انتقد الشاعر على عمران مدير النشاط الثقافي لمتحف أحمد شوقي؛ تقصير الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في حماية الأماكن الأثرية والحضارية وخاصة في القاهرة الخديوية؛ قائلا: السّينما المصرية القديمة خيرُ شاهدٍ على جمالِ القاهرة الخديوية، القاهرة التي عملَ الخديوي إسماعيل على أن تكونَ أجمل من أحياءِ باريس، وبالفعل نجحَ في ذلك نجاحًا كبيرًا، وعمل كل من جاء بعدَه على هذا الأمر، فرأينا شوارعَ مُنسَّقةً، وبيوتًا فخمة، وميادينَ جميلة، وكلُّ هذا ظهر جليًّا في الأفلام القديمة فهي الوثيقة الصادقة على بهاءِ تلكَ الأيام. وأضاف عمران في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": عندما صدرَ قرارٌ جمهوري بإنشاءِ الجهاز القومي للتنسيق الحضاري كان الغرضُ هو الإبقاء على جمالِ العاصمة من خلالِ وضعِ الضوابط التي تكفل عدم التغيير في الشكل المعمارى القائم بمنع الأضافات التي تتم على المبانى القائمة والتي تُشوّهُ المنظرَ العام، كذلك وضع الشروط اللازمة لشكل الإعلانات واللافتات بالشوارع والميادين وعلى واجهات المبانى من حيث المساحة والارتفاع والألوان والمكان الذي يوضع فيه الإعلان أو اللافتة، والعمل على إعادة صياغة الميادين العامة وفقًا لرؤيةٍ معمارية وبصرية تتَّفقُ والطابع المميز لكلّ منطقةٍ مع الاحتفاظِ بالشَّكلِ القديم الأصلى للميادين التي تُمثّلُ طابعًا معماريًا متميّزًا. وأكمل عمران: للأسف فشلَ جهازُ التنسيق الحضاري في فعلِ أيَّ شئٍ وترك الساحة لأصحاب المصالح والمقاولين الجهلة الذين شوَّهوا العاصمةَ بمبَانٍ لا تمُتُّ للجمال بأي صلة انتصارًا للمكسب المادي الكبير فطغى القُبحُ على المشهد، وتعرّضَ بيتُ الشاعر محمود سامي البارودي للهدمِ وكذلك بيت أحمد رامي ومسرح السّلام ولم يُحرّك الجهازُ ساكنًا بل وقف مكتوفَ الأيدي فضاعتِ القيمةُ من حياتنا واستبدَّ المال وذهب بهاء أجمل مُدنِ العالم في الأربعينات أدراجَ الرياح، ولم يبقَ إلا القبحُ، والعشوائيات، وأصبح لسانُ حالِ كُلّ مهمومٍ بما حدثْ وهوَ يشاهدُ جمالَ القاهرة في السّينما القديمة : عايزنا نرجع زي زمان، قول للزمان، ارجع يا زمان.