تحدث الأب رفيق جريش المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر، عن بابا الفاتيكان الذي كسر فكرة "البابا على كرسي عال ومرتفع" وفضل العيش بين الناس، كاشفًا أن قناة الجزيرة كانت وراء أزمة الأزهر والفاتيكان، وأن الرئيس عبدالفتاح السيسي في لقائه بالبابا فرانسيس والذي استغرق ساعتين ونصف الساعة، طالب بعودة العلاقات، كما أن بابا الفاتيكان يحب المصريين وكسر البروتوكول في لقائه بهم، وأكد أنه سيزور مصر، ويعمل على حل القضية الفلسطينية وإقامة دولتين يملؤهما السلام. كما كشف جريش في حوار مع "البوابة القبطية" عن سبب الخلافات التي كانت بين الأزهر والفاتيكان، وأشار إلى أن الحدث الأول عندما استعان البابا بنديكتوس البابا السابق للفاتيكان بنص قديم، وتمت ترجمته بطريقة خاطئة مما أثار غضب الأزهر، وبعد ذلك هدأت الأمور ولم تنقطع العلاقات وكان الشيخ سيد طنطاوي شيخ الأزهر وقتئذ. وأضاف إنه بعد تفجير كنيسة القديسيين بالإسكندرية التقي البابا بنديكتوس بوفد من الدبلوماسيين، وناشد خلال اللقاء مصر بالحفاظ على مواطنيها وخاصة المسيحيين، وهنا قامت قناة الجزيرة بتحريف تصريحات البابا بأنه يطالب الغرب بالتدخل لإنقاذ مسيحيي الشرق، وثبتت الخبر على شريط الأخبار لأكثر من يومين، وما عقد الأمور إنه لم يكن قد كشف النقاب عن هوية "الجزيرة" بعد، وهنا قطع الأزهر لجنة الحوار مع الفاتيكان، ولكن لم تنقطع الزيارات الدبلوماسية. وأشار جريش إلى تدخل شخصيات عامة لعودة العلاقات، منها سفيرة مصر السابقة بالفاتيكان لمياء مخيمر والتي التقت بالامام الأكبر، والسفيرة وفاء تليم، والسفير الحالي الذي كان من مهامه الأولى كسفير هو العمل على عودة العلاقات، والرئيس عبد الفتاح السيسي عندما زار بابا الفاتيكان عام 2014 قال إنه لابد من عودة الحوار بين الأزهر والفاتيكان، وكذلك تدخل وزير خارجية مصر وقتئذ الدكتور نبيل العربي، والذي التقي بالبابا بنديكتوس لقاء خاص وعاد للقاهرة والتقي بشيخ الأزهر. وزاد جريش أن العلاقات لم تكن منقطعة، فبعد أن جاء البابا فرانسيس بابا للفاتيكان خلفا للبابا بنديكتوس أرسل شيخ الأزهر برقية تهنئة له، ومن جانبه أرسل البابا خطاب شخصي منه لشيخ الأزهر وخطاب عام لتهنئة المسلمين بعيد الفطر، قمت بتسليمه لدكتور محمود عزب رحمه الله، ورافقني القاصد الرسولي للفاتيكان وقتئذ. وأكد أنه في فبراير الماضي دعي المسئول عن حوار البابا شيخ الأزهر للمشاركة في الحوار، وعن زيارة بابا الفاتيكان لمصر قال "البابا يحب مصر جدًا" مؤكدًا أن البابا صرح بأنه سيزور مصر، ولكن لم يحدد وقت مشيرًا إنه "صاحب مفاجآت" فمن الممكن أن تكون الزيارة في القريب العاجل، وقد تلقى ثلاثة دعوات لزيارة مصر على رأسها دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعوة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأكتملت الدعوات بدعوة شيخ الأزهر له بزيارة مصر. وعن بابا الفاتيكان الذي يحب المصريين فيندفع لكسر البروتوكول، قال خلال لقائه مع الرئيس السيسي كان من المقرر أن يكون بالفندق، ولكن البابا دعاه إلى قصر الفاتيكان وامتد الحوار لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، وعندما استقبل البابا تواضروس انتظره على باب الفندق فكان من المقرر أن يستقبله في لقاء رسمي، وهناك العديد من اللقاءات ليست مسجلة بسبب أنها مفاجئة وغير متوقعة منها لقاءات أثناء تناول العشاء أو الإفطار. وأشار جريش إلى أن البابا لديه خبرة رعوية إنسانية مع الناس، فهو حتى الآن لا يقيم في القصر الرسولي، لأنه يحب أن يعيش وسط الناس ففضل الفندق، وكسر فكرة البابا على "كرسي عال ومرتفع". وعن إمكانية تدخل الفاتيكان في القضية الفلسطينية قال جريش: إن الفاتيكان هيئة روحية ومع ذلك يتدخل في العديد من القضايا السياسية ولكن لا يعلن عنها، والقضية الوحيدة التي تم الإعلان عنها هي عودة العلاقات بين "كوبا وأمريكا"، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية في قلب البابا، ويرى إنه لابد أن يكون هناك سلام، ولابد أن تقام دولتان دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية لينتهي التوتر من المنطقة، ولكن هناك تعنتا إسرائيليا ففي المؤتمر الذي دعي فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لمؤتمر السلام رفضت إسرائيل المشاركة.