أجرت جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة بدعم من مكتب ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر وبالتعاون والتنسيق الكامل مع وزارة التربية والتعليم وإدارة مكافحة التدخين بوزارة الصحة والسكان، دراسة لمعرفة معدل انتشار التدخين، وكذلك العوامل السلوكية والاجتماعية المرتبطة به بين طلاب المدارس الثانوية، والاختلافات بين الجنسين عن طريق استبيان، وأجريت الدراسة في ثمانى محافظات ممثلة للجمهورية، هي القاهرة والإسكندرية (حضرية) الغربية والشرقية والبحيرة (الدلتا) الجيزة والمنيا وسوهاج (الصعيد). وشملت الدراسة 121 مدرسة ثانوى عام وفنى وبلغ عدد الطلبة والطالبات 4889 غالبيتهم من المدارس الحكومية العامة 67% والباقين من المدارس الحكومية الفنية الصناعية والتجارية والزراعية 33%، وكان متوسط عمر الطلاب المشاركين 17 عاما. وتوصلت النتائج إلى أن المدخنون الحاليون من أي منتج من منتجات التبغ 14.3٪ من الطلاب (الطلبة 21.4٪ والطالبات 6.9٪)، و6.5٪ من الطالبات و18.7% من الطلبة يدخنون السجائر حاليا، و6.4% من الطلبة و0.9٪ من الطالبات يدخنون الشيشة حاليا، مع ملاحظة أن 3.7٪ من الطلبة و0.4٪ من الطالبات يدخنون حاليا كل من السجائر والشيشة، وبلغت نسبة التدخين أعلى بكثير بين طلاب المدارس الفنية سواء الطلبة (26.4٪) والطالبات (9.1٪)، مقارنة مع طلاب المدارس العامة (18.5٪ للطلبة و6٪ للطالبات). ووضحت الدراسة ارتباط التدخين بمستوى تعليم الأب والأم فكلما كان مستوى تعليم أولياء الأمور منخفضا زاد معدل تدخين الطلاب والعكس صحيح، وقد يكون ذلك بسبب أن الآباء المتعلمين لديهم معرفة بالآثار الضارة للتدخين. وكانت أسباب البدء في التدخين: لتخفيف الضغط النفسى كان على رأس القائمة بالنسبة للطلبة والطالبات (25.9 و49.4٪ على التوالي)، تليها الرغبة في التجربة ثم المتعة ثم التقليد ثم الرفقة، وكان الشعور الرئيسى عند التدخين هو الحد من التوتر بين 53.4٪ من الطلبة و67٪ من الطالبات، ويلى ذلك الشعور بالثقة بين 16.3٪ من الطلبة و15.5٪ من الطالبات، وكانت السعادة الشعور الرئيسي بين 14.8٪ و13.5٪ للطلبة والطالبات على التوالي، وزيادة التركيز 15.4٪ بين الطلبة، بينما كان 3.9٪ بين الطالبات. وكانت الأسباب الرئيسية للإقلاع عن التدخين بين الطلبة هي القلق على الصحة 33.3٪، الاشمئزاز12.3٪، كانت مجرد تجربة 11.4٪، والضرر الصحي الفعلي لنفسه أو أحد أفراد الأسرة 9.6٪ والدافع الديني 8.9٪، وبين الطالبات أنها كان مجرد تجربة 18.8٪، القلق على الصحة 14.3٪، والضرر الصحي الفعلي لنفسها أو أحد أفراد الأسرة 13.5٪، الارتباط والزواج 9٪ والخوف من العقاب 9٪. وتبين أن 54.6٪ من الطلبة و51.4٪ من الطالبات تم دعوتهم للتدخين عن طريق الاصدقاء مما يدل على أهمية تأثير الاصدقاء للمراهقين. وكشفت الدراسة عن ارتفاع معدل انتشار التدخين السلبي في المنزل، حيث تعرض 62٪ من الطلبة لدخان التبغ السلبي في منازلهم، مما يعكس قلة الوعي العام حول المخاطر الصحية الناجمة عن التعرض للتدخين السلبي، وكذلك تعرض 35.7٪ من الطلبة للتدخين السلبى داخل المباني المدرسية، والتي تعكس عدم إنفاذ قوانين مكافحة التبغ حظر التدخين في المدارس، وكلا المؤشرين (التدخين في المنزل والمدرسة) يبين عدم وجود القدوة التي ينبغى أن تكون نموذجا لهذه الفئة العمرية. وكانت النكهات المضافة سببا لتفضيل تدخين الشيشة بين 56٪ من الذكور و43٪ من الإناث. أما التمتع بجو اجتماعي فكان السبب المذكور الثاني مع 29٪ و57٪ بين الذكور والإناث على التوالي. وكان رخص سعر الشيشة11٪، واعتقادهم انها أكثر أمانا 4٪ أسباب أخرى من قبل الطلاب الذكور فقط، وكان المقهى أو الكافيه هو المكان المذكور الوحيد للإناث، في حين كان المنزل أو منزل صديق أو محال الإنترنت أو أماكن أخرى لتدخين الشيشة مع المقهى والكافيه من قبل الذكور. وتدخين الشيشة مع الأصدقاء كانت إجابة كل الطالبات و93٪ من الطلبة أما باقى الطلبة فكانوا يدخنون الشيشة في المنزل بمفردهم أو مع الوالد، وبلغ متوسط الانفاق على التدخين 214 جنيه للذكور و231 جنيه للإناث، مما يشكل عبئا اقتصاديا يمكن أن يحرم الطلاب من الاستمتاع بجوانب صحية أخرى من الحياة وتؤثر على نوعية حياتهم، وأوضح 37.7٪ من الطلبة والطالبات أنهم لم يتلقوا أي نصيحة أو توعية داخل المدرسة حول مخاطر التدخين. وتوصلت الدراسة إلى أهم التوصيات، وكانت تطوير المناهج التعليمية لتوعية الطلاب بالأثار السلبية قصيرة الأمد وطويلة الأمد للتدخين، وضمان بيئة خالية تماما من التدخين في جميع المدارس، وتنفيذ القوانين التي تمنع التدخين في المنشآت التعليمية بكل حسم، ووضع إعلانات تحذيرية على منتجات تدخين الشيشة، وتوفير برنامج تدريبي محدد للمعلمين حول مكافحة التدخين، وإشراك الآباء أو الأسر في دعم البرامج المدرسية لمنع استخدام التبغ، ودمج خدمات الإقلاع عن التدخين في برامج الرعاية الصحية للطلاب في التأمين الصحي، ودمج المعلومات المتعلقة بمكافحة التبغ في المواد الدراسية المختلفة والأنشطة مثل الرسم، وإشراك وزارات الصحة والتعليم والشباب والرياضة والأوقاف والهيئات الدينية الاخرى وكذلك المنظمات غير الحكومية والمجلس القومي للسكان والمجلس القومي للطفولة والأمومة في الحملة الرامية إلى تعزيز الإقلاع عن التدخيندراسة التدخين بين طلاب المدارس الثانوية في مصر والاختلافات بين الجنسين.