هم شباب من خيرة أبناء مصر، من فئة الحاصلين على المؤهلات العليا بأهم الجامعات المصرية، لم يحالفهم الحظ، ولم يجدوا الإنصاف فاعتمدوا على أنفسهم وإرادتهم بعيدًا عن الواسطة والروتين القاتل، توجهوا إلى الأعمال الحرة بعيدًا عن تراب الميري علها تقيهم وأسرهم مرارة الحاجة فتخرجهم من دائرة البطالة والعاطلين. الشاب علي عبدالله، خريج آداب تاريخ من مواليد 1987، من محافظة الفيوم والذي ذهب مهاجرًا الى اسيوط من اجل لقمة العيش بعدما فشل في الحصول علي وظيفة، ولكنه رغم مرارة الوضع لم يعتكف فى منزله ولم ينزل الى الشارع للعن الدولة والمسئولين نزل الى الشارع بعربة فول ذات اربع عجلات وابتسامة وتفاؤل. ربما لا يعلم زبائن العربة أن ما يدفعونه من مبالغ زهيدة تكفي لإعالة عشرة أشخاص. علي يقول: "رغم غياب المساواة، فإن الخالق يرعى المقهورين ويرزقهم، فى اى مكان. كما يضيف: لست الحالة الوحيدة الخاصةن فمن بين اصحاب عربات الفول من يحملون شهادات جامعية فى جميع انحاء مصر. ومن "علي" إلى الشاب أحمد مختار خريج حقوق جامعة اسيوط 2014، والذي لم يجد من يُعيّنه بسلك النيابة بعد تفوقه بكلية الحقوق، فحمل شهادته وانطلق للعمل فى مهنة النقاشة بحثًا عن الرزق بعيدًا عن المحسوبيات، ورغم حديث وزير العدل السابق محفوظ صابر عن أن ابن عامل النظافة لا يصلح للعمل في الوسط القضائي، والذي أثار جدلًا وانتهى باستقالته، فإن الأنظمة المتعاقبة على حكم مصر لم تضمن لمعظم خريجي الجامعات العمل بوظائف تتناسب وتخصصاتهم الأكاديمية او تمكنهم من اللحاق بركب ابناء المستشارين. ويؤكد "أحمد" البالغ من العمر 24 سنة، أنه لم يندم لحصوله على مؤهل علمي، لأن لديه إرادة التحدي، وقال إنه سيظل يعمل كي يصرف على نفسه ومساعدة اسرته التى لم تبخل عليه فى العلم وتبقى أحلامه حية. احمد وعلي ليسا كما الشباب الذى يدور حول نفسه باحثًا عن عمل يناسب مؤهلاته العلمية، فلا يجد غير المقاهى والفنادق والمولات يعمل فيها كخدم يفتح الأبواب ويستقبل الزبائن ويرص أحجار الشيشة ويبيع الملابس! ومن الحقوق لكليات القمة، حيث رصدت "البوابة نيوز" قصة الشاب أحمد محمد وهو خريج إعلام القاهرة، قصة كفاح وتحدٍ مثل كثير من الشباب هو فى الأساس خريج دبلوم صنايع منعته الظروف من الدخول للثانوية العامة تخرج من الدبلوم ثم عملا حرفى نقاش ثم التحق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فتخرج منها وأثناء دراسته بمرحلة الجامعة كان يعمل فى مهنته النقاشة لتغطية مصاريف بيته ودراسته مثله كمثل حال كثير من الشباب فى مصر. ويتابع: هؤلاء لم يجدوا طريقًا آخر وكان عليهم الاختيار الصعب بين تناسى الشهادة الجامعية واكتساب شرف العمل أو عار البطالة.