■ أرفض قانون ازدراء الأديان لأن الحبس بسبب الرأي يسيء إلى الدولة ■ قلت للأمريكان إن الأقباط لا يتم اضطهادهم وإن كان هناك «تمييز» ضدهم ■ الزواج المدنى «مرفوض نهائيًا».. والطلاق لعلة الزنا وتغيير الدين فقط كشف الدكتور القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية ومدير عام الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، أن الكنائس المسيحية في مصر لم تقدم قانونا موحدا للأحوال الشخصية، وأن كل كنيسة قدمت قانونا خاصا بها، والبابا تواضروس الثانى أرسل قانونا للأرثوذكس فقط، وبالتالى قدموا قانونهم الخاص حتى لا يتم انتظار تداعيات رأى المشرع. وأكد «زكى» في حواره ل«البوابة»، أن الكنيسة الإنجيلية رفضت بشكل نهائى وقاطع الزواج المدنى من خلال إبداء الآراء داخل المجامع الإنجيلية، فضلا عن عدم التوسع في أسباب الطلاق، وحصرها في الزنا وتغيير الدين فقط. ■ لماذا قدمتم قانونًا خاصًا للأحوال الشخصية؟ - عندما أعلن البابا تواضروس الثانى سعى الكنيسة الأرثوذكسية لعمل قانون للأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس، قمت بتكليف لجنة لاهوتية وقانونية لعمل قانون ودعيت رؤساء المذاهب ومديرى الكليات اللاهوتية لدراسة الأمر، وعقب الانتهاء من إعداد قانون للأحوال الشخصية للإنجيليين تم إرساله إلى مجامع السنودس الثمانية، وكافة المذاهب الإنجيلية، وتلقيت ردا من الثمانية مجامع و14 من مذاهب الكنيسة الإنجيلية من أصل 16 مذهبا، وكل كنيسة قدمت قانونا خاصا بها، والبابا تواضروس الثانى أرسل قانونا للأرثوذكس فقط، وبالتالى نحن قدمنا قانوننا الخاص بنا حتى لا ننتظر تداعيات رأى المُشرِع. ■ هل قرار الكنيسة الإنجيلية عدم الاعتراف بالزواج المدنى نهائي؟ - المجلس الإنجيلى العام رفض إضافة الزواج المدنى في قانون الأحوال الشخصية للإنجيليين في مصر، وتم الاتفاق على عدم وجود فصل في القانون للزواج المدني، وأقول إن المجتمع المصرى بمسلميه ومسيحييه واحد ومحافظ، وقرار رفض الزواج المدنى سياسي ديمغرافى قبل أن يكون دينيا، وسوف يكون سبب مشكلات كثيرة ولن يسهم في السلام الاجتماعي. ■ وما رأيك الشخصى في الزواج المدنى؟ - لدى تحفظات عليه، ويجب عليّ كرئيس للطائفة أن أحترم الأغلبية التي انتخبتني، فالقاعدة العريضة للكنائس الإنجيلية في مصر لم توافق على الزواج، أو توسيع أسباب الطلاق. ■ هناك من يقول إنك رجل دين متفتح؟ - أنا مفكر ومتفتح واهتم بالتحديث، لكن يجب أن أحترم الأغلبية داخل الطائفة، واكتشفت أن أغلبية الإنجيليين رفضوا الزواج المدني، لأن المجتمع المصرى كما قلت لك لا يحبذ هذا الزواج، وأنا أعبر عن القاعدة التي انتخبتنى وأرعى مصالحها ولا أفرض مصالحى الشخصية وآرائى عليها. ■ وماذا عن الطلاق في الكنيسة الإنجيلية؟ - لا يوجد توسع في أسباب الطلاق للإنجيليين لتبقى أسباب الطلاق كما هي، في الزنا الفعلى وليس الحكمى وتغيير الدين فقط، أما أسباب بطلان الزواج كما هي وتتضمن نحو 10 أسباب، كما تمت إضافة بندين يتعلقان بالميراث والمساواة بين الرجل والمرأة، والتبنى ليسمح بتبنى أطفال مسيحيين، وسيتم خلال الأيام القادمة صياغة القانون واللائحة التنفيذية له وإرساله إلى الجهات المختصة للنظر في الأمر. ■ وهل هناك معضلة بخصوص الزواج المُختلط؟ -لا توجد مشكلة بالنسبة لنا، فنحن نقبل بالزواج من الطوائف الأخرى و«مفيش حاجة تمنع». ■ هل اتفقتم على قانون موحد لدور العبادة؟ وهل تم إرساله بالفعل؟ - قانون «بناء الكنائس» تم الاتفاق عليه وأرسل إلى الدولة، بعد أن عقد اجتماع بحضور ممثلى كل الكنائس المصرية، والتي أجرت بعض التعديلات وأبدت ملاحظات على المسودة رقم «8» وتم إرسالها إلى الدولة، وأعتقد أن المواطنة غير مكتملة بعد، ولا غضاضة في أن يتم على خطوتين، وما يهمنى كرئيس للطائفة أن يكون هناك قانون لبناء الكنائس، فنحن لا نقبل أن نتوسل إلى الأفراد لبناء كنيسة فهذه مهانة، وأرفض أن أقع تحت رحمة الأفراد ولكن أقع تحت رحمة القانون. ■ هناك اتهامات بأن الكنيسة الإنجيلية تستقطب شبابا من كنائس أخرى.. ما ردك؟ - الكنيسة الإنجيلية لا تستقطب أتباع الكنائس الأخرى، ومثل هذه الاتهامات يطلقها الفاشلون، وبدلا من مهاجمة الآخرين، على الجميع تقديم أفكار جديدة تجذب الشباب، وأنا كرئيس طائفة لا ألتفت إلى مثل هذه النعرات الطائفية، إن قضية التبشير من القضايا التي تحدث ضجة كبيرة في مصر، وأرى أن الحل في الحرية الدينية الحقيقية، وأنا ضد تغيير الدين من أجل مصلحة أو خدمة وأعتبره خداعا. ■ هل تعترفون بشهود يهوه أو السبتيين؟ -لا نعترف بهم، لأنهم يدعون أشياء خاطئة عن الديانة المسيحية. ■ لقد أعلنت أنك ضد قانون ازدراء الأديان.. هل هذا صحيح ؟ - نعم أنا ضد قانون ازدراء الأديان، لأنه يعطى صورة سيئة عن مصر لأن مشكلة الحبس لإبداء الرأى تسيء إلى الدولة، ولا بد أن يتم تعديله لمنع الحبس عن الرأى ووضع أحكام أخرى، وفى الوقت نفسه أنا ضد الإساءة أو الازدراء ضد أي دين مهما كان. ■ كيف ترى وقائع الأحداث الطائفية خاصة في المنيا مؤخرًا؟ - أراها مجرد أعمال فردية، وهذه ليست ظاهرة، ولا يجب أن نعممها على أنها ظاهرة، لأن هناك مخربين وأعداء وقوة خارجية تراهن على التفتيت، ويجب التعامل معها على هذا النحو، ولا بد أن نعى تماما أن هناك تعايشا حقيقيا بين المسلمين والمسيحيين في مصر، والفتنة الطائفية من وجهة نظرى حوادث فردية، فمصر لا يوجد بها اضطهاد، ولكن يوجد بعض التمييز وعلينا أن نعمل على ضبط المصطلحات. ■ هل نجت مصر من تداعيات الربيع العربى؟ - الأمل الوحيد هو استقرار مصر، وإذا سقطت مصر سقطت المنطقة بأكملها، ولم تسقط المنطقة بعد، مصر ثورة يونيو هي نقطة التحول التي أبقت على هذه المنطقة، وكان الاتجاه لتقسيمها لدويلات على خلفيات صراعات طائفية وعرقية تسيطر عليها تركيا لمواجهة إيران. ■ وماذا عن محاولات ضرب استقرار الخليج؟ - أمن الخليج مرتبط بأمن مصر، واستقرار مصر حافظ على استقرار الخليج ويؤثر على استقرار ليبيا، اليمن مشكلته أنه له وضع خاص ليس مثل سوريا والعراق، وهناك خطة لسيطرة الإسلام السياسي على المنطقة. ■ ماذا قلت للأمريكان حينما سألوك عن حال الأقباط في مصر؟ - تعرضت بالفعل لكثير من التساؤلات والاستفسارات من قبل شباب أمريكى حول حال الأقباط في مصر، وكانت إجاباتى بشكل صادق وتدعم دائما إجراءات الدولة في السير نحو طريق القانون والعدالة ومنع الجلسات العرفية والحلول التقليدية، وأكدت لهم أن المسيحيين غير مضطهدين في مصر، وإن كانوا يعانون من «التمييز»، ولكنه لا يعتبر اضطهادا بمعنى الكلمة.