سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طقوس "السائرين إلى الله" في رمضان.. 25 طريقة صوفية تحتفل بهلال الشهر الكريم.. مشايخ: نبحث في رحلتنا عن "نظرة من الله" و"مدد من الأولياء".. فتاوى: بدعة وبعض الفرق خرج عن صحيح الدين
الصوفية حالة تسير على قدم وساق في طريق الزهد الراسخ في قلوب محبي آل بيت النبي، حياة تدعو للتعفف عن كل شيء، سطرتها أيادي المريدين في جملة شهيرة: "أهيم في لقياه كيف وصاله.. وهل يا ترى يرضى وكلي عيوب"،فالحالة الصوفية تكمن في رضا محب لا يرقى لأن يكون حر اليدين، ولأن السقوط داخل بئر التصوف يعني الحياة في كنف أولياء الله الصالحين. اسم الصوفية هو نسبة إلى لباس الصوف، هذا هو الصحيح، وقد قيل إنه نسبة إلى صفوة الفقهاء، وقيل إلى صوفة بن أد بن طانجة قبيلة من العرب كانوا يعرفون بالنسك، وقيل إلى أهل الصُّفة، وقيل إلى الصفا، وقيل إلى الصفوة، وقيل إلى الصف المقدم بين يدي الله. إن الصوفية حالة دينية فريدة لا يدركها إلا كل من عايشها أو اقترب منها ليشاهد عالما حسيا لا يعترف بالواقع المادي، ويجر أذيال الخيبة على من رحلوا تاركين من حطام الدنيا إرثا دينيا، ومقامات وأضرحة لها آلاف المريدين يوميا، تراث ممزوج بالأدب الصوفي والأشعار التي تدعو للزهد، والموسيقى الراقصة على عتبات التنورة الصوفية والعمم المخملية واللبدة الطويلة الموضوعة على رأس الراقص الصوفي الذي يشعر بنشوة الدوران كلما علت أصوات المديح «وتهزني الذكري لأيامٍ خلت مثل الشراع تهزه الأنواء، ذكري الذي رمي الفؤاد بسهمه فأصابني وأذيعت الأنباء، وأصابه سهمي وبرحنا الهوي بدمائنا فكأننا الشهداء.» مدد يا أم العواجز.. مدد يا إمام: الصوفية طُرق متنوعة الأهواء والميول، و"لكل شيخ طريقة" مثلما يقولون، وما يجمعهم أنهم يبحثون جميعا عن العيش في كنف أم العواجز على عتبات مسجد السيدة زينب بالقاهرة العتيقة، وفي محيط سيدنا الحسين تجدهم يفترشون الطرقات والمداخل بحثًا عن المدد المزعوم، وعلى أبواب السيدة نفيسة يتسامرون ويأكلون من زاد الخير ويشربون الحب من آل البيت الشريف بلا شبع أو ملل. الطرق الصوفية: الطريق هو لغة الصوفية فيما أسموه "السير إلى الله"، وطريقة الرجل مذهبه فيقال هو على طرقة حسنة أو سيئة، والطريقة وفقا للموسوعة الحرة على شبكة الإنترنت"ويكيبيديا" هي اصطلاحا ينسب إلى اسم أحد العارفين بالله وفي التزكية والأذكار والأوراد التي أخذ بها العارف بالله حتى وصل إلى معرفة الله، فينسب هذا المنهج إليه ويعرف باسمه، فيقال الطريقة الشاذلية والقادرية والرفاعية والأحمدية والأكبرية والنقشبندية نسبة لرجالاتها. واسم الطريقة مقتبس من القرآن في الآية: «وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا". مسيرة الرؤية: 25 طريقة صوفية تحتشد اليوم في مسيرة الرؤية لرؤية هلال شهر رمضان، وينطلق الموكب على أصوات الأناشيد الصوفية من مسجد سيدي صالح الجعفري بالدراسة، حتى مسجد الإمام الحسين احتفالًا بتلك المناسبة. المشيخة العامة للطرق الصوفية أكدت أن شهر رمضان هو شهر تنزيه عن الطعام ومتاع الحياة تقربا لرب العباد، وشرحت المشيخة العامة تفاصيل الليالي الصوفية في رمضان وتكون كالتالى صوم في النهار ثم الافطار في المغرب ثم صلاة التراويح مع ختم القرآن الكريم 10 طوال الشهر الكريم بواقع مرة لكل 3 أيام. عاداتهم في شهر رمضان: تبدأ الطرق الصوفية أولى ليالي شهر رمضان المبارك بجولة في شارع المعز بالزى الأبيض يرتديه الأطفال حاملين الفوانبس يتقدمهم المسحراتي على حصان مزين للإعلان عن حلول شهر رمضان، وتتقدم المسيرة موكب الطرق الصوفية بالزي الأخضر الشهير والشارات والرايات والبيارق، وفرقة موسيقية، والمداحين، وفي المؤخرة يكون التواجد فقط لآلاف المريدين الذين جاؤوا من شتى المحافظات بحثا عن النظرة من الله والمدد من الأولياء الصالحين ومشايخ الطريقة، وتتكرر الجولات كل ليلة فضلا عن أحياء المداحين لليالي رمضان وصولا إلى احتفالية ليلة القدر والتي يمدح فيها الشيخ ياسين التهامي وهو واحد من أشهر المداحين. البحث عن مدد الأولياء.. ونظرة من الله: مشايخ الطرق الصوفية يبحثون عن نظرة الهية في رمضان، يقولون أن من ينظر الله اليهم مرة واحدة لا يعذبهم أبدا، ولانهم معذبون بالحب في الحياة الدنيا فانهم يسالون الله عن راحة الآخرة ويستعيذون به من عذاب النار، يسبحون ويصلون وتهيسم قلوبهم في ليل رمضان لتعلوا أصوات هتافاتهم " الله.. الله"، و"حي حي"، و"مدد مدد". الصوفية بين سندان البدعة ومطرقة التكفير: وأكد الشيخ محمد صالح المنجد، أنه لا يوجد في الإسلام شيء من الطرق الصوفية، ولا من أشباهها، والموجود في الإسلام هو ما دلت عليه الآيتان والحديث الذي ذكرتَ وما دلَّ عليه قوله صلى الله عليه وسلم: " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فِرقة، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فِرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فِرقة، كلها في النار إلا واحدة". وأكدت الافتاء السعودية أن تلك البدع تكثر عند جماعة الطرق الصوفية عمومًا، كالذكر الجماعي في صفوف أو حلقات بصوت واحد، وذكرهم الله بالاسم المفرد بصوت واحد مثل: "الله الله"، "حي حي"، "قيوم قيوم"... وذكرهم بضمير الغائب مثل: "هو، هو".. وذكرهم بكلمة: "آه"، وهذه الأمور كلها من البدع المنكرة. بينما ذكر الإمام الراحل نوح على سليمان في فتواه أن الطرق الصوفية متعددة المشارب والمناهج، فما وافق منها كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مقبول، وما خالف فهو مرفوض. ويرى الشيخ الراحل نوح أن أصل التصوّف هو تربية الإنسان ليطَبّق الأحكام الشرعية بالشكل الصحيح، ولينزع من نفسه الأخلاق الذميمة ويغرس الأخلاق الحميدة، ولهذا عرّف بعضهم التصوف بأنه العمل بالعلم، وعرّفوه بأنه التخلي عن الأخلاق الذميمة والتحلي بالأخلاق الحميده.