انطلقت فعاليات الدورة الرابعة من منتدى الإسكندرية للإعلام صباح اليوم الثلاثاء تحت عنوان "الإعلام وتكنولوجيا المعلومات"، الذي ويستمر ثلاثة أيام في الفترة من 26 إلى 28 إبريل 2016 بالإسكندرية. قال بيتر ويدرود؛ مدير المعهد السويدي بالإسكندرية، أن رسالة المنتدى تتسق مع نشاط المعهد الذي يزيد عمره على عشرين عام فيما يتعلق بالحوار والنقاش وإتاحة المساحات للتفاعل، مؤكدًا أن المنتدى يواكب قيم المعهد في تلاقي الثقافات وطرح التحديات لمناقشتها والخروج بحلول وليس فقط الوقوف على الخلاف. وأضاف أن خبرته في دراسة مجال الإعلام في التسعينات من القرن الماضي؛ لا تزال مسألة التكنولوجيا وتطويعها في مجال الإعلام أمر يشغل بال العالم من أجل تحسين المنتج النهائي وتحقيق التقارب مع الجمهور. وأوضح أن تكنولوجيا المعلومات غيرت شكل الصحافة والإعلام لما أتاحته من إمكانيات السرعة والتيسير على القائمين على وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن تلك التكنولوجيات تعاملت مع صعوبة الحصول على المعلومات في مقابل إتاحتها عبر المصادر الحديثة والتكنولوجية. وأضاف أن تلك التحديات للحصول على المعلومة لتقديم صحافة احترافية أصبح محور نقاش المؤسسات الصحفية في العالم؛ وهو ما يطرحه المنتدى من نقاش في دورته الحالية. وأكد ويدرود؛ أن المعهد السويدي حريص على شراكته السنوية لتنظيم منتدى الإسكندرية للإعلام لما يمثله من فرص لعقد النقاشات والحوارات الفعالة في أحد المجالات الحيوية للحياة متمثلة في الصحافة والإعلام لتطوير الأداء المهني وتقديم المعلومات التي يحتاجها الجمهور وتحقق التقارب بين الشعوب. ورحب ويدرود في نهاية كلمته بتواجد المشاركين في المعهد السويدي المطل على كورنيش مدينة الإسكندرية الساحرة، بما ينبئ بالمزيد من المسئولية في النقاش والحوار للخروج بأفكار إبداعية تعكس إبداع المشهد الجمالي للمدينة الساحلية. قال أحمد عصمت؛ المدير التنفيذي للمنتدى، أن الدورة الحالية تناقش ثلاثة محاور رئيسية متعلقة ب "الإعلام وتكنولوجيا المعلومات"؛ أولها أثر التكنولوجيا في تغطية الفعاليات، وثانيهما التكنولوجيا ومعايير التحقق والمصداقية، وأخيرًا سياسات الاتصال وتكنولوجيا المعلومات. وأوضح أحمد عصمت؛ الدورة الجديدة لهذا العام تأثير تكنولوجيا المعلومات على المنتج الإخباري في العالم العربي باستخدام التكنولوجيا، وفهم أشكال المعلومات الجديدة " الويكيز" وفهم أعمق للإنترنت وسياسات الاتصالات والتكنولوجيا، والإعلام باستخدام الهواتف المحمولة، إضافة إلى غرف الأخبار المدمجة، واستخدام تكنولوجيا المعلومات في عمليات التحقق وتتبع المصادر، والأشكال الحديثة لمنصات المعلومات. وأضاف أن المنتدى مساحة للحوار المشترك من خلال كلمات للمتحدثين الرئيسيين وتدريب عملي للمشاركين من خلال ورش العمل وموائد مستديرة للنقاش إضافة إلى عرض المبادرات والمشروعات الإعلامية الناجحة في عدد من الدول العربية. وأشار أحمد عصمت؛ تختلف الدورة الحالية من منتدى الإسكندرية للإعلام في ثلاث نقاط رئيسية؛ أولها: الزيارات الميدانية التي تميز الدورة الرابعة للمنتدى، وثانيها: عقد مائدة مستديرة عن المراسلين والتكنولوجيا، وأخيرًا مواصلة عرض التجارب والخبرات؛ من خلال التجارب العربية هذا العام بعرض تجربة لبنان في استخدام تكنولوجيا المعلومات والإعلام. وتطرق عصمت إلى قضايا مناقشة التقارير الدولية الصادرة عن أوضاع الإعلام في العالم العربي على وجه التحديد، مشيرًا إلى أحد التقارير الصادرة مؤخرًا حول حرية الإعلام في العالم العربي صدرت "تونس" كأكثر الدول العربية حظًا في مسألة حرية الإعلام، ولكنها قسم الدول العربية بشكل جيوسياسي، لم يضع دولة "موريتانيا" ضمن الدول الأفريقية أو العربية بما شاب ما جاء في التقرير من أخطاء. وأوضح عصمت أن تقرير دولي آخر ناقش أوضاع استخدام الإنترنت في مختلف دول العالم، وتناول 95 % من الدول العربية بما يسمح بالمزيد من الحصول على المعلومات، واقتناص الفرص من أجل تحقيق تطوير في الأداء الإعلامي أو خلق فرص لسوق العمل. واختتم عصمت حديثه بأن مناخ العمل الصحفي في الوطن العربي يحتاج إلى مزيد من الجهد لتحسين أوضاعه، مطالبًا المشاركين بالتأمل في عملية غلق الصحف في "لبنان" لأسباب سياسية، وما يقابله من تخفيض العمالة في الصحف "المصرية"، والتأمل في مجريات الأحداث في "تونس" وتأثيرها على المجال الإعلامي. ينظم المنتدى مؤسسة الإسكندرية للتنمية الثقافية والسياحية؛ بالتعاون مع المعهد السويدي بالإسكندرية، وبدعم من أليكس أجندة وإعلام دوت اورج وأيسبيس، إضافة إلى مؤسسة المصري اليوم، ومجلة لغة العصر، ومؤسسة ليفنت. يتضمن المنتدى عددًا من ورش العمل في مجال الإعلام وتكنولوجيا المعلومات يديرها خبراء ومتخصصين في هذا المجال من 5 دول عربية وأجنبية؛ هي مصر والسويد وبلجيكا وباكستان والمغرب، ويشارك نحو 50 مشاركًا من مختلف الدول العربية إضافة إلى مصر. أنٌشئ "منتدى الإسكندرية للإعلام"، عام 2012 بالتعاون ما بين أليكس أجندة والمعهد السويدى بالإسكندرية؛ حرصًا على رفع مستوى الأداء العملي للكفاءات الإعلامية بمختلف مجالاتها صحافة، إذاعة، تليفزيون وكذلك الإعلام الإلكتروني، وصولًا إلى مصداقية ومهنية حقيقة وبخاصة مجتمعات الإعلام المحلى. يعقد المنتدى سنويًا منذ انطلاقه في 2013 ناقشت موضوعات الإعلام المحلي والتنمية، والإعلام المجتمعي في العالم العربي، وريادة الأعمال في مجال الإعلام، وتناقش الدورة الحالية "الإعلام وتكنولوجيا المعلومات" في ظل المتغيرات السريعة التي تجرى والتأثيرات المتبادلة فيما بينهما.