخصية، التي لم يكن يعرفها، وبالعنوان الذي أتخيره، ومع أن وزراء العدل العرب قدروا أن يكون الاسم “,”مساقي الشريعة“,” لكن رأيي كان أنه عنوان غير ذي بريق، فاقترحت أن يكون اسم الكتاب “,”أصول الشريعة“,” ، ووافق الوزير على أن أبدأ العمل فوراً، لأنتهي منه بعد ستة أشهر، وأقوم بتسليمه في أول يوليو، وانقطعت لهذا الكتاب ليل نهار في المدة المطلوبة، فأنجزته وقدمت صورته للوزير، لكن وزراء العدل العرب كانوا قد قرروا عدم عقد مؤتمرهم التالي في سبتمبر 1979م، نظراً لتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ومقاطعة جميع الدول العربية لنا ما عدا السودان واليمن. وبعد فترة طلبت من الوزير النسخة التي قدمتها له، فسألني عن السبب فقلت له إنني سوف أطبعها في كتاب ليكون كتابي الخامس، وتم هذا بالفعل وصدر الكتاب في شهر مايو من سنة 1980م . • وكيف عرف الرئيس السادات بهذا الكتاب؟ “,” “,” يلوح لي أن أحد المقربين إلى “,”السادات“,” كان قد قرأ الكتاب فنبهه إليه، فطلب “,”السادات “,”مقابلتي في استراحة القناطر الخيرية، وذهبت له بعد أن عرفت السبب، ومعي نسخة من كتابي رجعت بها إلى منزلي ولم أتركها له، لأنه استفسر مني شفوياً عما كان يجب أن يقرأه في الكتاب، وفي هذه المقابلة أحسنت توضيح ما هو الفارق بين الدين والفقه، وقلت له إني قرأت المسودات التي صدرت عن لجنة تقنين الشريعة، التي كان قد شكلها إرضاءً للجماعات الإسلامية، وبرئاسة الشيخ “,”عبد المنعم النمر“,” الذي كان زميلاً ل“,”السادات“,” في معتقل الزيتون، أثناء الحرب العالمية الثانية . وكان “,”السادات“,” بعد أن فهم مضمون الكتاب، يرغب في نشر بعض الموضوعات التي اختارها في جريدة الأخبار، ولم أعرف ما السبب في اختياره جريدة يرأسها موسى صبري تحديداً، وقد طلبه بالتليفون أمامي وأبلغه بحضوري عنده، وأني فضلت أن آخذ من الكتاب موضوعات لأعيد صياغتها بأسلوب يناسب قراء الصحف، وأن “,”السادات“,” وافق على ذلك، فسألني “,”موسى صبري“,” في هذه المكالمة وقد رأى اهتمام “,”السادات“,” بنشر كتاباتي في الصحف عن التفاصيل وكيف ومتى سأبدأ.. إلى آخره، وكان الخلاف بين “,”السادات“,” والجماعات الإسلامية قد بدأ وأصبح لدى“,” السادات“,” رغبة في عدم تقنين الشريعة بالطريقة التي وضعتها اللجنة، التي انتدبها لذلك، نظراً لأنه فهم أنها قننت الفقه، أما الشريعة (وهي الأحكام القانونية في القرآن) فهي عن الزواج والطلاق والميراث والوصية والحدود الأربعة (السرقة، الزنا، قذف المحصنات، والحرابة) وحد القذف حسب النص القرآني هو لقاذف النساء المحصنات فقط، أما تطبيقه على قذف الرجال فهو قياس واجتهاد فقهي . • وماذا عن حدَّي الردة والخمر؟ - أما الردة فلا حد لها في القرآن، وإنما عُرف حديث الردة في العصر العباسي بعد وفاة النبي بقرنين أو ثلاثة، وهذا الحديث طبقه الخلفاء العباسيون في مواجهة ما سمي ب “,”الزندقة“,” ولكنه طبق تطبيقاً سياسياً بحتاً، فبعض الشعراء كانت لهم أشعار إلحادية ظاهرة ومعروفة، ولم يطبق هذا الحد إلا على “,”بشار بن برد“,” بعد أن قال شعراً سياسياً فقتلوه للزندقة! ولكن بعد ذلك نجد شعر “,”أبي العلاء المعري“,” مليء بالإلحاد، ولم يُقتل وإنما مات ميتةً طبيعية، ولم يتعرض له أحد وشعره الإلحادي موجود إلى الآن . وبالنسبة لحد الخمر فقد طُبق بدايةً في عهد “,”عمر بن الخطاب“,” بناءً على قياس ل “,”علي بن أبي طالب“,” إذ قال: “,”من شرب فكأنه هذى ومن هذى فقد افترى فحُدُّوه حد الافتراء“,” – وهو حد قاذف النساء- واجتهاد علي فيه كلام وهو على اليقين ليس حكم الله . • هل ما طبق على مدار العصور الإسلامية كان فقهاً أم شريعة؟ - كان فقهاً يحتج بالشريعة، وآراء بشرية خالصة، فمثلاً القرآن يقول: “,”وأحل الله البيع وحرم الربا“,” لكن القرآن لم يفصل المقصود بالبيع ولا المقصود بالربا، فكل ما ذكر في ذلك هو فقه، والحديث الذي ذكره الفقهاء عن النبي حديث آحاد، وقد أفتى الأزهر في 10 أغسطس سنة 1980م بأن أحاديث الآحاد لا تتضمن فروضاً، ولا حدوداً وإنما هي لمجرد الاسترشاد والاستئناس بها، وعما ذكره الفقهاء عن الآية “,”وأحل الله البيع وحرم الربا“,” فإنهم استبعدوا عقود الغرر والضرر أو الاحتمال، كأن يشتري أحدٌ سمكاً في بحر أو زرعاً لم ينضج بعد، وهذا اجتهاد منهم، وإلا فإن الآية عامة ولم تخصص، كما أن الفقهاء أحلوا من الربا ما أسموه “,”ربا الفضل“,” ،وهو الربا الذي لا يشترط فيه فائدة عند التعاقد، وإنما يقدم المدين عند السداد هديةً منه سواءً كانت نقداً،أم غيره وقد يكون ذلك من المفهوم بين الدائن والمدين دون أن يصرحا به لبعضهما، وإنما يكون معلوماً حسب العرف، هذا كله مع أن الربا في المطلق محرم بنص القرآن وهذا يوضح لنا الفرق بين الفقه والشريعة.