سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"داعش" يسيطر على مدن حدودية سورية وينتشر سريعًا في ريف حلب وجبالها.. محلل سوري معارض: النظام يتحالف مع التنظيم ثم يناوره شكليًا.. أستاذ علوم سياسية: "داعش" امتص الضربة ليعود وهزائمه تكتيكية
يواجه تنظيم داعش الإرهابي معارك مع قوات الجيش النظامي السوري وقوات فصائل المعارضة المسلحة، الإسلامية وغير الإسلامية، في مدينة حلب التي أصبحت ساحة المعارك الأساسية في سوريا مؤخرًا، ولا سيما في ريفها الشمالي والجنوبي، وانتهت المعارك بسيطرة التنظيم على معظم المناطق الإستراتيجية بريف حلب. حيث استعاد التنظيم السيطرة على قرية خناصر بريف حلب الجنوبي، والطريق السريع بها الذي يعد أحد الطرق الإستراتيجية التي تحتاها قوات النظام السوري للحصول على الإمدادات. كذلك زعم سيطرته على 18 قرية بريف حلب وعدد من المواقع والجبال، بعد معارك مع الجيش السوري النظامي والميليشيات الشيعية الموالية له، ومن تلك المناطق جبل شبيث ومنطقة القليعة وجبالها وبرج العطشانة وقرى خربة زبد وعطشانة والطوبة ودريهم شمالي ودريهم جنوبي وعكيل وكويز وجب العلي. وأضافت وكالة أعماق الإخبارية التابعة لداعش أن مقاتلي التنظيم حققوا تقدمًا في سلسلة جبال الحص شرق خناصر. كما زعم التنظيم، عبر الوكالة، صد محاولة تقدم لفصائل المعارضة على بعض القرى قرب بلدة صوران في ريف حلب الشمالي، هي براغيدة وكفر شوش وكفرغان، إثر عمليات تسلل لأعضاء داعش، إضافة إلى قريتي قصاجق وتل شعير القريبتين من الحدود السورية التركية، والتي سيطر عليها عقب انسحاب المعارضة، وأظهر مقطع فيديو للوكلة سيطرة داعش على تلك القرى بعد تعرضها لدمار كامل جراء المعارك بين الفصائل المختلفة للسيطرة عليها. وتعرضت براغيدة بعد سيطرة التنظيم عليها ل3 غارات أمريكية، بينما زعمت وكالة البيان التابعة للتنظيم أن محاولات فصائل المعارضة المسلحة للتقدم كانت "بعد تمهيد من الطيران الأمريكي". ورغم تلك المعارك إلا أن حسابات متحدثة بلسان دعش على موقع التواصل تليجرام، طالبت فصائل المعارضة الإسلامية، التي يصفها ب "الصحوات"، بالتدخل إلى جوار قواته ضد قوات النظام السوري، الذي بدأ مواجهاته معه أول أمس الخميس، نظرًا لأن قوات النظام قد تتغلب عليه إن لم يصل إليه دعم. في حين طالبت الفصائل المعارضة المشاركة في وفد الهيئة العليا للمفاوضات في جنيف، خلال مؤتمر صحفي أمس، المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته إذا أراد فعلًا محاربة داعش والقضاء عليه، مشددة على ما اعتبرته "العلاقة الوظيفية بين داعش والنظام السوري". في حين لم تحقق جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة وأشد الفصائل المسلحة عداوة لداعش، سوى نصر ضعيف بالاستيلاء على بعض النقاط ببلدة حندرات شمال حلب. واتفق تيسير النجار، المحلل السياسي السوري المعارض، مع وجهة نظر الفصائل المعارضة معتبرًا أن تقدم داعش في حلب دليل على دعم النظام السوري للتنظيم، مفسرًا:"النظام أعلن قبل أيام عن رغبته وروسيا في استعادة حلب، ونفت روسيا علاقتها بأي تحرك عسكري في المدينة، وهو ما يدل على أن النظام يريد أن يبدو متعاونًا مع المجتمع الدولي وروسيا في القضاء على الإرهاب". وتابع النجار، في تصريحات ل "البوابة نيوز"، أن رفض روسيا دفع النظام إلى استخدام ما وصفه ب "اليد القذرة" أي تنظيم داعش، وقام بتحريكه ودعمه بالقصف والطيران، بعدما فشل في استعادة المدينة نظرًا لتقدمه في مناطق وتقهقره في مناطق أخرى، مثل خسارته بجنوب حلب وشمال حماة والساحل السوري، وتعاون معه التنظيم الذي خسر أيضًا في الجنوب السوري وحماة بمناورة شكلية أمام النظام. وأضاف: "النظام يريد بذلك صنع بطولة أمام المجتمع الدولي، فيمنح حلب لداعش ثم يأخذها منه بمناورة شكلية"، معتبرًا أن وجود التنظيم في سوريا يهدف بالأساس إلى "خلط الأوراق وقتل الشعب السوري من الخلف". فيما اختلف معه د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الذي رأى أن حديث المعارضة عن تعاون بين النظام وداعش مجرد "كلام إعلامي"، فالتعاون بين هذين الطرفين مستبعد نظرًا لعدم منطقية أن يخسر النظام معارك إستراتيجية مع التنظيم ثم يسحب المدن منه بمناورات شكلية لا يضمن رد فعل التنظيم خلالها. وفسر، في تصريحات ل "البوابة نيوز"، تقدم التنظيم قائلًا: "يبدو أن تمكن من امتصاص الضربة الأخيرة التي أدت إلى تراجعه في سوريا، واستطاع مواصلة تقدمه في لسيطرة على مناطق إستراتيجية، رغم عدم سيطرته حتى الآن على حلب بالكامل". وتابع: "تشير تقارير ألمانية وأمريكية ظهرت في السنوات الأخيرة إلى أن داعش يحرص على السيطرة على مناطق التماس، والتي تمنحه القوة، وأن هزائمه تكتيكية محسوبة. وهذا التقدم يدفعنا إلى الخوف من تمدد التنظيم من حلب إلى بقية المدن الأربعة الكبرى في سوريا، وهي حماة وحمص وإدلب، والتي تُسمى سوريا الصغرى ويسيطر النظام على 22% منها فقط. ورغم سيطرة النظام على مناطق متماسة مع حلب إلا أنه لم يستطع دخولها وتطهيرها من داعش".