شهدت مباحثات العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أمس الأول، التطرق إلى العلاقات المصرية التركية، ومساعى المملكة لتغيير الوضع القائم بينهما، بسبب محاولات «أردوغان» المستمرة للتدخل فى الشأن المصري، ومساندة تنظيم الإخوان الإرهابي. ورغم نفى الرئاسة التركية، فى بيان رسمي، وجود أى نوع من الوساطة السعودية بين أنقرة والقاهرة، إلا أن تقارير أخرى أشارت إلى ما هو أبعد من ذلك، ألا وهو التوبيخ المبطن من «سلمان» ل«أردوغان»، بسبب علاقته مع إسرائيل، والتطبيع مع دولة الاحتلال، فى الوقت الذى يهاجم فيه مصر. كان المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، قال فى تصريحات للصحفيين، بالقصر الرئاسي، نقلتها وكالة أنباء الأناضول: «إن زيارة الملك سلمان إلى تركيا، عقب زيارة استمرت خمسة أيام لمصر، غير متعلقة بأى وساطة بين البلدين»، مبينًا أن التخطيط للزيارة كان مسبقًا، وأنها جاءت تلبية لدعوة من أردوغان». وأضاف «قالن»: «سنبحث خلال لقاءاتنا مع الجانب السعودى العلاقات الثنائية، وقضايا إقليمية بشكل مكثف، كسوريا والعراق، ومكافحة تنظيم داعش، إضافة إلى القضية الفلسطينية»، لافتًا إلى أن «موقف تركيا واضح بخصوص مصر». فى سياق ذى صلة؛ كشف مصدر دبلوماسى إسرائيلي، معلومات أخرى حول اللقاء الذى جمع سلمان وأردوغان، أمس الأول، حيث كانت هناك تلميحات من الجانب السعودى لنظيره التركي، بأنه من غير المقبول التطبيع مع إسرائيل، رغم ما تفعله بالفلسطينيين وفعلته بالأتراك، ويكون هناك موقف عدائى تجاه مصر. وقال المصدر الدبلوماسي، لصحيفة «هاآرتس»، إن تركيا اقترحت على إسرائيل تأجيل توقيع أي اتفاقيات سياسية أو اقتصادية، لتطبيع العلاقات بين البلدين، فى الوقت الحالي، وتأجيلها إلى ما بعد القمة الإسلامية التى تستضيفها إسطنبول، الخميس والجمعة المقبلين، حتى لا يتعرض أردوغان لانتقادات من زعماء بعض الدول الإسلامية، خاصة العاهل السعودي. ووفقًا للمصدر، فقد كان من المقرر التوقيع على الاتفاقيات، وإعلان التطبيع رسميًا الأسبوع الجاري، لكن القلق من مواقف بعض الدول الإسلامية المشاركة فى القمة الإسلامية، وخاصة العاهل السعودي، دفع أنقرة لتأجيل هذا الإعلان. وكان السؤال السعودى المباشر للجانب التركي: «إذا كنت تستطيع التصالح مع إسرائيل، فلماذا لا تتصالح مع مصر؟». ووفقًا لدبلوماسى تركي، فإن السؤال الذى يستعد الأتراك للإجابة عنه أمام جميع الوفود، التى ستحضر القمة الإسلامية، هو: كيف تتعاونون مع إسرائيل، وتقطعون علاقتكم مع دولة إسلامية؟!. وسيتكرر هذا السؤال بشدة، خاصة فى ظل التقارير التى تتحدث عن التمثيل المصرى الضعيف فى القمة، وعدم ذهاب الرئيس السيسى أو حتى رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، إلى إسطنبول.