قال الباحث في الآثار الإسلامية والقبطية، سامح الزهار، إن فانوس رمضان من أهم وأشهر رموز شهر الصيام المبارك، وجزء لا يتجزأ من زينة ومظاهر الاحتفال بقدوم الشهر المبارك. وأوضح الزهار أن عددًا كبيرًا من المصادر التاريخية تحدثت عن أن كلمة فانوس مأخوذة من اللغة الإغريقية التي تعني إحدى وسائل الإضاءة، كما يطلق على الفانوس في بعض اللغات اسم (فيناس)، مشيرًا إلى أن أحد المؤلفين يدعى الفيروز أبادي مؤلف كتاب القاموس المحيط ذكر أن أصل معنى كلمة فانوس هو (النمام) لأنه يظهر صاحبه وسط الظلام. ولفت الزهار إلى أن فانوس رمضان يرتبط في الثقافة المصرية بالأغنية التراثية التي تقول (وحوي يا وحوي)، حيث تشير المصادر التاريخية أيضًا إلى أصلها المصري القديم (الفرعوني) ، فكلمة (أيوح) معناها القمر وكانت الأغنية تحية للقمر ولليالي القمرية، ونصها (قاح وي، واح وي، إحع) وترجمتها باللغة العربية (أشرقت أشرقت يا قمر) وتكرار الكلمة في اللغة المصرية القديمة يعني التعجب وهذا طبقًا لعدد كبير من المصادر التاريخية. ونوه الزهار عن أنه بالنسبة لأصل الفانوس وبداية استخدامه فيوجد عدة حكايات بهذا الشأن منها أن الخليفة الفاطمي كان دائما ما يخرج إلى الشارع في ليلة رؤية هلال رمضان لاستطلاع الهلال وكان الأطفال يخرجون معه يحمل كل منهم فانوس ليضيئوا له الطريق وكانوا يتغنون ببعض الأغاني التي تعبر عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان. وهناك رواية أخرى وهي أن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يجعل كل شوارع القاهرة مضيئة طوال ليالي رمضان فأمر شيوخ المساجد بتعليق فوانيس على كل مسجد وتتم إضاءتها بالشموع. وأكد الزهار أن هناك رواية ثالثة بأنه لم يكن يسمح للنساء بالخروج سوى في شهر رمضان فكن يخرجن ويتقدم كل امرأة غلام يحمل فانوس لينبه الرجال بوجود سيدة في الطريق حتى يبتعدوا مما يتيح للمرأة الاستمتاع بالخروج ولا يراها الرجال في نفس الوقت، وحتى بعدما أتيح للمرأة الخروج بعد ذلك ظلت هذه العادة متأصلة بالأطفال، حيث كانوا يحملون الفوانيس ويطوفون ويغنون بها في الشوارع. واعتبر الزهار أنه سواء كانت أي رواية هي الصحيحة فسيظل الفانوس عادة رمضانية رائعة تجلب السرور والبهجة على الأطفال والكبار وتحتفي بقدوم شهر رمضان المبارك، خصوصا لدينا في مصر وهي عادة تنتقل من جيل لآخر للكبار والصغار، حيث يلهو الأطفال ويلعبون بالفوانيس الصغيرة ويقوم الكبار بتعليق الفوانيس الكبيرة على المنازل والمحلات. وذهب الزهار إلى أن أول من استخدم فانوس رمضان هم المصريون منذ قدوم الخليفة الفاطمي المعز لدين الله إلى القاهرة، وكان في الخامس من رمضان فخرج المصريون في مواكب من رجال وأطفال ونساء حاملين الفوانيس الملونة لاستقباله، وبهذا تأصلت عادة الفانوس وأصبحت رمزا رمضانيا، ثم انتقلت هذه العادة من مصر إلى معظم الدول العربية، وبذلك أصبح فانوس رمضان جزءا أصيلا من تقاليد شهر رمضان. و قال الزهار: «لقد تطورت صناعة الفانوس على مر العصور من حيث الشكل واللون والتركيب، حيث كان له شكل المصباح في البداية وكانت تتم إنارته بالشموع ثم أصبح يضاء باللمبات الصغيرة ثم بدأ يتطور حتى أخذ الشكل التقليدي المعروف».