يعتقد المواطن المصري أن مترو الأنفاق هو الحل الأمثل لجميع الأزمات التي تواجهه في تنقلاته في القاهرة الكبرى، فيلجأ إليه للهروب من الزحام والوصول إلى وجهته في أقصر وقت فضلاً عن اللجوء إلى قطاراته المكيفة هرباً من حرارة الجو في الشارع والمواصلات العامة. إلا أن المعاناة التي يشهدها ركاب المترو على مدار اليومين الماضيين تؤكد خطأ اختيارهم لاستقلال المرفق للهروب من الحر، حيث زادت الأعطال عن معدلاتها الطبيعية، فضلاً عن البطئ الشديد أثناء السير وطول مده التقاطر بين القطارات مما أدى إلى تكدس الركاب وارتباك الحركة بشكل عام في الخطين الأول والثاني. ووقع حتى الآن ثلاثة حالات لتوقف القطارات على الخط الأول واحدة في محطات دار السلام والسيدة زينب، مما أدى لتكدس الركاب في المحطات وعلى الأرصفة، بالإضافة إلى تعطل قطار داخل النفق بعد خروجه من محطة الدمرداش، مما أدى بالمواطنين إلى كسر الأبواب والشبابيك والسير على القضبان حتى الخروج من النفق. ورغم تشغيل شركة المترو 12 من القطارات الكورية المكيفة الجديدة على الخط الأول و4 قطارات آخرين بالخط الثاني كمحاولة منها لمساعدة المواطنين على مقاومة الحر، إلا أن أكبر نسبة أعطال تقع في هذه القطارات خلال الموجه الحارة، وبالتالي تحولت من نعمة إلى نقمة. وأبدى عدد كبير من رواد المترو غضبهم مما يتعرضون له خلال رحلتهم في الحر قائلين: إنهم محبوسون في علبة صفيح، والمراوح لا تؤثر في الأعداد الضخمة الموجودة في عربة القطار. واضافوا أن المترو في تدهور مستمر الأمر الذي يتجلى في أزمة مثل الموجه الحارة فبدلا من أن يكون الحل المنقذ أصبح أحد أنواع العذاب بسبب تكرار الأعطال، وطول زمن الرحلة وتعطل أجهزة التكيف في القطارات، مشيرين إلى أن عددا من السيدات كبيرات السن تعرضن لحالات إغماء بسبب الحر ولم يجدن أي إمكانيات في وحدات إسعاف المحطة. وكشف مصدر من محطة الدمرداش، أن الوضع في المحطة يزداد سوءاً، خاصة مع استمرار الركاب في التوافد على المحطات وانتظارهم قطارات لا تأتي منذ أكثر من ثلاث ساعات بسبب الأعطال المتكررة على الخط في الاتجاهين. وأوضح أن الحر يؤثر على القضبان فتتمدد وتعرض القطارات لخطر الانقلاب في حالة عدم تخفيض السرعة، وبالتالي تم تخفيض السرعة إلى 60 كم بدلًا من 80 كم في الساعه في المحطات غير النفقية. وأضاف أن الحرارة الزائدة تؤدي إلى تمدد "اللنية" الكهربية أعلى القطارات، مما يحدث شرارة خطرة وكسر في البانتوجرافات الكهربية، وبالتالي تتعطل حركة القطارات. وأوضح أنه في حالات الموجة الحارة تصدر الشركة نشرة تعليمات طارئة للسائقين بتخفيض السرعات في المحطات غير النفقية، تحسباً للتأثير الضار للحرارة كما طالبت السائقين بفتح المراوح وتشغيل أجهزة التهوية في القطارات لتجنب مخاطر الاختناق والاغماءات المتكررة بين ركاب القطارات. وكانت شركة المترو قد أعلنت في تصريحات صحفية في الشهر الماضي بدء عمليات صيانة التكييفات بالمحطات وفتحات التهوية بالقطارات، استعدادًا لقدوم فصل الصيف، ورفع كفاءة القطارات بالورش مع التركيز على صيانة فتحات التهوية بهم بهدف تقديم خدمة أفضل للركاب خلال فصل الصيف، إلا أن الموجة الحارة أثبتت أنها مجرد تصريحات للشو الإعلامي.