جامع أبو العباس المرسي، أو كما يسميه أهل الإسكندرية "جامع المرسي أبو العباس" أحد أقدم وأشهر المساجد التي بنيت بالبلاد، له أربع قباب ومنارة شاهقة الارتفاع حيث يتميز بقبابه المميزة الشكل، وهو من أهم ما يميز منطقة أبو العباس في منطقة بحري بالمدينة. يقع المسجد على الميناء الشرقي بالأنفوشي وهو مبنى على الطراز الاندلسي وبه الأعمدة الرخامية والنحاسية وأعمدة مثمنة الشكل، وأهم ما يميز المسجد الزخرفة ذات الطراز العربي والأندلسي، وتعلو القبة الغربية ضريح ابي العباس وولديه. أبو العباس المرسي هو الأمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن على الخزرجي الأنصاري المرسي البلنسي يتصل نسبه بالصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري "رضي الله عنه" سيد الخزرج، وكان جده الأعلى قيس بن سعد أميرا على مصر من قبل الإمام على كرم الله وجهه عام" 36 هجرية 656ميلادية". ولقد ولد أبو العباس المرسي في مدينة مرسي سنة" 616 هجرية- 1219 ميلادية" ونشأ بها وهي احدي مدن الأندلس وإليها نسب فقيل المرسي. نشأ أبو العباس في بيئة دينية أعدته للتصوف، ولما بلغ سن التعليم بعثه أبوه إلى المعلم ليحفظ القرءان الكريم ويتعلم القراءة والكتابة والخط والحساب، وحفظ القرءان في عام واحد درس وأخذ العهد على يد شيخه ابي حسن الشاذلي مؤسس الطريقة الشاذلية. في عام "640 هجرية 1242 ميلادية" كانت له مع القدر حكاية عظيمة، وذلك حين صحبه والده مع أخيه وأمه عند ذهابه إلى الحج فركبوا البحر عن طريق الجزائر حتى إذا قاربوا الشاطئ هبت عليهم ريح عاصفة غرقت السفينة غير أن عناية الله تعالي أدركت أبا العباس وأخاه فنجاهما الله من الغرق. أقام أبو العباس المرسي رضي الله عنه 43 عاما بالإسكندرية ينشر فيها العلم وأخذ شانه في الارتفاع وذاع صيته فأمه الطلاب والمريدون من جميع البلاد ورحل إليه الزوار وذوو الحاجات من جميع الأقطار وتوافد عليه العلماء والأمراء والأغنياء والفقراء ويهذب فيها النفوس ويربي المريدين ويضرب المثل بورعه وتقواه.