أثار إلقاء أبيات قصيدة "بطاقة هوية" على موجات إذاعة الجيش الإسرائيلي سخط الإسرائيليين على جميع المستويات، لا سيما السياسية. وهاجم وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الإذاعة التي تتبع للجيش، وزعم أن قصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش تصب الزيت على النار بالتشجيع على ما وصفه ب "الإرهاب" ضد الكيان الإسرائيلي. واستدعى ليبرمان مدير الإذاعة لتوبيخه، في حين دافعت إدارة الإذاعة عن بثها القصيدة. كما هاجم عدد من وزراء حكومة نتنياهو الإذاعة ونعتتها بأشد العبارات، فيما قالت مصادر مقربة من نتنياهو إن إذاعة الجيش الإسرائيلي هي المحطة العسكرية الوحيدة في العالم التي تتميز بالحماقة بتوفيرها منصة لأعداء إسرائيل. وكانت الإذاعة استضافت في برنامج الصحفي الفلسطيني الطيب غنايم، وتحدثت معه عن قصيدة "بطاقة الهوية" للشاعر الفلسطيني محمود درويش. أبيات قصيدة "بطاقة هوية": سجِّل أنا عربي ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ وأطفالي ثمانيةٌ وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ! فهلْ تغضبْ؟ سجِّلْ أنا عربي وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ وأطفالي ثمانيةٌ أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ، والأثوابَ والدفترْ من الصخرِ ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ ولا أصغرْ أمامَ بلاطِ أعتابكْ فهل تغضب؟ سجل أنا عربي أنا اسمٌ بلا لقبِ صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها يعيشُ بفورةِ الغضبِ جذوري قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ وقبلَ تفتّحِ الحقبِ وقبلَ السّروِ والزيتونِ وقبلَ ترعرعِ العشبِ أبي.. من أسرةِ المحراثِ لا من سادةٍ نجبِ وجدّي كانَ فلاحًا بلا حسبٍ.. ولا نسبِ! يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ وبيتي كوخُ ناطورٍ منَ الأعوادِ والقصبِ فهل ترضيكَ منزلتي؟ أنا اسمٌ بلا لقبِ سجلْ أنا عربي ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ ولونُ العينِ.. بنيٌّ وميزاتي: على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه وكفّي صلبةٌ كالصخرِ تخمشُ من يلامسَها وعنواني: أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ شوارعُها بلا أسماء وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ فهل تغضبْ؟ سجِّل! أنا عربي سلبتَ كرومَ أجدادي وأرضًا كنتُ أفلحُها أنا وجميعُ أولادي ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي سوى هذي الصخورِ فهل ستأخذُها حكومتكمْ.. كما قيلا؟ إذنْ سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى أنا لا أكرهُ الناسَ ولا أسطو على أحدٍ ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحمَ مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من جوعي ومن غضبي!!