لم يكن عالم دين أو وزير أوقاف سابقًا فقط، بل هو أشهر مفسري القرآن الكريم في العصر الحديث، نتذكره دائمًا مع مجيء شهر رمضان الكريم، وتحديدًا قبل ساعات الإفطار، يظهر على شاشة التليفزيون المصري بشكل يومي. ويهتم بتفسير القرآن الكريم بطرق مبسطة، ما مكنه الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي، إنه إمام الدعاة "الشيخ محمد متولي الشعراوي". تأتي الذكري ال18 لوفاته، اليوم الجمعة، الموافق 12 رمضان 1437ه / 17 يونية 2016 م، ذلك الرجل الذي أحبه المسلمين في مختلف أرجاء العالم وعشقه كل المصريين، لأسلوبه الذي امتاز بالعامية في تفسير القرآن، فضلا عن أنه كان رمزًا للدعاة المتفقهين في دينهم، ووصفه العديد من العلماء ب "مجدد الدين" لهذه الأمة. مولده وحياته العلمية ولد محمد متولي الشعراوي في 15 أبريل عام 1911م بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وتوفي في 17 يونيو عام 1998م، عن عمر ناهز 87 عامًا. في عام 1922م التحق بمعهد الزقازيق الابتدائي الأزهري، وأظهر نبوغًا منذ الصغر في حفظه للشعر والمأثور من القول والحكم، ثم حصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية سنة 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق. كانت نقطة تحول في حياة الشيخ الشعراوي، عندما أراد والده إلحاقه بالأزهر الشريف بالقاهرة، وكان الشيخ الشعراوي يود أن يبقى مع إخوته لزراعة الأرض، ولكن إصرار الوالد دفعه لاصطحابه إلى القاهرة، ودفع المصروفات وتجهيز المكان للسكن. التحق الشعراوي بكلية اللغة العربية سنة 1937م، وانشغل بالحركة الوطنية والحركة الأزهرية، فحركة مقاومة المحتلين الإنجليز سنة 1919م اندلعت من الأزهر الشريف، ومن الأزهر خرجت المنشورات التي تعبر عن سخط المصريين ضد الإنجليز المحتلين. ولم يكن معهد الزقازيق بعيدًا عن قلعة الأزهر في القاهرة، فكان يتوجه وزملائه إلى ساحات الأزهر وأروقته، ويلقى بالخطب مما عرضه للاعتقال أكثر من مرة، وكان وقتها رئيسًا لاتحاد الطلبة سنة 1934م، تخرج عام 1940م، وحصل على العالمية مع إجازة التدريس عام 1943م. مرحله ما بعد التخرج بعد تخرجه عين الشعراوي في المعهد الديني بطنطا، ثم انتقل بعد ذلك إلى المعهد الديني بالزقازيق ثم المعهد الديني بالإسكندرية وبعد فترة خبرة طويلة انتقل الشيخ الشعراوي إلى العمل في السعودية عام 1950 ليعمل أستاذًا للشريعة في جامعة أم القرى، واضطر الشيخ الشعراوي أن يدرِّس مادة العقائد رغم تخصصه في اللغة. عين في القاهرة مديرًا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون. ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسًا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر نحو سبع سنوات قضاها في التدريس، وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرًا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلًا للدعوة والفكر، ثم وكيلًا للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز. في نوفمبر 1976م اختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، وظل في الوزارة حتى أكتوبر عام 1978. كما اعتبر أول من أصدر قرارًا وزاريًا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل في سنة 1987م اختير عضوًا بمجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). حياته الأسرية في مرحلة الثانوية وبناءً على رغبة والده، تزوج محمد متولي الشعراوي بعد اختيار والده زوجته، ووافق الشيخ على اختياره، لينجب ثلاثة أولاد وبنتين، الأولاد: سامي وعبد الرحيم وأحمد، والبنتان فاطمة وصالحة. المناصب التي تولاها عين مدرسًا بمعهد طنطا الأزهري وعمل به، ثم نقل إلى معهد الإسكندرية، ثم معهد الزقازيق أعير للعمل بالسعودية سنة 1950م. عمل مدرسًا بكلية الشريعة، بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عين وكيلًا لمعهد طنطا الأزهري سنة 1960معين مديرًا للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف سنة 1961م عين مفتشًا للعلوم العربية بالأزهر الشريف 1962م عين مديرًا لمكتب الأمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون 1964م عين رئيسًا لبعثة الأزهر في الجزائر 1966م عين أستاذًا زائرًا بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الشريعة بمكة المكرمة 1970م عين رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز 1972م عين وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية 1976م عين عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية 1980م اختير عضوًا بمجلس الشورى بجمهورية مصر العربية 1980م عرضت علية مشيخة الأزهر وكذا منصب في عدد من الدول الإسلامية لكنه رفض وقرر التفرغ للدعوة الإسلامية. بعض مؤلفاته وأعظمها تفسير للقرآن الكريم الإسراء والمعراج الإسلام والفكر المعاصر الإسلام والمرأة، عقيدة ومنهج الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم الأحاديث القدسية الأدلة المادية على وجود الله الآيات الكونية ودلالتها على وجود الله تعالى البعث والميزان والجزاء التوبة الجنة وعد الصدق الجهاد في الإسلام الحج الأكبر - حكم أسرار عبادات الحج المبرور الحسد الحصن الحصين الحياة والموت الخير والشر الراوي هو الشعراوي - محمد زايد السحر السحر والحسد السيرة النبوية الإعلام والشعراوي تصوير قصة حياته في مسلسل تليفزيوني بعنوان إمام الدعاة عام 2003 وهو من بطولة حسن يوسف وعفاف شعيب تفسير القرآن الكريم على شاشات التليفزيون قبل عام 1980م، بمقدمة حول التفسير ثم شرع في تفسير سورة الفاتحة وانتهى عند أواخر سورة الممتحنة وأوائل سورة الصف وحالت وفاته دون أن يفسر القرآن الكريم كاملًا. يذكر أن له تسجيلًا صوتيًا يحتوي على تفسير جزء (الجزء الثلاثون). برنامج "خواطر الشعراوي" الذي يقدم على مدى شهر رمضان في السادسة والربع على القناة الأولى، لتفسير القرآن الكريم بطرق عامية ومبسطة لسهوله فهمها وادراكها لدى المشاهد.