سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هل يدفع الأمريكيون برئيس عنصري ومتضارب في أفكاره الاقتصادية إلى البيت الأبيض؟.. "هافنجتون بوست": برنامج ترامب الاقتصادي يستعصى على أي تصنيف.. وأعداء الإسلام يعتبرونه "منقذ البشرية الوحيد"
خلافا لكافة التوقعات أصبح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى البيت الأبيض، فبالرغم من تصرفاته الخارجة عن السيطرة وتصريحاته المعادية لبعض الجنسيات والأديان، وخوض حرب انتخابية غير أخلاقية، استطاع أن يحصل على ترشيح الحزب الجمهوري ليكون منافسا لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. حيث فاز دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية التي جرت أمس الثلاثاء بولايتي فرجينيا الغربية ونبراسكا في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في نتيجة غير مفاجئة لكونه المرشح الأوحد بعد انسحاب سائر منافسيه من السباق لنيل بطاقة الترشيح الحزبية للانتخابات الرئاسية. وفور إغلاق صناديق الاقتراع، أظهرت نتائج بثتها وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية أن ترامب فاز في هذه الولاية الواقعة في سلسلة جبال الأبالاش والتي يعتبر قطاع المناجم فيها أحد مواضيع الحملة، كما حقق الفوز في ولاية نبراسكا. ومن جانبها، تساءل موقع "هافينجتون بوست" الأمريكي، إذا ما كان الأمريكيون سيقبلون برئيس رؤيته الاقتصادية متضاربة، مشيرا إلى أن برنامج دونالد ترامب الاقتصادي يستعصى على أي تصنيف، فهو يميل تارة إلى الخطاب المحافظ وأخرى إلى الشعبوي، دون أن يتردد في تقديم طروحات على طرفي نقيض في ما بينها، فيتبدل على هوى التطلعات المنسوبة إلى الرأي العام. وسلط الموقع الأمريكي الضوء على تقلب الآراء الاقتصادية للمرشح الجمهوري المرجح للانتخابات الرئاسية، التي يصفها أنصاره بالمرونة، كان ماثلًا عند الحديث عن موضوع الحد الأدنى للأجور على المستوى الفيدرالي والمجمّد عند 7، 25 دولار في الساعة منذ 2009، لافتا إلى أنه في نهاية 2015، استبعد ترامب أي تعديل، معتبرًا أن الأجور "مرتفعة كثيرًا" مقارنة مع السوق العالمية، لكنه غيّر رأيه الأسبوع الماضي عندما قال إنه يؤيد "زيادة الأجور بقدر معين"، مع ترك القرار للولايات. كما أشار الموقع الأمريكي إلى تخبط رؤيته حول الضرائب، لافتا إلى أن ترامب يدافع منذ فترة طويلة عن تخفيض كبير للضرائب، يتركز على الطبقات الوسطى التي تشمل 75 مليون عائلة أمريكية، لكن تستفيد منه أيضًا مختلف فئات الأجور الأخري، لكن خلال إحدى مقابلاته التليفزيونية الكثيرة قال ترامب إنه "في ما يتعلق بالأثرياء، أعتقد صراحة بأنها "الضرائب" ستكون أكثر ارتفاعًا"، في حين يندد المطالبون بزيادة الضرائب على الأثرياء بالفروقات الكبيرة في المداخيل في البلاد. فيما عاد الملياردير وغيّر رأيه، بعد أن ألمح إلى أن الولاياتالمتحدة قد تضطر في المستقبل إلى إعادة التفاوض على ديونها العامة حال قيام الأزمة، مثيرًا مخاوف من احتمال تعثر الدولة في السداد، وقال محاولًا توضيح موقفه، الإثنين الماضي: "الناس يعتقدون بأنني أريد للدولة أن تتعثر في السداد، هؤلاء الناس مجانين". يقول ستان فوجر، من معهد "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت" للأبحاث، إن "ترامب يعالج المسائل الاقتصادية من وجهة نظر تجارية ويغير خطته تبعًا لما يتصوره عما يريد الناس سماعه"، لكن ترامب يرفض هذا التوصيف ويتذرع بالحاجة إلى المرونة بقوله: "نشرت مشروعًا ولكن ليست لديّ أوهام فأنا لا أعتقد بأنها الخطة النهائية". ونقل الموقع الأمريكي عن الخبير آلان كولفي، من مؤسسة "تاكس فاونديشن" غير الحزبية قوله "عندما تفصحون عما تريدون فعله فإنكم تعطون المجال لخصومكم للتوجه إلى فئات الشعب التي تعارض مقترحاتكم". وبجانب آرائه الاقتصادية المتناقضة، لايزال هجوم ترامب المستمر على الإسلام والمسلمين يثير حالة من الجدل، حيث أقام عشرات من أعضاء جماعة هندوسية يمينية طقوسًا دينية داعين الآلهة إلى مساعدة ترامب في الفوز برئاسة الولاياتالمتحدة. وقال فيشنو جوبتا، مؤسس جماعة سينا الهندوسية الوطنية: "العالم أجمع يعاني من الإرهاب الإسلامي، والقنابل تنفجر في كل مكان والجناة دائمًا هم المتشددون الإسلاميون، ومنقذ البشرية الوحيد هو دونالد ترامب". ويبدو أن دعوات ترامب، لمنع المسلمين من دخول أمريكا، أكسبته ذلك التأييد، وكان أعضاء الجماعة قد اجتمعوا في حديقة بنيودلهي وإلى جانبهم عدد من التماثيل وصور للمرشح الجمهوري، حيث تلا المجتمعون أدعية وتراتيل، كما أقاموا طقوسًا خاصة وصلوات من أجل فوز ترامب في الانتخابات المقبلة.