ناقش مهرجان الشارقة القرائي للطفل آفاق رسوم وشعر الأطفال ضمن فعاليات البرنامج الثقافي الحوارية حيث قدم نخبة من المتخصصين في أدب الطفولة من الرسامين والكتاب والمهتمين بأدب وثقافة الطفل مجموعة من الآراء المهمة في مجال بحث خصائص وإشكاليات وآفاق رسوم الأطفال خلال ندوتين حواريتين كانت الأولى بعنوان: "الرسوم المصاحبة عالم من الطفولة". فيما ناقشت الندوة الثقافية الثانية موضوع:"شعر الأطفال الخصائص والشكل"، وتخلل الندوتين العديد من المداخلات التي تفاعل معها الجمهور الحاضر وأغنت موضوعي الحوار. أستعرضت أمل الزندي في ورشة "الرسوم المصاحبة" التي أدارتها ريا عبد العال نبذة عن تأريخ القصة المصاحبة للرسم ومراحل تطورها، وعزت ذلك الى القرن 19، حيث بدأت بمحاكاة الفكر في البداية وكانت مجدية وتركز على تنمية الفضاء التخيلي، ثم اتجهت الى التركيز بشكل أكثر على القيم، وحجَّمت بالتالي من دور الخيال مع انها تطورت من حيث المدارس الفنية من الرسوم الكلاسيكية الى الإنطباعية والتعبيرية، وصولاً للرسم المعاصر الذي اسهمت في تكوينه التقنية الحديثة الى حد كبير. قال حلمي التوني إن التقدم في اي مجال يحتاج الى عاملين اساسيين، هما: الإبتكار والإتقان، وأن هذين العاملين لن يكتب لهما النمو وأخذ المساحة اللازمة من الظهور مالم يكن هناك تربية فنية سابقة للطفل، من شأنها أن تعزز قيم الإبتكار والإتقان، لذلك فنحن نعزو التراجع في هذا الجانب إلى ان الطفل تلقى تربية ومعلومات وقيماً مفروضة دون ان يتمكن هو من تنمية خياله بالشكل الصحيح. أكدت د. بهيجة مصري أدلبي في مقدمة الندوة الثاني التي ناقشت موضوع:"شعر الأطفال الخصائص والشكل" وأدارها طلال سالم، أن من المهم الإحتياط لمعنى الطفولة، والتعامل معها وفقاً لمعناها، وأن خصائص النص الناجح الخاص للطفل يحتاج الى التحلي بإيقاع ناجح في كل من العناصر الخمسة التي تشمل الشكل واللغة والمعنى والمضمون. أوضح أحمد نجيب أن المتابع للكتابات الكبيرة يجد انها كتبت بخيال طفل كبير، ومثل هذا الإدراك لو تم اعتماده لحصل عندنا كتابات خلاقة اخرى، واستطعنا تجاوز الكثير من السلبيات، فبعض كتّاب الاطفال يعتقد انه لو حشر نصوصه بالحكم سينجح في كتابه، والحقيقة انه فشل لأنه الغى تماماً شخصية الطفل، وقتل عبقرية اثبتت الدراسات ان الاطفال في ذكائهم قادرون ان يصلوا الى مستوى الفلاسفة الكبار. كما ناقش المهرجان في ثلاث جلسات مهمة موضوعات تناولت مكونات وأهمية الخطاب الإبداعي للطفل، وتقنيات الكتابة للطفل، وأخطارالأنترنت على الطفل، وذلك ضمن البرنامج الثقافي والمقهى الثقافي اللذين ينعقدا ضمن فقرات الدورة الخامسة لمهرجان الشارقة القرائي للطفل 2013. وترأس د. عمر عبد العزيز الجلسة الأولى التي تحدثت عن الخطاب الإبداعي للطفل، وقدم نبذة عن الشخصيات المشاركة والموضوع المطروح، وكان اول المتحدثين د. فاضل الكعبي الذي رفض فكرة ان يتم إيصال الخطاب الإبداعي للطفل ضمن إطار واحد، وإنما ضمن أطر مختلفة ، مبناً انه لا يمكن أن تكون الأنشودة والقصة المحكية والفيلم الكرتوني سبيلاً وحيداً لثقافة الطفل، ونبه الى اهمية ان يلتفت الوالدان الى أدب الطفل وعدم قصر استقائه للمعلومات من المنهج الدراسي لأنه يوقف ملكة الإبداع عنده، ويقلل من عوامل بناء شخصيته، وتحديد طموحه المستقبلي. أكد جون آرتشامبولت أهمية منح الحربة للطفل في التعبيرعن الخيال والأحلام ، لأنهما رافدان مهمان في تكوينه القوي، ويلعبان اثراً كبيراً في تطورمعارفه، وايده د. عمر عبد العزيز قائلا: لاشك أن الخيال والأحلام في عالم الطفل أهم من المعرفة، لأن المعرفة محدودة، بينما عالما الخيال والإحلام ينطلقا بلا حد، وجميع انواع المعارف والإبداع انما جاءت من خلال هاتين الطريقين. فيما حدد د. ابراهيم ابو طالب في الجلسة ذاتها مرتكزات الكتابة الشعرية للطفل في سبع نفاط تضمنت: المتعة، وتقوية التعبير الفني، والكشف عن قيمة الكتابة ووظائفها، وإثارة الخيال، وتنمية الفكر، والبحث عن الهوية، وتعلم القراءة والكتابة. استهلت فاطمة شرف الدين فعاليات الجلسة الثانية -من البرنامج الثقافي التي ادارتها عائشة العاجل وناقشت موضوع "تقنيات الكتابة للطفل" على قاعة ملتقى الأدب- قائلة:"تعتمد عناصر كتابة قصة الطفل على الفكرة، والفن، والأدب، وعمل بحث حول موضوع الكتابة، والصبرعلى استقاء المعلومة للحصول على قصة جيدة، ومراعاة الفئات العمرية المختلفة". أوضح يعقوب محمد اسحق الخلط عند الأدباء بين مفهومي الكتابة عن الأطفال، والكتابة للأطفال، واستعرض الشروط اللازمة فيمن يكتب للطفل مبينا ان الكاتب لابد ان يكون متمكناً من ادواته "اللغة والاسلوب والهدف"، ومثقفاً ثقافة عامة، وموضوعياً في كتابته، وسبق له ممارسة الكتابة للكبار، وكذلك دراسته لعلم نفس الطفل، والتربية وممارسة العمل الربوي. كما اوضح اوضح الشروط الخاصة بالنص الأدبي، مؤكدا اهمية ان يهتم بتقديم المعلومة بلغة سهلة، ويستخدم الكلمات المتداولة في عالم الطفل، والكلمات ذات الدلالة المادية الواضحة، والإبتعاد عن الالفاظ والتراكيب المشوشة. استعرض سكوت غاردنر العديد من كتبه "بوكس مارك داي، و ذديجتال بوي، وكيفن بلومبر، وغراتيفي، وكايتت وود، وهابي ازلاري، وغيرها"، وقال: من المهم ان ينتبه الكاتب في كتابه الى ان يكون قريباً من الشخصية التي يريد تسليط الضوء عليها، وان تكون حقيقية، وان يصبر لمعرفة جميع ملابساتها وظروفها وعالمها الخاص والعام، وكلها تعمل على تحقيق طموح الكاتب في تجاوب وتفاعل القراء مع مؤلفاتهم"، وقدم في نهاية حديثه عزفاً على آلة خاصة تشبه البوق لأضفاء جو من الإثارة على حديثه. في السياق ذاته زار وفد يمثل وزارة التربية والتعليم في سلطنة عمان المهرجان ، وكان في مقدمة مستقبلي الوفد الزائر احمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة للكتاب، الذي اصطحبهم في جولة شملت مرافق المهرجان كافة، زاروا خلالها أرض الفعاليات، ومواقع الورش، والمعرض المصاحب لرسوم كتب الطفل، وتفقدوا اجنحة العديد من الجهات والهيئات والدور المشاركة، وزاروا ايضاً الباص القرائي الخاص بمشروع ثقافة بلا حدود. أشاد الوفد بالجهود التي تبذلها الإمارات والشارقة في خدمة الطفل، وماتتميز به برامجها من تنوع يتناول جميع اهتمامات الطفل الترفيهية والتعليمية والتوعوية والصحية والتشريعية، وحرص الشارقة على تعزيز الجانب التثقيفي التعليمي والإنطلاق منه لبناء جيل متعلم واع، كما اطلع الوفد على تجربة ادارة مهرجان الشارقة القرائي للطفل، واعرب عن اعتزازه بتبادل الخبرات معه، والتعاون الذي ابداه لخدمة مشاريع الطفل العماني المستقبلية، وشكروا في ختام الزيارة حجم الحفاوة والترحيب الذي لاقوه في الشارقة. قال سعادة احمد بن ركاض العامري مديرمعرض الشارقة للكتاب:" يشهد مهرجان الشارقة القرائي زيارات متنوعة، وقد اسعدتنا اشادات الزائرين بمستوى المهرجان، ومايقدم فيه من فعاليات وانشطة، ولاشك ان كل هذا الإنجاز والنجاح يعود الى الدعم اللامحدود الذي تلقاه من لدن سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتؤكد ادارة المهرجان على دعمها لجميع المؤسسات المتخصصة للطفل، من خلال تقديم الخبرات، والعمل سوياً لإنجاح مشاريع الطفل كجزء مهم من اهداف المعرض والمهرجان". أشارت د. معصومة العجمي مستشارة وزيرة التربية والتعليم في سلطنة عمان الى أن الإهتمام بالطفل يعني الإهتمام بالمستقبل، وان تجربة الشارقة القرائي للطفل خطوة كبيرة ومهمة في هذا المجال، وتجربة ناجحة تستحق الإقتداء، وقد تبادلنا خلال اللقاء بعض التصورات حول امكانات التفاهم والتعاون المشترك لتنفيذ مشاريع الطفل في سلطنة عمان، باعتبار ذلك يصب في صميم عمل وزارة التربية والتعليم في البلاد، ويسعدنا التعبير عن تقديرنا العالي للجهود المبذولة فيه، ومستوى النجاح اللافت في تنظيم فعالياته المختلفة".