الشعب «شديد النقد» ولا يقبل بالقليل الأجهزة الأمنية تستهدف نقابة الصحفيين المال والإعلان المحركان الرئيسيان للإعلام لا أنتظر تكريمًا من الدولة ومعاشى 6 آلاف جنيه على «السيسى» أن يحسن اختيار مستشاريه في مختلف الملفات نعم الباز، أو «ماما نعم»، كما تُلقب في أوساط صاحبة الجلالة، تمتلك رصيدا كبيرا من الكواليس والذكريات طيلة عملها الذي استمر نحو 60 عامًا في بلاط الصحافة، تفتح صندوق ذكرياتها وتقدم كشف حساب لجميع الأحداث التي يمر بها المشهد الحالى في مصر، سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي، وعلاقاتها مع الفنانين، وحول المشهد السياسي الذي تعيشه مصر، قالت «نِعم»، إن طموحات الشباب المصرى فاقت احتمال الرئيس السيسى، مؤكدة أنه يبذل جهدًا كبيرًا من أجل النهوض بالشباب. ■ في البداية.. كيف بدأت مسيرتك مع صاحبة الجلالة؟ - بدايتى جاءت عندما فشلت في الحصول على مجموع عالٍ في الثانوية العامة يؤهلنى لدخول كلية الإعلام، على الرغم من حبى لمهنة الإعلام والصحافة، ووقف المجموع الدراسى ضد طموحى، وحينها ذهبت إلى رئيس جامعة القاهرة وأبلغته أننى فشلت في الحصول على مجموع يؤهلنى لدخول كلية الآداب قسم صحافة، وأريد أن أدرس الصحافة في الكلية، وحينها أرسلنى إلى الدكتور عز الدين فريد، عميد كلية آداب إعلام، وطلب منى حينها العمل في إحدى الصحف حتى أستطيع الانضمام للكلية والدراسة فيها، وبالفعل ذهبت للكاتب الكبير مصطفى أمين في مؤسسة أخبار اليوم، وقلت له إنه حال عدم موافقته على عملى في الجريدة لن أستطيع دخول الجامعة، حتى التحقت بالعمل كسكرتيرة للإنتاج الأدبى للقراء، وكان أول أجر حصلت عليه ثمانية جنيهات نظير عملى، وكان بريد مصطفى وعلى أمين يمثل مصر بمشاكلها وعيوبها وخريطتها، ثم عُدت إلى الجامعة وأخطرت عميد الكلية أننى عملت في مؤسسة أخبار اليوم، وطلب منى حينها خطابًا يؤكد ذلك، وهو ما رفضه مصطفى أمين، قائلًا: لازم يصدقك من غير خطاب وإلا بلاش كلية أساسًا، ما يجعلنى أحمل كمًا كبيرًا من التقدير للراحل مصطفى أمين، صاحب الفضل في اكتشافى ودخولى عالم الصحافة. ■ من خلال عملك بالصحافة نشأت علاقات وطيدة بالفنانين.. ماذا عن كواليس تلك العلاقات؟ - أذكر أن السندريللا الراحلة سعاد حسنى، كانت من أقرب الفنانين إلى قلبى على المستوى الشخصى، وكانت غاية في الطيبة والذكاء الاجتماعى والفنى وتمتلك موهبة فنية نادرة، ولكن جاء زواجها بالمخرج الكبير على بدرخان، ليضعف من رصيدها الفنى على عكس المتوقع عند زواجهما، حيث إن البعض كان يتوقع أن يكون زواجها نقطة تحول وانطلاق في تاريخها الفنى في السينما، كما أنها عاشت حياة تعيسة منذ ولادتها، حيث ولدت لزوجين مُنفصلين، ما كان له وقع وأثر سيئ على حياتها، وحتى في علاقاتها العاطفية باءت بالفشل، لا سيما أن علاقتها بالعندليب عبدالحليم حافظ لم تنته كما كانت تتمنى، حيث كانت تتمنى الزواج منه، وتحبه بجنون، وكانت على استعداد للاعتزال في مقابل الزواج منه، ولكن العندليب رفض لرغبته في بقاء المعجبين حوله، كما أننى كُنت سببًا في اكتشاف الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت، حينما كانت تخوض مسابقة أجمل عينين في الشرق، وعندما أتت من الإسكندرية أقامت في منزلى وقالت إنها تتمنى أن تعمل في الفن رغم خوفها من خوض التجربة، حتى ساعدتها على الدخول في عالم الفن، كما ربطتنى علاقة وطيدة بالراحل محمد عبدالوهاب وكان شخصًا شديد الذكاء، وكذلك كوكب الشرق أم كلثوم التي التقيت بها في العاصمة الفرنسية باريس أثناء إجرائها عملية جراحية خطيرة. ■ كيف ترين المشهد الذي تعيشه مصر حاليًا؟ - المشهد شديد السقوط، لا سيما أن الشباب منصرفون عن الوطن، فالشباب المصرى يعانى من رغبات مستمرة في الهجرة والخروج من البلد علاوة على الاستهتار، وأصبحت رغباته وطموحاته تفوق احتمال الرئيس السيسى، رغم أنه يبذل مجهودا كبيرا من أجل النهوض بالشباب والاهتمام بهم، علاوة على أن الرئيس يعمل وحيدا دون مساندة الشعب أو الحكومة التي تعمل ببطء شديد في ظل أزمات ومعوقات كبيرة تواجهها، وحالها يصعب على الكافر، لا سيما أنها تحكم شعبًا شديد النقد، ولا يرضى بالقليل، وفى وقت قصير، وعلى الرئيس السيسى هنا أن يحسن اختيار مستشاريه. ■ وما رأيك في أداء البرلمان؟ - للأسف الشديد البرلمان تحول إلى رغبة في الحصول على الكرسى فقط، وغاية وليس وسيلة من أجل النهوض بالوطن، وبه الكثير من اللخبطة وعدم الاتزان، وهناك العديد من الأعضاء الحاليين الذين كانوا يتشدقون ليلًا ونهارًا بالأزمات والمعوقات التي تحيط بالوطن وينادون بالإصلاح، وعند دخولهم البرلمان لم نسمع لهم صوتًا، وفى الآونة الأخيرة انتابتنى حالة من اليأس والإحباط من متابعة أعمال البرلمان. ■ ماذا عن مستقبل التيار الإسلامى في مصر ودعوات المُصالحة مع الجماعة؟ - تيار الإسلام السياسي يشوه صورة الدين الإسلامى السمحة، ويسعى للحكم فقط، وإن كانوا يمثلون قوة في صف المعارضة المصرية، ولديهم فكرة خاطئة عن الدين، ويتصورون أنهم المسلمون فقط، لذلك يجب أن تكون المصالحة معهم مشروطة على أسس سماحة الدين والبعد عن العنف، حتى يمكن إنقاذ الوطن والخروج من النفق المظلم الذي نعيشه، وعلى التيار الدينى أن يعى أن مصر هي أفضل الدول التي تطبق تعاليم الدين الإسلامى على مستوى العالم الإسلامى كله. ■ كيف تابعتِ أزمة نقابة الصحفيين الأخيرة؟ - نقابة الصحفيين تعانى حالة استهداف على طول الخط، من وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، نظرا لأنها بوابة الحرية في مصر، ورغم وجود العشرات من النقابات، إلا أن الأجهزة الأمنية تترصد باستمرار للنقابة وللصحفيين، ومن وجهة نظرى تُعد الخلافات أكثر ما يواجه المجلس الحالى، ويجب توحيد الصف والوقوف في خندق واحد من أجل مصر وحرية الصحافة، حتى لا تسقط في مستنقع الضياع، بعيدًا عما يسمى جبهات تصحيح المسار وغيره من تلك الجبهات، التي تخلق حالة من الحروب بين الجماعة الصحفية وتشق صف الصحفيين، علاوة على ضرورة الاعتماد على الشباب في الفترة المقبلة، والالتفاف حول المجلس الحالى والوقوف سندًا وظهرًا له، حيث كنت حريصة على حضور جميع الفعاليات التي كانت تتم أثناء الأزمة، وكنت أجلس باستمرار على سلم نقابة الصحفيين للمطالبة بتلبية مطالب الجماعة الصحفية. ■ ما رأيك في أداء وسائل الإعلام والفضائيات؟ - للأسف الشديد أصبح البحث عن المال والإعلانات، هو المحرك الأساسى لعمل الإعلام بعيدا عن المضمون والإعلام الهادف، وحاله أصبح يرثى له، ونجد الفضائيات لا هم لها سوى تحقيق مصالح رجال الأعمال والعمل على تضخيم الأمور وتهويلها بعيدا عن الحقيقة، علاوة على أن حال الصحافة القومية أيضا أصبح سيئا، ويسير بثبات وروتين شديد يهدد عرشها، وعليها أن تستعيد نفسها بشكل سريع حتى تلحق بركب الصحف الخاصة التي أصبحت تقفز بشكل كبير. ■ بعد مسيرتك الطويلة في عالم الصحافة.. هل ترين أنك حصلتِ على حقك من الدولة؟ - لا أنتظر تكريمًا من الدولة، على الرغم من أننى أحصل على معاش يبلغ نحو 6 آلاف جنيه، إلا أننى أرى أن عملى الحقيقى هو المعيار والمقياس خلال 60 عامًا منذ عام 1955 عمر مسيرتى الصحفية.