مثقفون يطالبون بإعادة الموروث الشعبي للمناهج الدراسية

طالب المتخصصون في أدب وثقافة الطفل بمهرجان الشارقة بضرورة إعادة تأسيس البناء النفسي والفكري والاجتماعي للطفل من خلال العمل على إعادة إحياء الموروث الشعبي وتقديمه للطفل في قالب جديد يتيح له الارتباط بماضيه، وترسيخ هويته، وربطه بتراثه، وغرس القيم الإيجابية.
جاء ذلك خلال الندوة الثقافية التي استضافها ملتقى الأدب ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الشارقة القرائي للطفل تحت عنوان "الرحلات في أدب الأطفال وعوالم السحر والأسطورة والحكايات الخيالية"، بمشاركة د. فاطمة الصايغ، والكاتبة إنجيلا ماك اليستر.
وأشارت الدكتورة فاطمة الصايغ إلى أن المناهج التربوية الحديثة أحيانا تجعل من تربية الطفل بشي من التخويف عاملا من عوامل ضعفه النفسي، وتكوين شخصيته القلقة في المستقبل.
بدورها، أرجعت الكاتبة أنجيلا ماك اليستر سر نجاحها في إنتاج أعمال أدبية تمزج التراث بالحاضر إلى طلاب المدارس التي كانت تزورها، وتستمع منهم إلى آرائهم وتجاربهم حول النصوص الأدبية التراثية الموجهة للطفل، مؤكدة أن تلك النصوص رسمت للأطفال عالما سحريا واسعا.
كما شهدت الفعاليات الثقافية لمهرجان الشارقة القرائي الثامن للطفل ندوة أخرى بعنوان "تلازم الصورة والنص في المناهج الدراسية للأطفال" بمشاركة كل من: د. محمد عبد الله عمارو، والكاتب مايكل ريكس.
وتحدث عمارو عن أهمية الصورة التي ترافق النص في بناء المنهج الدراسي كونها عامل تشويق وإثارة لدى المتعلمين، ووسيلة إيضاح تساعد على إدراك الموضوع، وإثارة نفسية المتعلم عاطفيا وعقليا، وكسر الحواجز الزمانية والمكانية، ومساعدة الطفل على استغلال ملكاته العقلية، وتنمية القدرة على الملاحظة والتأمل والتفكير والتأويل والتحليل.
وأوضح أن الصورة في المناهج الدراسية تسهم في إتاحة الفرصة للمتعلم بالاستنتاج وتقريب الحقائق العلمية والطبيعية كما هي، وتدعم ثقافة المتعلم في ربط المعارف الاجتماعية والثقافية والنفسية فيما بينه، ولها دور كبير في بناء سلوك الطالب واكتساب أنماط سلوكية أخرى جيدة.
من جهته، قال مايكل ريكس " أعتقد أن أسلوب إدخال النص بالصورة في المناهج الدراسية وكتب الأطفال تقنية جديدة تسهم إلى حد بعيد في منع تشتيت أذهانهم خلال القراءة، والاضطرار إلى نقل العيون بين النص والصورة، وهذه الطريقة هي إحدى الطرق التي تكفل منافسة عادلة وقوية للمحتوى الإلكتروني من تليفزيون ووسائل تقنية حديثة لقدرتها على استقطاب الأطفال وتميزها بأدوات متغيرة في المخاطبة.
يشار إلى أن مهرجان الشارقة الثقافي للطفل يواصل إقامة فعالياته الثقافية حتى 30 من الشهر الحالي.