بعد مضي 29 عاما على إزالته، أعيد تمثال الرئيس التونسي الراحل، الحبيب بورقيبة، إلى مكانه الأصلي في قلب العاصمة التونسية، أمس الإثنين 23 مايو. وعاد تمثال الرئيس التونسي الأسبق، "الحبيب بورقيبة"، إلى ساحة "14 جانفي" وسط العاصمة تونس، بعد نحو 29 سنة من نقله إلى منطقة حلق الوادي، الضاحية الشمالية للعاصمة، بعد 16 عاما من وفاة بورقيبة، أول رئيس لتونس بعد الاستقلال. ويظهر في التمثال مؤسس الجمهورية التونسية، ممتطيا صهوة جواده وملوحا بيده، وهي حركة يتميز بها بورقيبة عند إلقائه التحية، ونصب التمثال على هيكل رخامي أقيم قبالة مقر وزارة الداخلية في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة. ويعود تاريخ نحت هذا التمثال لسنة 1982 بطلب شخصي من الرئيس الحبيب بورقيبة، حيث قام بنحته الرسام والنحات التونسي زبير التركي. ويعتبر بعض الباحثين أن تمثال بورقيبة يؤرخ لحقبة تاريخية هامة، وهي تاريخ عيد النصر في الأول من يونيو 1955، عندما عاد بورقيبة من فرنسا بعد نجاح المفاوضات حول نيل الاستقلال ومنح السيادة الداخلية لتونس، وجال بورقيبة على صهوة حصانه في العاصمة ملوحا بيده للجماهير التي كانت في استقباله كمنتصر على الاستعمار الفرنسي. وعلق بعض المؤرخين التونسيين في تلك الفترة، أن الحبيب بورقيبة ( 1903 - 2000) كان مصرا على وضع تمثاله قبالة تمثال المفكر والعلامة الفيلسوف الشهير ابن خلدون (1332 - 1406)، في ربط معنوي لمسيرة الإصلاح الاجتماعي التي بدأها ابن خلدون في كتاباته آنذاك وواصلها بورقيبة في إطار بناء الدولة التونسية الحديثة. وكان الرئيس التونسي الحالي، الباجي قائد السبسي، قد أعلن في خطاب ألقاه في ذكرى استقلال البلاد عن عودة التمثال التذكاري إلى شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس، مؤكدا أن عودة التمثال إلى مكانه الأصلي يرمز إلى أن تونس تحررت وأصبحت دولة حرة مستقلة. من جانب آخر، أثار قرار عودة تمثال بورقيبة إلى قلب العاصمة التونسية جدلا سياسيا وشعبيا، إذ يعتبر بعض السياسيين أن عودة التمثال هذه للعاصمة التي شهدت ثورة ضد بن على أمر غير صائب بالمرة، وإته كان من الأجدى بأصحاب هذا القرار وضع تمثال يخلد أحداث 14 يناير 2011 (نجاح الثورة التونسية على زين العابدين بن على)، كما تباينت ردود أفعال التونسيين على الشبكات الاجتماعية بين مؤيد ورافض لعودة تمثال بورقيبة مرة أخرى.