تفتح "البوابة نيوز" ملف أكبر الثروات المهدرة في محافظة سوهاج، والتي حال استغلالها ستصبح من أكثر المحافظات جذبا للسياحة، نظرا لوجود مدن ومراكز بأكملها آثرية وتخضع لقانون الآثار المصري. ويعد مركزي أخميم والبلينا المعروفين باثريتهما، نظرا منطقة ابيدوس في البلينا من أكبر المناطق الآثرية في سوهاج، كما يعتبر مركز أخميم بأكمله في باطنها مدينة آثرية يرجح أنها كانت مملكة لأحد ملوك الفراعنة القدماء، كما احتضنت سوهاج العديد من ملوك الفراعنة الذي خلد أسماؤهم التاريخ ومنهم الملك مينا موحد القطرين ورمسيس الثاني وابنته ميريت أمون. وكانت مدينة أبيدوس في مركز البلينا في محافظة سوهاج عاصمة مصر في العصور القديمة، كما يعتبر مركز أخميم بأكلمه آثري ويخضع لقانون الآثار الذي ينص على عدم الهدم أو البناء أو الحفر دون إذن، وتعيين حراسة أثناء القيام بذلك نظرا لاعتبار مركز اخميم الحالي أقيم على مدينة أثرية كانت مملكة لملوك الفراعنة في العصور القديمة، وتعتبر محافظة سوهاج بالرغم من الآثار التي تخيفها إلا أنها غير موضوعة على الخريطة السياحية من ناحية الآثار وبعيدة كل البعد عن التطوير الأثري، حيث ظلت آثار المحافظة في مركزي البلينا وأخميم ملك للمنقبين من الحالمين بالثراء، خاصة أن وزارة الآثار تسير وفق مبدأ عدم إخراج الآثار وعدم السماح أيضًا للمواطنين باستخراجها وكأنها تفضل بقاءها مدفونة في باطن الأرض دون النظر للمصلحة العام. ومن صور الإهمال استخدام المواطنين للمناطق الآثرية في سوهاج للتنقيب عن الآثار وتهريبها خارج مصر، ونظرًا لفقر عدد من سكان مركزي البلينا وأخميم يتم استخدام منازلهم من أثرياء المحافظة، ويقوم البعض بالاتفاق مع مالك المنزل على دفع مصاريف التنقيب عن الآثار مقابل مبلغًا ماليًا كبيرًا عقب العثور على المراد، وإرضاء سكان المنازل القريبة لضمان عدم إبلاغ شرطة السياحة والآثار. وفى سياق متصل كانت قد وضعت الدولة خطة لإنشاء متحف لسوهاج يضم آثارها ويساعد في الترويج لجلب السياحة، ولكن هذا المتحف ما زال في مرحلة الإنشاء منذ خمس وعشرين عامًا، وكان قد وضع حجر أساسه وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكان من المفترض أن يتم تجهيز هذا المتحف وافتتاحه منذ عامين إلا أنه ما زال في مرحلة الإنشاء. وظل العمل يتوقف ويعود لسنوات حتى توقف تماما عقب أحداث ثورة 25 يناير، بالرغم من تلقى أهالي سوهاج وعدا من وزير الآثار الأسبق الدكتور ممدوح الدماطي بالانتهاء من تجهيزه بعد عاملين من تاريخ زيارته التي كانت في نهاية العام 2014. ولم تحافظ وزارة الآثار أيضًا على المناطق الأثرية التي سبق اكتشافها، خاصة في منطقة ابيدوس الأثرية والتي تعانى الإهمال ولا يعرف السياح طريقًا لها، وتشارك الوحدات المحلية في الإهمال بترك منظرها الحضاري مشوها والطريق مليء بالقمامة، بينما تمثال ميريت أمون فهو في العراء، ولا يكاد يصدق أي شخص يمر بالمنطقة أن هذا التمثال الأثري متروك بين الأحجار والقمامة بدون حراسة ودون اهتمام أو حتى ما يوحى بأن المنطقة مجهزة لاستقبال أي سائح قرأ في كتب التاريخ عن الملوك الذين عاشوا على أرض سوهاج خلال العصور القديمة وياتي المضحك في الأمر بقيام بعض السياح بالقراءة في كتب التاريخ عن محبوبة الفراعنة ميت آمون فيذهبون للبحث عنها في محافظة الأقصر لعدم معرفتهم أي شيء عن محافظة سوهاج. ومن جانبه قال جمال عبدالناصر، مدير عام المنطقة الاثرية في سوهاج: إن هناك خطة لتطوير منطقة ابيدوس، ومركز أخميم بالكامل، مشيرًا إلى أن وزارة الآثار سبق وأن وضعت خطة وميزانية لاكتشاف معابد مركز أخميم، إضافة إلى تطوير المقابر الفرعونية الموجودة في مقابر الحواويش، بالإضافة لتطوير معيد رمسيس الثاني، موضحًا أن الخطة مستمرة وسيتم تنفيذها لتصبح سوهاج على الخريطة السياحية وتجذب سياحا مثل الأقصر وأسوان وباقي المناطق الآثرية في مختلف أنحاء الجمهورية.