بعد الموافقة على قانون تنظيم الفتوى.. قاعة النواب تشهد تصفيق حار على توافق الأزهر والأوقاف    نجوم الدراما الجدد في ضيافة «صاحبة السعادة».. الليلة وغدًا    عزة كامل: مصر من الدول المصدقة على اتفاقية مكافحة التمييز ضد المرأة    محافظ الشرقية يشهد حفل قسم لأعضاء جدد بنقابة الأطباء بالزقازيق    محمد عبد القوي: التغيرات الجيوسياسية تبرز أهمية إنشاء مناطق اقتصادية متخصصة    ناصر مندور: جامعة القناة تعمل على تحفيز التنمية الإقليمية في سيناء    محافظ الفيوم يتابع حملات إزالة التعديات على أملاك الدولة ضمن الموجة ال 26    محافظ الأقصر يتفقد أعمال فتح أكبر شارع بمنطقة حوض 18 بحى جنوب    نائب محافظ قنا يتفقد الأعمال الإنشائية بشادري الأربعين والأشراف    المستشار الألماني: المقترح الروسي للتفاوض مع أوكرانيا «غير كافٍ»    إدارة ترامب تبحث تعليق حق دستورى للسماح بترحيل المهاجرين    وزير الخارجية: إصلاح مجلس الأمن ضرورة ونتشبث بالموقفين الإفريقي والعربي    مسؤولون أمريكيون: هناك خلافات بين ترامب ونتنياهو بشأن التعامل مع قطاع غزة وإيران    القنوات الناقلة لمباراة الاتحاد ضد الفيحاء في الدوري السعودي    تشكيل مانشستر يونايتد أمام وست هام في البريميرليج    إعلامي يكشف تحرك جديد في الزمالك لإيقاف أحمد سيد زيزو    طلاب بني سويف يحصدون 8 ميداليات في بطولة الشهيد الرفاعي للكونغ فو    موقف رونالدو من المشاركة مع النصر أمام الأخدود في الدوري السعودي    كواليس أزمة عواد وصبحي في لقاء الزمالك وسيراميكا    الزمالك يتحرك للتعاقد مع حارس الأهلي    الداخلية تكشف ملابسات تعد طالب على زميله بسلاح أبيض وإصابته بالقاهرة    40 درجة مئوية في الظل.. الموجة الحارة تصل ذروتها اليوم الأحد.. وأطباء ينصحون بعدم التعرض للشمس    بعد الدفع ب 6 لوادر.. انتشال جثة مسن انهارت عليه بئر فى صحراء المنيا -صور    وفاة سيدة أثناء ولادة قيصرية بعيادة خاصة فى سوهاج    طالب يطعن زميله بعد مشادة كلامية فى الزاوية الحمراء    الأحوال المدنية تستخرج 32 ألف بطاقة رقم قومي للمواطنين بمحل إقامتهم    رئيس منطقة المنيا الأزهرية يشدد على ضرورة التزام الطلاب والعاملين باللوائح المنظمة للامتحانات    المركز القومي للسينما يقيم فعاليات نادي السينما المستقلة بالقاهرة    «الثقافة» تختتم الملتقى ال21 لشباب المحافظات الحدودية بدمياط    هل شريكك برج الثور؟.. إليك أكثر ما يخيفه    المطربة نعوم تستعد لطرح أغنية جديدة «خانو العشرة»    قبل انطلاقه.. تعرف على لجنة تحكيم مهرجان «SITFY-POLAND» للمونودراما    مجلس النواب يقر قانون تنظيم الفتوى الشرعية وسط توافق من الأزهر والأوقاف    هل يجبُ عليَّ الحجُّ بمجرد استطاعتي، أم يجوزُ لي تأجيلُه؟.. الأزهر للفتوى يوضح    قبل انتهاء مدة البرلمان بشهرين.. مرفت عبد النعيم تؤدي اليمين الدستورية خلفًا للنائبة رقية الهلالي    أخبار «12x12»: «خناقة» بسبب قانون الإيجار القديم ومفاجأة عن طلاق بوسي شلبي    جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي في القليوبية 2025    نظام غذائي صحي للطلاب، يساعدهم على المذاكرة في الحر    القاهرة الإخبارية: الاحتلال الإسرائيلى يواصل قصف الأحياء السكنية فى غزة    لا يهم فهم الآخرين.. المهم أن تعرف نفسك    ارتفاع كميات القمح المحلي الموردة للشون والصوامع بأسيوط إلى 89 ألف طن    مرشح حزب سلطة الشعب بكوريا الجنوبية يسجل ترشحه للانتخابات الرئاسية    محافظ الدقهلية يحيل مدير مستشفى التأمين الصحي بجديلة ونائبه للتحقيق    ماذا يحدث للشرايين والقلب في ارتفاع الحرارة وطرق الوقاية    عاجل- البترول تعلن نتائج تحليل شكاوى البنزين: 5 عينات غير مطابقة وصرف تعويضات للمتضررين    «حماة الوطن» بسوهاج يفتتح 9 وحدات حزبية جديدة بقرى ومراكز المحافظة    ضبط 575 سلعة منتهية الصلاحية خلال حملة تموينية ببورسعيد -صور    محافظ الدقهلية يتفقد مركز دكرنس ويحيل رئيس الوحدة المحلية بدموه للتحقيق    استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في جنيف    1500 فلسطيني فقدوا البصر و4000 مهددون بفقدانه جراء حرب غزة    أمين الفتوى يحذر من الحلف بالطلاق: اتقوا الله في النساء    كندا وجرينلاند ضمن قائمة أهدافه.. سر ولع ترامب بتغيير خريطة العالم    «جوتيريش» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    النسوية الإسلامية (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا): مكانة الأسرة.. فى الإسلام والمجتمع! "125"    ما حكم من نسي الفاتحة أثناء الصلاة وقرأها بعد السورة؟.. أمين الفتوى يجيب    حياة كريمة بالإسماعيلية.. الكشف على 528 مواطنا خلال قافلة طبية بالقصاصين    هل للعصر سنة؟.. داعية يفاجئ الجميع    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاقة بين الإخوان وقطر (رؤية تحليلية)
نشر في البوابة يوم 01 - 03 - 2013

هناك حالة من الغموض تكتنف العلاقة بين قطر والتيارات الإسلامية الصاعدة فيما بعد ثورات الربيع العربي على وجه العموم، والإخوان المسلمين في مصر على وجه الخصوص. وتلك العلاقة تثير مخاوف مشروعة حول طبيعة تلك العلاقة والثمن المقابل لها؛ في ظل مخاوف وأطروحات حول السعي القطري للسيطرة على مقدِّرات الوطن، واستغلال الظروف الاقتصادية والأعباء التي تمر بها مصر، في إطار حكم جماعة الإخوان؛لتمرير مخططاتها وأطماعها تجاه مصر.
“,” “,”
قطر والربيع العربي
تعاطت قطر مع ثورات الربيع العربي بشكل مختلف تمامًا عن بقية دول الخليج التي حركتها مخاوف العدوى؛ لقناعتها بوجود مؤامرات أو عدم وجود نية وطنية خالصة في دعوات التغيير، وقامت قطر بتبني دعوات التغيير عبر الآلة الإعلامية والدعم المادي والدولي.
ويتضح ذلك جلياً في العلاقة بين دولة قطر والنظام الحاكم في تونس حاليًّا، والذي يأتي على رأسه حزب النهضة التونسي.فوزير الخارجية التونسي، رفيق عبد السلام، كان رئيسًا لوحدة الدراسات والأبحاث في مركز الجزيرة بالعاصمة ال قطر ية الدوحة، كما أن والد زوجته، راشد الغنوشي، هو رئيس حزب النهضة التابع لجماعة «إخوان تونس».
كما أن السياسة الخارجية ل قطر شهدت تغيرًا كبيرًا فيما يتعلق بالتعامل مع الثورة الليبية التي ساندتها ق طر بالأموال والسلاح، حيث شاركت طائرات قطر ية في الغارات الجوية لقوات خلف شمال الأطلسي (الناتو) على ليبيا ، كما انتشرت قوات قطر ية خاصة برًّا في ليبيا ، وقادت الليبيين في قتالهم ضد قوات القذافي.
ويبدو ذلك أكثر وضوحاً في تصريحات مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، بقوله إننجاح الثورة الليبية يعود بشكل كبير إلى قطر ، وأشار عبد الجليل إلى أن قطر أنفقت ما يقرب من ملياري دولار.
فالاستثمارات ال قطر ية في ليبيا تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار، كما أنها وقّعت اتفاقات جديدة مع ليبيا ب8مليارات دولار عندما كانت الحرب لا تزال مستمرة هناك.
أما بالنسبة للعلاقة مع سوريا، فإن الرغبة ال قطر ية الواضحة في الإطاحة بنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، تأتي من أجل إقامة نظام آخر ترأسه جماعة «إخوان سوريا»، وهو هدف تدعمه تركيا أيضًا.
العلاقة مع إخوان مصر..إعادة رسم المنطقة
يعتقد بعض المحللين والدبلوماسيين الغربيين أن زعماء قطر إنما يتلمسون طريقهم وسط الأوضاع الجديدة، ويجربون؛ ليروا ما يمكنهم تحقيقه بالثروة الضخمة، التي تجمعت من احتياطيات الغاز الطبيعي على مدى الخمسة عشر عامًا الأخيرة. ولاتزال في أراضي قطر ثروة من الغاز الطبيعي تقدر بنحو 17 تريليون دولار . لكن آخرين يرون أنهم إنما يتبعون إستراتيجية مدروسة، والمخاوف هنا من مقامرة كبيرة على مستقبل الشرق الأوسط.وحتى المؤيدين لقطر يشعرون بقلق من احتمال أنها تتجاوز حدودها، وباتت تعرف بأنها تفضل أطرافًا على غيرها .
وتُعد قطر، منذ فترة طويلة، بلدًا يحوي تناقضات محيرة في بعض الأحيان. فهي من نواح كثيرة من بين أكثر دول الخليج محافظة، لكنها أبدت أيضًا أكبر حماس بشأن التغييرات التي أتى بها الربيع العربي . وفي السنوات الأخيرة اشتهرالشيخ حمد والشيخة موزة بأنهما من دعاة الحداثة، وقد رفعا مكانة قطر بشكل كبير بإطلاق شبكة الجزيرة الفضائية، والاستضافة الناجحة لدورة الألعاب الآسيوية في 2006، بالإضافة للحصولعلى استضافة كأس العالم لكرة القدم .
ومن بين كل دول مجلس التعاون الخليجي كانت قطر منذ فترة طويلة الأقرب لإيران، على الرغم من تقربها من واشنطن واستضافتها لقوات أمريكية. وهي تحاول بث روح جديدة في جهود السلام بين السودان وجماعات التمرد في دارفور بعرضها تقديم مساعدات للتنمية .
وعلى نفس النحو قد تكون علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين عملية ومرِنة. ولكن البعض يعتقد أن قطر أقدمت على رهان خطر بوضع الجماعة في قلب إستراتيجيتها في المنطقة .
وبرزت قطر بشكل واضح كنقطة تمحور لهذه الجماعة، التي نشأت أصلاً في مصر في عام 1928، ولها الآن وجود من خلال جماعات محلية في كثير من دول العالم الإسلامي . ويقيم العديد من الأعضاء الحاليين أو السابقين في الجماعة، ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، في قطر، بعد هروبهم من دول أخرى .
ويقول مسئولون غربيون عملوا مع القطريين في ليبيا وسوريا إنهم فضلوا في كل الحالات الجماعات التي لها صلة بالإخوان المسلمين .
ويقول دبلوماسيون إنه يُنظر على نطاق واسع إلى الشيخ حمد على أنه متعاطف مع الجماعة، في حين يُعتقد -على نطاق واسع أيضًا-أن ولي عهده، تميم بن حمد آل ثان،أكثر قربًا منها . وينفي المسئولون القطريون -في تصريحاتهم القليلة- وجود أي علاقة خاصة مع الجماعة. كذلك رفض رئيس الوزراء،الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثان، أي قول بوجود جدول أعمال إقليمي أوسع لقطر .
وقال في مقابلة مع صحيفة الراي الكويتية، في سبتمبر/ أيلول 2012:إن قطر لديها سياسة واضحة، وهي عدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة . ولكن لا يكاد أحد يصدق هذا التصريح؛ فقد كان لتمويل القطر ودعمها المباشر -بما في ذلك بالسلاح ونشر القوات الخاصة- دور أساسي في بناء قدرة مقاتلي المعارضة أولاً في ليبيا .
ومع مواجهة حكومة الرئيس المصري محمد مرسي صعوبة في التصدي للمشكلات الاقتصادية المتزايدة؛ عززت قطر موقفها كداعم مالي مهم على نحو متزايد. وفي سوريا تُعد قطر من بين الموردين الرئيسيين للسلاح لمقاتلي المعارضة .
لقاءات سرية
أصبحت قطر، وأميرها، وسيدتها الأولى،ورئيس مخابراتها الحربية، موضوع شائعات؛ فقد خرجت أحاديث تؤكد أن المرشح الرئاسي الخاسر «حمدين صباحي» قد دُعي إلى اجتماع غامض بين كل من مرشد جماعه الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، ورئيس المخابرات القطرية أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثان، الذي وصل إلى القاهرة فجأة بعد إعلان المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية، ولم يعرف لماذا خرج حمدين غاضبًا من الاجتماع، وما هو العرض الذي تلقاهودفعه إلى أن يقول : «أنا معارض، لكن وطني، وأحب بلدي، ولا يمكن أقبل بهذا» .
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فقد تلازم مع تلك الشائعات تأكيدات أن عددًا من المعارضين السابقين للعقيد معمر القذافي، من المنتمين للتيارات الدينية، تمت دعوتهم إلى جانب من الاجتماع، وبينهم عدد من رجال الأعمال؛ لتمويل حملة الدكتور محمد مرسي برعاية قطر، التي وجدت في نتيجة الانتخابات مؤشر خطر للغاية على سياستها في المنطقة مع تزايد احتمالات فوز المرشح الفريق أحمد شفيق .
وأكدت الألسنة التي تداولت تلك الشائعة أن الشيخ أحمد بن ناصر بن جاسم آل ثان قد وصل إلى مصر في زيارة يفترض أنها سرية، وعقد الاجتماعات المغلقة مع مرشد الإخوان في فيلّا بمصر الجديدة، ثم اتسع الاجتماع ليشمل عددًا من قيادات حزب الحرية والعدالة،بما فيهم المرشح لمنصب الرئيس، الدكتور محمد مرسي؛ لتقييم الموقف، ومعرفة كيف يمكن أن يفوز محمد مرسي وماذا يحتاجه .
واستند أصحاب هذا الطرح إلى أن قطر معروف عنها أنها تنتظر فوز جماعة الإخوان بمنصب الرئيس؛ لكي تنفذ مشروعًا احتكاريًّا تسيطر به على قناة السويس وعدها به خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، ويقضي بأن تحصل قطر على حق استغلال قناة السويس لمدة 99 سنة .
الغريب في الأمر أن شائعة الاجتماع القطري - الإخواني لم تكن الشائعة الوحيدة التي تناقلتها الألسنة في الشارع المصري، فقد ترددت شائعة أخرى تؤكد أن الطرف القطري، الذي حضر لمصر بعد ظهور نتائج الجولة الأولى، لم يكن مدير المخابرات العامة القطرية، لكنه يشغل منصب مدير المخابرات العسكرية القطرية، وتطرقت تلك الشائعة إلى أن رئيس المخابرات القطرية لم يبلغ السلطات المصرية بزيارته، رغم أنه التقى أطرافًا سياسية، منها قيادات في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، وعدد من الشخصيات السياسية البارزة، في إطار من السرية التامة .
الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ووكالتها الإخبارية، والموقع الإلكتروني لقناة «برس تي في» الإيرانية، لم تترك الفرصة تمر دون أن تُدلي بدلوها في شائعة «المخابرات القطرية» واللقاءات الإخوانية، وخرجت في أكثر من مكان لتؤكد حدوث اللقاء، رغم نفيه رسميًّا.
وهذه الواقعة، الشبه مؤكدة، لا يمكن اعتبارها إلا محاولة من الجانب القطري للتدخل في الانتخابات الرئاسية، بعدما زادت التساؤلات بشأن الأصوات الكثيرة التي حصل عليها المرشح أحمد شفيق، وحجم الإنفاق على حملته الانتخابية.
“,” “,”
التمويل القطري لجماعة الإخوان
في هذا السياق نعرض لدراسة مهمة أعدها الباحث السياسي عبدالعزيز الخميس، والتي تكشف بعض الجوانب المجهولة التي لا يعرفها الكثيرون عن أحداث الثورة، منذ التمهيد والتخطيط لها من جانب بعض القوى والمنظمات والدول العربية والأجنبية.
فقد أشار الباحث في دراسته إلى أنه في مطلع شهر فبراير 2006 عقد في العاصمة القطرية الدوحة منتدى تحت عنوان «منتدى المستقبل»، وبعد انتهاء هذا المنتدى خرج ما يطلق عليه «مشروع مستقبل التغيير في العالم العربي»، وتم توزيع المهام: قطر تعمل على جانب الإسلاميين، وأمريكا على جانب آخر، وهو الجانب المنفتح من الشباب الليبراليين.
هذا التعاون أثمر كثيرًا في تحفيز الشباب على قيادة التغيير، باستعمال أدوات الإعلام الحديث والاتصال الإلكتروني، من فيس بوك وتويتر ويوتيوب وغيرها.
والإخوان المسلمون، الذين التحقوا جسديًّا بالثورة المصرية متأخرين، كانوا قد بدأوا نشاطهم الشبابي للتغيير والتحشيد منذ عام 2006، وعبر مشاريع بالتضامن والتمويل القطري، كما سيبدو لاحقًا.
تضمنت المهمة القطرية مشروعين؛ الأول هو مشروع «النهضة»، يديره القطري الدكتور جاسم سلطان، وهو رجل محنك ملتزم بتعاليم الإخوان المسلمين ومطبق لها.
المشروع الثاني الذي تولته المهمة القطرية هو «أكاديمية التغيير»، عبر زوج ابنة الشيخ يوسف القرضاوي، وهو منفذ مهم لما ينظر له ويضعه جاسم سلطان من خطوط فكرية ومنهج للتغيير والنهضة.
في الموضوع المصري، يطالب المشروع -عبر مشرِّعه جاسم سلطان- المصريين التحشد لتحديد رئاسة الجمهورية، ثم التحشد لنيل أكبر الحصص في البرلمان المقبل، ثم التحشد لوقف الانهيار الاقتصادي، ثم التحشد لوقف الانهيار الأمني، وبعدها التحشد لوقف انهيار الوحدة الوطنية، لكنه لا يضع أولويات ونقطة بدء، ثم تسلسل للحشود المقررة.
في هذا الإطار، نشير إلى أنه في سبيل خلق قادة يفهمون جيدًا مشروع النهضة، الممول من قطر، بالتعاون مع الإخوان، يتم تنظيم تدريبات وبرامج إعداد عبر الإنترنت، تتضمن تعريف المتدربين بما هو المجتمع الناهض، وأطوار حركة النهضة ومسارات النهضة، ومتطلبات النهضة، ومن أين تبدأ النهضة، وما هي مفاتيح الأمل.
ويمكن معرفة كيف نجح مشروع النهضة في المساعدة في الثورة المصرية بمعرفة أن
عبدالرحمن المنصور، وهو من أنشأ مجموعة «كلنا خالد سعيد»،أنههو الذي دعا ليوم 25 يناير ليكون يومًا للثورة المصرية، وأن الناشط وائل غنيم كان المسئول التقني في الصفحة، وقد عارض منصور في اختيار ذلك اليوم، ثم قبل به بعد أن أقنعه غنيم برامج متعددة يقوم بها مشروع النهضة الإخواني بالتعاون مع «أكاديمية التغيير»، وتتضمن تعاون مؤسسات إخوانية مثل «تنمية للدراسات والاستشارات».
ويستعمل الإخوان في تسهيل عملياتهم المالية بنك قطر الإسلامي؛ حيث يتم تحويل الرسوم لحساب بنكي يخص «أكاديمية التغيير»، وهي التي تتولى تنظيم التدريب إداريًّا. وينتظر أن يبدأ الإخوان دورات مكثفة جديدة في نوفمبر المقبل، كما يملكون مشاريع مختلفة ليست فقط للكبار بل أيضًا للصغار، كمؤسسة تدريب المراهقين، والتي تبدأ من عمر 12 إلى 15 عامًا. يحض القائمون على المشروع أنصارهم ومتدربيهم على استعمال أدوات إعلامية معينة، مثل شبكة الجزيرة، وموقع إسلام أون لاين، وموقع الجزيرة توك، وقناة «دليل» الفضائية.
وفي هذا السياق علمنا أن قطر وأمريكا اتفقتا على رصد مبالغ طائلة لدعم حملات ترشيح عدد من شباب الثورة في انتخابات مجلس الشعب القادمة.
والدعم القطري للإخوان دعم مفتوح، يقضي بمصاحبة الإخوان إلى حين الفوز في الانتخابات داخل البلدان التي تعتمد صناديق الاقتراع قاعدة للتداول على الحكم، أو دعمهم بالسلاح في البلدان التي يقتضي تغيير الأنظمة فيها عملاً عسكريًّا حاسمًا، كما حدث في ليبيا ويحدث في سوريا .
الدور الإعلامي.. الثمن «الصمت»
لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الذي لعبته فضائيات « الجزيرة » ال قطر ية في ثورات الربيع العربي ، وبشكل خاص في تونس و مصر و ليبيا . وبعيدًا عن المعايير المهنية؛ فإنه من الطبيعي أن تكون « الجزيرة »، المملوكة للأسرة الحاكمة في قطر ، أداة لتنفيذ السياسة الخارجية لدولة قطر وأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثان.
وقد نشرت صحيفة «الكريستيان ساينس مونيتور»، الأمريكية، تقريرًا استقصائيًّا مثيرًا للاهتمام، تركّز حول الدور الذي تمارسه دولة قطر وقناة الجزيرة ، واستخدامها لبعض رجال الدين في تنفيذ السياسة الخارجية للدوحة، وإبعاد المد الثوري عن الدولة الخليجية الصغيرة.
والبداية كانت مبكرة، فبعد عام على الإطاحة بوالده من الحكم -في عام 1995-قامت جماعة “,”إخوان قطر “,” بحلّ نفسها تلقائيًّا في قطر عام 1999، ونقلت عن جاسم سلطان، العضو السابق في الجماعة، قوله إن قرار الحل جاء لأن دولة قطر تمتثل للشريعة الإسلامية.
وبعدها قام أمير قطر ، الشيخ حمد بن خليفة آل ثان، بتأسيس قناة الجزيرة الفضائية الإخبارية، ومنح بعض رجال الدين السلفيين المتشددين الملاذ في قطر ، إضافة إلى الأموال الوفيرة عبر البطاقات البنكية، وكان هدفه أن يخاطب هؤلاء الدعاة ما يقرب من 1.5 مليار مسلم حول العالم، لديهم المنصة الإعلامية والأموال، ولكنْ هناك ثمن لذلك.. وكان الثمن هو «الصمت». وقالت إنه يمكن لهؤلاء الحديث عن الأوضاع في الشرق الأوسط، وإثارة الغضب في مصر و ليبيا ، ولكن لهم دور في أن تبقى تلك الثورات خارج حدود قطر ، وإلا فإن المنصة الإعلامية ستتوقف، وسيتم قطع الإمدادات المالية التي تساهم في رفاهية الحياة.
وفي الوقت الذي تستضيف فيه قناة الجزيرة القطرية الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يعتبر الزعيم الروحي العالمي لتيار الإخوان، ليقدم فتاويه في قضايا الدين والسياسة وثورات الربيع العربي، تعرض فيه الإمارات صورًا لعناصر شبكات الإخوان المحلية، تقول سلطات أبوظبيإن لها مخططات تتعلق بقلب نظام الحكم والتعامل مع جهات خارجية .
طموحات إقليمية.. ودور مصري
كما ذكرنا، تعتبر قطر ثالث أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، وهذا يمنح سكانها الأصليين، البالغ عددهم ربع مليون نسمة، أكبر دخل للفرد على مستوى العالم، كما أن الغاز الطبيعي يمثل 70% من العائدات الخاصة بالدولة.
وتقع قطر بين قوتين عظميين في الخليج، السعودية وإيران، وتحتاج لقوة أكبر وأكثر صرامة من أجل حمايتها من نفوذ القوتين السابق ذكرهما، ولكن هذا لا يكون دون ثمن.
تستضيف قطر قاعدتين عسكريتين أمريكيتين على أراضيها، وتقول البرقيات الدبلوماسية المسربة عبر موقع ويكيليكس إن قطر تدفع 60% من تكلفة التواجد العسكري الأمريكي على أراضيها.
وفي هذا السياق، تأتي أهمية التحليل الذي كتبته “,”جين كينينمونت“,”، كبير الباحثين في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمركز تشاتام هاوس، في صحيفة الأوبزرفر ، وتحاول فيه البحث في مصادر ودوافع الدور القطري على المستوى العالمي، الذي بزغ منذ منتصف التسعينيات؛ على خلفية إقصاء الشيخ حمد بن خليفة آل ثان لوالده عن الحكم في 1994 .
وبينما يعتبر البعض أن قطر تمارس أدوارًا تفوق حجمها الجغرافي والسكاني، إلا أن آخرين يرون أن تلك الدولة الصغيرة اختارت لنفسها أدوات الكبار، سواء أتعلق الأمر بكرة قدم، أو حتى دعم فصائل بالسلاح، فليس غريبًا أن يوقع لاعب كرة القدم الإنجليزي “,”بيكهام“,” عقدًا مع فريق “,”باريس سان جيرمان“,” المملوك لهيئة الاستثمار القطرية؛ بينما اشترت قناة الجزيرة القطرية فضائية “,”Current TV“,” الأمريكية، في صفقة قاربت ال500 مليون دولار؛ وذلك لإطلاق قناة «الجزيرة أمريكا». أما في بريطانيا، فيملك المستثمرون القطريون، ومنهم بنك قطر الوطني، ما يقرب من 80% في برج “,”The Shard“,” في لندن، الأعلى في أوروبا، علاوة على تنظيم قطر مونديال كرة القدم في عام 2022 .
وتدرك قطر جيدًا حجم وأهمية دولة مثل مصر، بريادتها وثرواتها وتأثيرها في مساعدتها، أو استغلالها، لتحقيق أهدافها؛ ولذا فقد بادرت قطر بتوقيع اتفاقات بقيمة 18 مليار دولار مؤخرًا مع مصر ، خلال زيارة رئيس الوزراء ال قطر ي إلى القاهرة ولقائه مع الرئيس محمد مرسي ورئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل.
والشكوك المشروعة هنا تتجه نحو تفسير ذلك بأن مساندة قطر لجماعة الإخوان في وصولهم إلى الحكم في الدول العربية يأتي تنفيذًا للتعليمات الأمريكية، التي ترغب باستبدال الأنظمة «القمعية» العربية بأنظمة يسيطر عليها «الإسلام المعتدل» الذي يمثله « الإخوان »، بحسب ما تعتقد الولايات المتحدة؛ لمواجهة ما يسمونه «الإسلام المتطرف»،الذي يرى في أمريكا عدوًّا يجب قتاله.
ومصر الآن، وبعد الصراع الدامي وحالة الانقسام غير المسبوقة التي تعانيها، في ظل القطيعة بين مؤسسة الرئاسة ورموز جبهة الإنقاذ، وفي ظل اقتراب موعد انتخابات مجلس النواب؛ يجعل القطريين يخشون انعكاس الوضع الاقتصادي المتدهور على نصيب الإخوان وحظوظهم في تلك الانتخابات، خاصة وقد خسر الإخوان الكثير من أنصارهم ومحبيهم في الانتخابات المتتالية، وحتى في الاستفتاء الأخير لم يستطع الإخوان ولا تيار الإسلام السياسي أن يحققوا الانتصار بالضربة القاضية، وخرجت النتيجة ب 64٪ بنعم و36٪ قالوا لا .
والغريب أن فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي صرح -إبان فترة الاستفتاء- بأن قول «لا» في الاستفتاء سيجعل مصر تخسر 20 مليار دولار أموالاً واستثمارات قطرية؛ وهو ما عده البعض نوعًا من التدخل في الشأن المصري، وفي التأثير على الناخبين بسلاح الدين، فما هي مصلحة قطر في أن يقول المصريون «نعم» أو «لا» إلا إذا كانت مصلحتها هي نفس مصلحة الإخوان، وهي التمكن من رقبة الشعب المصري ومقدراته؟!
وهنا تكون العلاقة بين قطر والنظام الإخواني هي الأهم لديهم من العلاقة مع الشعب المصري نفسه، بل يمكن أن نقول إنها على حساب الشعب المصري نفسه.وصحيح أن بعض المراقبين أكدوا أن قطر قد تلقت وعودًا إخوانية بتسليمهم منصب الأمين العام للجامعة العربية على طبق من ذهب، خاصة أن قطر تتحرق شوقًا لهذا المنصب الكبير، بل وتعتقد أنه يعد بمثابة «تدشين» لدورها في دعم ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا .
وهنا يكون الثمن غاليًا،إذ سيضطر النظام الإخواني لدفعه لقطر، خاصة أن هذا المنصب ظل حكرًا على المصريين منذ إنشاء الجامعة العربية في الأربعينيات من القرن الماضي، باستثناء فترة نقل مقر الجامعة العربية لتونس في أعقاب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية .
ولكن مع عودة الجامعة إلى مصر -بعد تحقيق المصالحة العربية- عاد المنصب لمصر مرة أخرى. ورغم الدعوات المتكررة من قطر تحديدًا، وبعض الدول التي تتبنى السياسة القطرية بضرورة «تدوير» المنصب على الدول العربية؛ فإن مصر حسمت هذا الجدل، وفازت به في المرة الأخيرة، باختيار الدكتور نبيل العربي لهذا المنصب، وتنازل المرشح القطري أمامه،فإن قطر لا يزال لديها الأمل في قيادة الأمة العربية عن طريق أكبر مقعد عربي في الجامعة،ألا وهو منصب الأمين العام .
ورغم نفي وزير الخارجية القطري، ورئيس وزرائها حمد بن جاسم، بأن مشروع بيع أو تأجير قناة السويس، ووصفه لهذا الأمر بأنه «مزحة» سخيفة،فإن الواقع يقول إن هناك مجموعة من المشروعات القطرية ستدخل الخدمة، بعد حزمة المساعدات القطرية التي وصلت ل5 مليارات دولار، منها مليار دولار مساعدات ومِنح لا ترد، والباقي قرض بفائدة بسيطة؛ لإصلاح الخلل في الموازنة العامة في مصر، وإصلاح العجز الشديد فيها، والذي توقع الخبراء أن يصل مع نهاية العام ل200 مليار جنيه كاملة .
وشبيه بهذا الموقف، استغراب العديد من المراقبين طبيعة وأهداف الدور الذي تلعبه قطر في هذه الأيام بدولة إريتريا القريبة من إثيوبيا، وأيضًا من السودان.
ففي السودان تكامل الدور القطري مع مخططات الإخوان منذ عام 1989م، عندما اعتلى نظام الإنقاذ سدة الحكم وخدع العالم بهويته؛ فنال اعتراف مصر، ومن بعدها الدول العربية ودول العالم، قبل أن تتكشف حقائقه؛ بإخراج عرَّابه «حسن الترابي» من السجن، وتوليه زمام أمور القيادة؛ ليبدأ المراحل الجهادية بمباركة ودعم وتمويل قطر. وحينها أقام بالخرطوم أكبر مؤتمر للقوى الإسلامية التي هيمن عليها الإخوان، فأنتج «القاعدة»، التي انطلق مؤسسها أسامة بن لادن من هناك، وجمع عددًا كبيرًا من القادة الإخوانيين، الذين كانت تطاردهم أنظمة الحكم في بلادهم، ومنحهم الجنسية السودانية، وكان من بينهم راشد الغنوشي وعباس مدني، وعدد من القيادات الإخوانية التي طفت للسطح مع بدايات ما يعرف بالربيع العربي .
كما بدأ الإخوان المسلمون –أيضًا-في موريتانيا، وبرعاية قطرية 20 ديسمبر 2012 في نواكشوط المؤتمر العام لحزبهم، فيما وجه الإعلام الموريتاني نقدًا لاذعًا للمؤتمر . وقد كان المؤتمر للتواصل بين مختلف التيارات الإسلامية المحسوبة على إمارة قطر؛ ما حدا بوسائل إعلام موريتانية إلى التساؤل عما إذا كانت العاصمة الموريتانية باتت قِبلة للتيارات الدينية.
في محاولة لتفسير العلاقة
- بالنسبة لقطر، لا يتجاوز المواطنون القطريون فيهم 300 ألف، وهو عدد قليل مقارنة بسكان العربية السعودية مثلاً أو حتى الإمارات. والعلاقة بين ذلك وسياسة قطر تجاه الإخوان هي أن السياسة القطرية تتحرك في غياب عنصر الشعب، وهو ما يحرر حكام الإمارة من أي خوف من أن يراهن الإخوان على قلب موازين الحكم داخل البلد، وهو تخوف حاضر لدى دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، اللتين تدركان أن تربُّع الإخوان على كراسي الحكم في الدول العربية يبدأ دائمًا بمطالبتهم بتوسيع الحريات وفتح قواعد اللعبة السياسية.
- عنصر آخر يفسر اختلاف مقاربات قطر لموضوع الإخوان ويتعلق باختلاف الأدوار في صياغة التوجهات السياسية الأمريكية في المنطقة؛ فقطر تلعب دورًا وظيفيًّا في بلورة التوجهات الأمريكية الجديدة، القائمة على إشراك التيارات الإسلامية المعتدلة في الحكم، وفقًا للسيناريوهات التي يتيحها الربيع العربي اليوم في عدد من الدول: تونس، مصر، المغرب، ليبيا.. هكذا يمكن رصد البصمات الواضحة للدعم القطري الماليوالإعلامي في ليبيا ومصر وتونس.
- قطر كانت دائمًا متميزة في سياستها الخارجية عن دول الخليج، لاحظنا ذلك في حربي الخليج الأولى والثانية، وفي علاقتها بالعراق وإيران، وفي ارتباطاتها بإسرائيل؛ حيث أنشأت مكتب اتصال في تل أبيب، واستقبلت مكتب اتصال إسرائيلي في الدوحة. كما أن قطر بلغت في علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية مستويات كبيرة، إلى حد احتضان قواعد عسكرية أمريكية. في المقابل تحرص الدول الأخرى، وخصوصًا السعودية والإمارات، على عدم الابتعاد كثيراً عن العمق العربي والقومي في علاقتها الخارجية.
- ويمكن ربط العلاقة بدوافع نفسية، تتعلق «بعقدة الصغير» لدى حكام قطر؛ فقطر -الدولة الصغيرة- تسعى إلى لعب أدوار كبيرة تتجاوز حدودها، وتصل المغرب الأقصى مرورًا بمصر ومالي.
- تسعى قطر إلى أن تصبح عاصمة الإخوان في العالم؛ حيث المقر الرئيسي والناطق الرسمي والزعيم الروحي. وتشير الدول الخليجية المجاورة لقطر إلى وجود علاقات طيبة تجمع مشايخ الإمارة النفطية بتيار الإخوان، تحول إلى عطف خاص على رموزه في مختلف البلدان العربية. وقد يزيد من ذلك تطلع واضح يبديه الشيخ حمد وزوجته الشيخة موزة إلى إسقاط الأنظمة خارج الحدود، وإلى التغيير الديمقراطي بعيدًا عن تراب الإمارة .
ولكن قطر بدأت تعاني من نتائج تصرفاتها؛ ففي ليبيا تُلام قطر على تنامي التعصب والعنف المنسوب إلى إسلاميين إلى حد يزعزع الاستقرار بشكل متزايد .
وفي مصر تجد نفسها محصورة بين الاستياء الشعبي من مرسي وبين اتهامها بالإمبريالية الاقتصادية؛ حيث وصف المحتجون اتفاقية لاستثمار مليارات الدولارات في منطقة قناة السويس بأنها محاولة أجنبية للسيطرة على الأصول الوطنية المهمة .
وحتى «الجزيرة»، التي قامت بدور مهم في نشر أنباء الاضطرابات في عام 2011، تواجه شكاوى من الانحياز المتزايد للإخوان المسلمين عادة . ويُنظرإلى الخدمة التي تقدمها الجزيرة باللغة الإنجليزية على أنها أكثر حيادًا، لكن قنوات الشبكة الإخبارية باللغة العربية ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تناصر صراحة جدول أعمال مؤيد للإخوان المسلمين.
ويقول دبلوماسيون إن المسئولين القطريين فوجئوا برد الفعل . ويقول المتابعون للشئون القطرية عن كثب:إن من بين المشاكل،أنه يتعذر على العالم الخارجي أن يعرف الإستراتيجية القطرية؛ مع سيطرة عدد صغير من كبار أفراد الاسرة الحاكمة والمسئولين على السياسة .
ونادرًا ما يستجيب المسئولون لطلبات الإعلام بتقديم معلومات، ولا يوجد متحدث باسم وزارة الخارجية أو الحكومة. والوسيلة الوحيدة بالنسبة للعدد القليل من وسائل الإعلام الأجنبية -العاملة في الدوحة- للحصول على تعليق رسمي، هي مخاطبة المسئولين خلال المناسبات العامة، وحتى في ذلك الوقتفغالبًا لا يتكلمون .
وحتى الآن تميل الحكومات والشركات الغربية، التي تضع عينها على ثروة قطر الضخمة من الغاز ومحفظتها الاستثمارية،إلى عدم الانشغال كثيرًا بسياساتها. غيرأن الاضطلاع بدور أكبر يجلب معه مزيدًا من التدقيق .
ولقد حذرت تقارير عديدة من العلاقة بين قطر والإخوان، والتي لا تخدم مصر؛ حيث أصدرت منظمة «العدل والتنمية لحقوق الإنسان» بيانًا، استنكرت فيهاللقاء الأخير بين مرشد الإخوان ومدير المخابرات القطرية، وكذلك الاجتماعات والزيارات السرية للمرشد محمد بديع المتكررة إلى دولة قطر، وكذلك الزيارة الأخيرة لخيرت الشاطر، وغيرهما من قيادات جماعة الإخوان المسلمين؛ الأمر الذي يثير الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة العلاقة بين الإخوان وقطر.
كما نجد أيضًا أن الرئيس محمد مرسي يصر على استبعاد قطر من اللجنة المكلفة بإيجاد حلول للأزمة السورية، بعد أن سبقوأصر على ذلك في القمة الإسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة؛ في خطوة قد تكون فيها مراوغة؛ لدرء شبهات أو تمويه تكتيكي للإيحاء ببعد الدور القطري عن الصورة.
ورغم التصريحات، الرسمية وغير الرسمية، بالنفي والتكذيب، ليل نهار، من الرئاسة والجماعة، فإن طبيعة العلاقة والصفقة باتت أكثر وضوحاً ولا يمكن حجبها عن الشعب، تلك العلاقة المشوبة بالريبة والشك والتي تُدار في الخفاء تحت أنظار وصمت أمريكي. إن مصر “,”الدولة الوطنية“,” قائدة الأمم، صاحبة التاريخ والحضارة العريقة أكبر من أن تكون مطية لتحقيق غايات ومطامع “,”كيانات“,” أخرى عهدها بالدولة هو الأمس. ولا يمكن تبرير ذلك، أبداً، تحت أية مسميات، نظراً لحاجة إقتصادية أو مكاسب سياسية. فالشعب يقظ والتاريخ لا ينسى.
المراجع:
1- أسرار التمويل القطري لجماعة الإخوان تحت رعاية أمريكا، موقع صوت الملايين.
2- أسرار العلاقة بين قطر و“,”الإخوان، الفجر 21-9-2012.
3- قطر تحرك الإخوان لإعادة رسم المنطقة، ميدل إيست أونلاين، 14 فبراير 2013.
4- قطر والإخوان وحماس.. القصة وما فيها، حقيقة اللقاءات السرية بين مدير المخابرات القطرية وقادة المعارضة في مصر ، الموجز.
5- عبدالعزيز آل محمود، الإخوان المسلمون في قطر.. مَن هم؟، مركز الخليج لسياسات التنمية، العرب القطرية .
6- سفيان فجري، كيف أصبح الإخوان الحليف الأول لقطر والخصم الأكبر للسعودية والإمارات؟، الأحد 17 فبراير-شباط 2013 الساعة 05 مساءً- مأرب برس.
7- محمد الحسين عبد المنعم، باحث بالمركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة، الإثنين11 شباط/فبراير 2013.
8- جين كينينمونت، من الكرة إلى السلاح : دوافع الدور القطري المتصاعد إقليميًّا وعالميًّا.
9- البشاير، عبد الرحيم علييكشف عن أدوار الكفيل القطري للإخوان، الأربعاء 23 يناير 2013.
10-سالم حميد، عندما تحج قطر إلى إريتريا، ميدل إيست أونلاين.
11- المختار ولد محمد، قطر ترعى مؤتمر «إخوان» نواكشوط، دوليات، العدد 1888، الجمعة 21 كانون الأول 2012.
- بعض المصادر الخاصة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.