شهدت الليالي الأولى من فعاليات ليالي رمضان الثقافية، التي نظمها صندوق التنمية الثقافية برئاسة الدكتورة نفين الكيلاني، احتشاد العديد من الجمهور الذي أشاد بما تقدمه الفعاليات من أنشطة وأمسيات رائعة، أضفت إلى الشهر الفضيل رونق روحانى بديع، ونفحات رمضانية عطرة تحمل عبق الزمان، مما أعاد لرمضان بهجته التراثية القديمة. ضمت القصور والبيوت التراثية الموجودة بمنطقة المعز والحسين العديد من الانشطة والامسيات الروحية التي أحيت الجدران القديمة، وبثت الروح العطرة للإبنية العتيقة، وأحتضنت طرقاتها مئات الزوار من كل الطوائف والأعمال والجنسيات، وكانت للزينة المضيئة والفوانيس دور في رسم البهجة والسرور على تلك المنطقة. فبمجرد أن تخطو خطواتك الأولى في تلك المنطقة تشعر وكأن الزمان قد عاد بك إلى فترة الفتح الإسلامي وما مر بها من الخلافة الأموية والفاطمية، التي تركت آثارها المعمارية الرائعة من مساجد وبيوت وقصور ومدارس، تملك من جمال المعمار مالم يحصي، أو يقدر بثمن. فقد برزت صناعة النحاس في منطقة المعز خلال الشهر الفضيل، لما تشهده من إقبال عظيم، حيث يحتشد الزوار أمام محلا ت بيع الادوات النحاسية من أواني، ومجوهرات، وفوانيس، لما تتمتع به من أشكال ثراثية جذابة ورائعة، إضافة إلى أسعارها المتوفرة في متناول الجميع، وبالرغم من تواجدها طيلة أيام العام إلا إنها تنتعش خلال شهر رمضان المبارك، نظرًا لإقبال الناس على أماكن تواجدها. وللأمسيات والفرق الدينية دور بارز في إضفاء الروح الرمضانية العطرة على الشهر الكريم، والتي لفتت أنظار الكثيرين لها من الذين لم يتابعوها من قبل، وزادت إعجاب من يعرفها ويداوم على متابعتها، فقامت بعض الفرق الدينية بإحياء ليالي رمضان بباقة من أروع الإنشادات الصوفية المميزة، مثل فرقة" الحضرة"، وفرقة "السيرة الهلالية". وفي إطار من البهجة والسرور كانت هناك العديد من الانشطة التي استحدث وجودها مع تطور الوسائل التكنولوجية، والتي احتشد عليها جميع الزوار مثل رسم الحنة باليزر، والتصوير بالزى المصري القديم كالعباءة والبيشة والجلابية والعمة، وكان للزى النوبي والهندى حضور بارز. كما شهدت المقاهي إقبالا حاشدًا حتى السحور، لما تتمتع به ليالي رمضان من الكثير من السهر والسمر مع الأهل والأصدقاء والأقارب وتشارك تلك المقاهي في الاحتفال بالمظاهر الرمضانية المذهلة، فتقوم بتقديم العديد من العروض مثل فرق المزمار والتنورة، والمبخرة.