حذر الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق، مما وصفه ب«جريمة كبرى ضد الإنسانية كلها»، متمثلة فى استخدام منطقة أهرامات الجيزة، وعلى بعد بضعة كيلومترات من هرم الملك خوفو- أعظم بناء إنسانى فى تاريخ البشرية- ك«مقلب زبالة»، محملاً محافظة الجيزة، ووزارة الآثار، المسئولية عن «الجرم الشنيع فى حق تراثنا الأثري». وقال «حواس»: «ذهبت إلى أهرامات الجيزة، ولم أصدق عيني، وأنا أشاهد جبال الرديم ومخلفات الهدم والبناء، ترتفع لتناطح أهرامات الفراعنة فى مشهد مأساوي، ترى فيه الفراعنة يبنون أهراماتهم فى مكان نظيف أجلوه واحترموه». وتساءل وزير الآثار الأسبق: «هنبنى أهراماتنا من الزبالة على هضبة الجيزة؟!.. هل نستحق نحن المصريين أن تكون هذه الأهرامات ملكنا؟!»، وتابع: «أعتقد أن هذه الجريمة تستوجب فتح ملف الأهرامات، ومناطق الآثار، وسبل تأمينها». وواصل قائلاً: «ألم يشاهد محافظ الجيزة تلال الزبالة والرديم تنتهك حرمة أهرامات الجيزة؟! أم إنه لا يعلم أساسًا بوجودها؟!.. وهل شاهد الطرق المحيطة بالهضبة، ومنها الطريق المؤدى إلى مقابر العمال، بناة الأهرامات، ويسلكه السائحون لزيارة الجبانة، وكيف تحول إلى حظيرة للدواب؟»، موضحًا أن «الأهرامات وأبوالهول جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي، ولا بد من محاسبة كل مقصر، ساهم فى هذه الجريمة». من جانبه، أوضح علاء الشحات، مدير عام آثار الجيزة، أن هذه القمامة تلقى خارج المنطقة الأثرية، أى خارج نطاق سيطرتنا، مشيرًا إلى أن المحافظة ترسل لوادر لرفع القمامة، من حول السور المحيط للمنطقة الأثرية، والذى يفصلها عن المناطق المحيطة، إلا أن سلوك المواطنين هو السبب الرئيس فى المشكلة، حيث إنه بمجرد تحرك هذه اللوادر يعاود المواطنون إلقاء القمامة والرديم مرة أخرى. وقال «الشحات»، ل«البوابة»، إن مشروع تطوير منطقة هضبة الهرم الأثرية الجارى تنفيذه حاليًا، سيشمل تركيب كشافات إضاءة، وكاميرات مراقبة، على الأسوار المحيطة بالمنطقة الأثرية، وهو ما سيحكم السيطرة على هذه المشكلة بدرجة كبيرة.