مع إعلان أول أيام شهر رمضان في ليبيا.. مجموعات داعش تنسحب من سرت باتجاه الجنوب.. التنظيم يعزز وجوده في منطقة الهلال النفطي والجيش ينفذ عمليات ضد مناطق تمركز العناصر الإرهابية

أعلنت دولة ليبيا والتي تعاني صراعات مسلحة منذ 5 سنوات، أن غدا الاثنين هو أول أيام شهر رمضان المبارك، ويتطلع الشعب الليبي أن يكون رمضان هذا العام بداية لعودة الأمن والاستقرار إلى البلاد التي تعاني حالة من الانفلات الأمني والصراعات الداخلية منذ سقوط نظام معمر القذافي، وفي خطوة مفاجئة انسحب تنظيم داعش الإرهابي اليوم الأحد وفي شكل مجموعات من مدينة سرت باتجاه الجنوب الغربي للبلاد.
كما عزز التنظيم الإرهابي تواجده بمنطقة هراوة شرق مدينة سرت والقريبة من الهلال النفطي، وبالتوازي مع انسحاب داعش من مدينة سرت خاض قوات الجيش الليبي حربا قوية منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد ضد جيوب الجماعات الإرهابية بمدينة بنغازي شرق البلاد، فقد تمكن الجيش الليبي بعد اشتباكات عنيفة على المجموعات الإرهابية وبمعاونة سلاح الجو الليبي من دخول آخر معاقل الجماعات المتطرفة وسط مدينة بنغازي، كما اقتحم منطقتي الصابري وسوق الحوت شرق المدينة فيما يتقدم بحذر داخل محور القوارشة غرب البلاد.
وحذرت قيادة الجيش المدنيين من الاقتراب من مواقع الاشتباكات وسط بنغازي"، وطلبت منهم الابتعاد عن "طريق بريد السلماني ومدخل بنغازي الشرقي.."، كما أشارت المصادر إلى أن الجيش الليبي، بفيادة الفريق خليفة حفتر، سينقل المعركة إلى منطقة قاريونس بعد إعلان تحرير الصابري وسوق الحوت.
وكان مارتن كوبلر رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد طالب الجيش الوطني الليبي بأتخاذ إجراءات تضمن حماية سكان بنغازي وممتلكاتهم، وتجنب وضع أهداف عسكرية داخل المستشفيات أو قربها أو قرب الممتلكات المدنية الأخرى، أو المناطق ذات الكثافة السكانية، ونبّه كوبلر إلى أن الهجمات المباشرة على المدنيين أو المرافق الطبية والممتلكات المدنية الأخرى، والهجمات العشوائية، تُعدّ جرائم حرب يعاقب عليها القانون الإنساني الدولي، داعيا إلى التوقف عن مثل هذه الهجمات.
وفي تصريح خاص "لبوابة العرب" أكد فايز العريبي الكاتب السياسي والإعلامي الليبي انسحاب تنظيم داعش في شكل مجموعات متفرقة من داخل مدينة سرت إلى منطقة قارة جهنم جنوب غرب وسط ليبيا، وبخصوص تصريحات كوبلر والتي اتهم فيها ضمنيا الجيش الليبي باستهداف مدنيين قال العريبي هذه هي عادة المبعوث الأممي إلى ليبيا كلما احدث الجيش الليبي أي تقدم، وأحرز نصرا على الإرهابيين فكوبلر يحاول ممارسة ضغوط على الجيش الليبي حتى ينصاع لحكومة الوفاق الوطني التي لم يعترف الجيش الوطني الليبي حتى الآن.
وأكد العريبي سيطرة الجيش الليبي على منطقة الصابري ووسط بنغازي بما في ذلك ساحة المحكمة وسوق الحوت، وأضاف أن الجيش الوطني يتجه إلى تحرير محور القوارشة ولكنه سيواجه بصعوبات عديدة أبرزها الألغام المزروعة من قبل الإرهابيين، كما أن منطقة القوارشة مليئة بالمزارع والأحراش وغابات الأشجار التي تمكن العناصر الإرهابية من الاستمرار في القتال أطول وقت ممكن.
واشار العريبي الى ان هناك بعض الامور الايجابية التي بدأت تشهدها ليبيا مع بداية شهر رمضان وابرزها الإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجون طرابلس ومصراتة.
وقال العريبي، إنه ومع بداية الشهر الكريم فإن الشعب الليبي يعاني ظروفا سيئة للغاية ابرزها نقص الغذاء والدواء والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وعمليات الخطف التي تقوم المليشيات الاجرامية مؤكدا ان البلاد تقف على حافة انفجار، بسسب حالة الانقسام الحاد الحادث في البلاد.