أثار حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن معاهدة السلام والقضية الفلسطينية، خلال افتتاحه محطة كهرباء بمحافظة أسيوط، أمس الثلاثاء، ردود أفعال واسعة ورحب به العديد من السياسيين، الذين أكدوا أنها المرة الأولى التى يتطرق فيها السيسى بشكل مباشر إلى الحديث عن معاهدة السلام، فضلًا عن توجيه رسائل للإسرائيليين. وفى هذا السياق، قال السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية السابق، إنها المرة الأولى التى يتحدث فيها الرئيس السيسي بشكل مباشر وصريح عن الموضوع الفلسطيني ويخصص له هذه المساحة من خطابه أمام الشعب، منوهًا إلى أن هذا الأمر فى حد ذاته يجب النظر إليه باعتباره تطورًا وتنشيطًا للدور المصرى نحو القضية الفلسطينية. وأكد «بدر»، فى تصريحات خاصة ل«البوابة»، أن مصر تستعد للقيام بدور دفع عملية السلم فى المنطقة، مشيرًا إلى أن الأمر الثانى فى أهمية الخطاب هو حديث الرئيس عن المبادرات الدولية، مع التركيز على المبادرات العربية، ثم التأكيد على ضرورة الاستفادة منها فى الظروف الحالية لتحقيق السلم. وتابع مساعد وزير الخارجية السابق أن الخطاب تضمن للمرة الأولى أيضا حديث الرئيس بشكل مباشر إلى الشعب الإسرائيلى والأحزاب الإسرائيلية، ويطالبهم فيها بالتدبر وعدم معارضة خطوات السلام لأنها فى صالح الجميع، ولم يستثنى فى خطابه توجيه القيادة الإسرائيلية. وأشار «بدر» إلى أن خطاب الرئيس يؤكد أن قيام الدولة الفلسطينية يؤمن مصالح الجميع، فضلًا عن تأكيده استعداد مصر التعاون وضمان تحقيق السلم بين الدولتين، مشيرًا إلى تأكيد الرئيس أن التصرفات التى تبنى ثقة جديرة بأن تنشط وتؤمن أطراف الصراع سواء من الفلسطينيين أو الإسرائيليين، لافتًا إلى أن الخطاب به الكثير من العناصر الجديدة التى تطرح للمرة الأولي. وعن المبادرات التى تحدث عنها الرئيس، أكد بدر أن الحديث عن هذه المبادرات ومحاولة أطراف أخرى التدخل لدفع عملية السلام، وعدم اقتصار الحديث على مبادرة بعينها مع التركيز على المبادرة العربية والفرنسية، يؤكد أن السيسى يهدف إلى فتح المجال أمام المحاولات الأخرى التى تهدف إلى تحقيق السلام فى المنطقة، مع ضرورة عدم اعتراض الأحزاب الإسرائيلية على هذه المبادرات، لأن السلام فى مصلحة العالم بأسره. من جانبه، أكد الدكتور يسرى العزباوي، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن إشارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى اتفاقية كامب ديفيد، ومطالبته القوى الفلسطينية بالتوحد هى بداية لقيام مصر بدور كبير فى دفع عملية السلام بالمنطقة العربية. وأضاف «العزباوي»، ل«البوابة»، أن الرئيس يريد التأكيد على أن مصر تسعى لطى الخلافات بين جميع الفصائل الفلسطينية، منوهًا إلى أن هناك تحركات خارجية، تقوم بها مصر من أجل تطبيق وتفعيل جميع اتفاقيات السلام بين الدول العربية وإسرائيل، من أجل أن يعم السلام أنحاء الشرق الأوسط. وذكر أن المبادرات العربية التى أكد عليها السيسى هى المبادرتان السعودية والفرنسية، وأنهما ستكونان أساس التحرك فى دفع عملية السلام والتنسيق المصرى الخارجى الذى تهدف مصر من خلاله إلى إنهاء جميع النزاعات، لإنهاء حالة الفوضى التى تعانى منها العديد من دول المنطقة. فيما قال مصطفى البرغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن موقف مصر واضح ومعروف من القضية الفلسطينية، وهى تقف إلى جانب الشعب الفلسطينى منذ البداية، مضيفًا أنه يجب الإسراع فى توحيد الصف الوطنى وإنهاء الانقسام فى صفوف الفلسطينيين، مؤكدًا أن هذا ما نعمل عليه ونحاول تنحية الخلافات جانبًا. وأضاف «البرغوثي» أن الحل الوحيد أمام تعنت الإسرائيليين، ورفضهم المبادرة الفرنسية هو المقاومة الشعبية وتنفيذ المقاطعة والعقوبات وممارسة الضغط على إسرائيل. وتابع رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية أنه يجب تبنى خطة استراتيجية جديدة، حيث وافق العديد من الدول على المبادرة الفرنسية، ووعدت فرنسا أنه إذا تعنتت إسرائيل فستقوم فرنسا بالاعتراف بدولتنا، ويجب عليها تنفيذ وعدها، مضيفًا أنه بدون حل القضية الفلسطينية لن يكون هناك استقرار دولى دائم. وشدد على أن إسرائيل هى من تمثل خطورة وتهديدًا على فلسطين وليس العكس، حيث إن إسرائيل لديها الضمانات الكافية لدى اعتراف فرنسا بدولتنا وتنفيذ وعدها. وقال الدكتور عبدالله حماد الباحث السياسي، فى تصريحات ل«البوابة»، إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى حول السلام فى المنطقة والقضية الفلسطينية بصفة خاصة، جاء بناءً على الزيارة الخاطفة للرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» لمصر منذ أسبوع، كما أن مصر ترأست جلسة مجلس الأمن الدولى حول مكافحة الإرهاب وتلعب دورًا مهمًا ومحوريًا فى مشكلات المنطقة وأهمها القضية الفلسطينية، والتى تعقدت كثيرًا نتيجة خلافات حركتى حماس وفتح على السلطة الفلسطينية والتى تتماشى مع مصلحة إسرائيل.