سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالمستندات.. قتل على نفقة الزوج.. جرعة "بنج" زائدة بالخطأ من طبيب تنهي حياة "حامل" في غرفة العمليات.. الضحية دخلت في غيبوبة 3 أسابيع.. والزوج: "الصحة في مصر موت.. وخراب ديار"
بقلب مليء بالحزن والأسى، وعيون غارقة التفكير في مستقبل أشد سواد، يروي عبد الحي سالم عمر ، تفاصيل وفاة زوجته، صابرين عبد العظيم إبراهيم، داخل إحدى المستشفيات الخاصة، نتيجة عملية حقن خاطئة قام بها طبيب تخدير، أحمد محمد عبدالحميد عبد الله، أدت لارتفاع في نبضات القلب وضغط الدم إلى ان دخلت سريعاً في غيبوبة أربكت طبيب النساء وطبيب التخدير السبب الرئيسي في تورم جسدها، ونتيجة الحقن الخاطئ احتاجت صابرين لجهاز تنفس صناعي لم يكن متوفرا وقتها في المستشفى، الأمر الذي استدعى نقلها لمستشفى آخر. ملائكة الرحمة بلا رحمة يتهم عبد الحي إدارة المستشفى بالإهمال الجسيم والتقصير في إسعاف وعلاج زوجته، أثناء توليدها قيصريًا، فضلاً عن نزع مدير المستشفى، وطبيب التخدير، سترة العمليات المعقمة التي كانت ترتديها الزوجة، وإلباسها جميع ملابسها التي حضرت بها، لنفي تدخل المستشفى طبيًا مع الحالة بالأساس، وذلك قبل نقلها إلى أقرب مستشفى بها جهاز تنفس صناعي، بعد تدهور حالتها نتيجة عملية الحقن الخاطئ. عبد الحي بعد أن نقل زوجته لمستشفى الجلاء للولادة، وبرفقته طبيب التخدير المتهم بالإهمال، حيث رافقه إلى مبنى الطوارئ في المستشفى، وبالكشف المبدئي عليها أكد الأطباء تعرض الزوجة للتسمم نتيجة جرعة بنج زائدة، الأمر الذي أدى لفرار طبيب التخدير خوفًا من المساءلة القانونية، فيما أجرى الطبيب المعالج بمستشفى الجلاء جراحة قيصرية عاجلة لاستخراج الجنين، خوفًا على حياته، في عملية استمرت لساعتين، وخرج الجنين إلى الحضانة، ودخلت الزوجة في غيبوبة استمرت أسبوعان، انتهت بوفاتها. تحايل على الشريعة الطبية دخل عبد الحي وبناته في نوبة هيستيرية نتيجة فقدان الزوجة والأم صابرين، ضحية الإهمال الطبي والتقصير الجسيم بمستشفى الدكتور حامد توفيق بالساحل، وبينما كان يسلك عبد الحي كافة الطرق القانونية لإثبات واقعة الإهمال الطبي بحق زوجته، لم تخلو حربه من تدخلات عصابات إخفاء الحقائق، فتقدم بشكوى لنقابة الأطباء في حق حامد محمد توفيق أبو الفتوح، صاحب ومدير المستشفى، والطبيب المعالج، كما حرر محضر إثبات حالة في قسم شرطة الساحل يتهم فيه صاحب المستشفى، وطبيب النساء والتوليد، وطبيب التخدير بقتل زوجته، وبعد فترة فوجئ بحفظ المحضر، فتقدم بشكوى إلى مكتب المحامي العام الذي أمر بفتح القضية والتحقيق في شكواه، ثم حرر توكيل عام قضايا لمحاميه من أجل مباشرة القضية. بعد بضعة شهور اكتشف "عبد الحي" حذف اسم الدكتور توفيق من القضية قبل أول جلسة، ليبقى طبيب التخدير هو المتهم الوحيد في تلك القضية، ليبدأ بعد ذلك زوج الضحية رحلة إعادة إجراءات القضية أملآ في انصاف زوجته التي رحلت عن الحياة. زيارة لمنزل أسرة الضحية يعيش عبد الحي في منزل عائلة بمنطقة صفط اللبن التابعة للهرم، والبيت مكون من 4 طوابق، في شقة متوسطة الحجم يعيش الابن الرضيع، الناجي الوحيد من واقعة الإهمال الطبي التي فقدت فيها الزوجة صابرين حياته، البنات الثلاثة. في غرفة البنات الثلاثة، تتوسط صورة الأم صابرين المكان، تجلس شهد بنت ال 10 سنوات، وتسرد ل "البوابة نيوز" تفاصيل ما حدث للأم، قائلةً :"شفت ماما جسمها كله وارم"، وكان من الواضح بعد أن أفسدت جرعة الأدرينالين معالم جسدها الذي تورم نتيجة جرعة البنج الزائد، وعلى الجانب الآخر ظل أخوها الرضيع في حضانة خاصة خارج المستشفى بعد إصابته بتسمم في الدم، ووجود مياه زائدة على الرئة نتيجة تأثره بالمخدر، وتختتم شهد حديثها: "ماما كانت بتودينا المدرسة ونخرج نلاقيها في انتظارنا.. كانت بتحبنا قوي". وبسؤالها :"لو حابة تكتبي رسالة للدكتور اللي عمل في ماما كل ده تحبي تقولي أيه؟"، فردت شهد :"حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا دكتور حامد". والتقت "البوابة نيوز"، عبد الحي، زوج صابرين، الذي تخرج في كلية الحقوق، وهو يملك مشغل للملابس الجاهزة، متوقف عن العمل نتيجة حالة الكساد التي يعيشها السوق المحلي، وهو شارد الفكر، مشتت بين رعاية بناته اللاتي فقدن والدتهن وهن أطفال، وبين عمله المتوقف، وتفاصيل قضية زوجته التي فارت الحياة مظلومة ولم تنصفها منصات القضاء بسبب التلاعب في محاضر الشرطة ونفوذ صاحب المستشفى المتسببة في وفاة زوجته. وأكد عبد الحي أنه بات يعيش وسط أسرته بدون زوجته الثلاثينية الهادئة التي فارقت الحياة قبل عام كامل وسط ظروف لا تخلو من غياب روح ملائكة الرحمة والتلاعب بالقانون وغياب الضمير الطبي والمهني، واستمرار مسلسل الإهمال الطبي الجسيم. وتابع: "بسبب طبيب دخل ليتعلم التخدير في زوجتي بأمر من الطبيب حامد، خسرت شريكة حياتي، وتيتمت بناتي، وتسمم جسد طفلي الرضيع ودخل الحضانة لأسابيع ودفعت آلاف الجنيهات"، مختتمًا: "ظلم.. وقهر.. وموت.. وخراب ديار". البوابة حصلت على الصور الخاصة بالضحية بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة الإهمال الطبي وهى تضم مشاهد قاسية لسيدة ثلاثينية، وقد تورم سائر جسدها فضلا عن تورم مقلتيها حتى اختفت عيناها، وحرصت البوابة على عدم نشر صور صابرين، حفاظاً على حرمة الميت، وحرصا على مشاعر أطفالها الصغار. تقرير الطب الشرعي "البوابة نيوز" حصلت على نسخة ضوئية من تقرير الطب الشرعي الخاص بحالة صابرين، حيث كشف التقرير أن سبب الوفاة الرئيسي "جرعة بنج زائدة أكثر من المطلوبة في حالات الحمل" ، وتضمن التقرير أن المتوفاة دخلت مستشفى الدكتور توفيق بالساحل، لإجراء عملية ولادة قيصرية وتم اعطائها عقار "الصيفر ماركين"، ثم حدث فجأة ضيف في التنفس ما أدى لتوقف عضلة القلب، وبعد انعاش القلب خارج المستشفى لعد وجود جهاز تنفس صناعي، حصلت المتوفاة على الأدوية اللازمة لإسعافها بمستشفى الجلاء، واجريت لها عملية قيصرية لاستخراج الجنين، وولدت ذكر، رغم تدهور حالة الوعي عند الأم وتأثر جزع المخ نتيجة "الأدرينالين" و جرعة البنج الزائدة، وتوفت المريضة بعد حوالى 22 يوما من عملية الحقن الخاطئ. وأضاف التقرير أنه بإرسال التقرير النهائي الى السيد الدكتور استشاري التخدير بمصلحة الطب الشرعي وكان رأيه أن ما حدث للمريضة من توقف للتنفس كان نتيجة اعطاء جرعة بنج حجمها أكبر من المطلوب في حالات الحمل. ولفت التقرير أن حالة المريضة الصحية لم تكن كما شرح الطبيب المعالج حيث أدعى بان المريضة لديها حساسية من عقار "أدرينالين" و"البنج" ما أدى الى تلك المضاعفات، وأكد التقرير أن عملية التدخل لإنقاذ المريضة لم تكن سريعة على الوجه المطلوب، لذا فقد حدث توقف لعضلة القلب وتدهور وعي المريضة، وعليه فإن الطبيب أهلم في علاج ما أدى إلى وفاة المريضة "الحامل" بعد ثلاثة أسابيع من التضرر.