لم يكن الشاب المصرى محمد أبوالسعد يعرف أن رحلته الترفيهية إلى جزيرة تيران ستكون الأخيرة إلى الجزيرة قبل أن يتغير الوضع وتصبح تابعة للمملكة العربية السعودية، استنادا إلى اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتى تم توقيعها قبل يومين. زار أبوالسعد شرم الشيخ منذ شهر تقريبا، وتضمنت رحلته جولة بحرية إلى جزيرة تيران ولم تتجاوز تكلفة الرحلة للجزيرة 200 جنيه مصري، كون الجزر كانت ضمن السيادة المصرية، لكن مصير تلك الرحلات أصبح غير معروف الآن. يحكى «أبوالسعد» عن الرحلة، فيقول: تكون عبارة عن جولة حول الجزيرة لمدة يوم واحد، دون النزول عليها، تتضمن ثلاث نقاط يتوقف فيها اليخت، الأولى لمشاهدة المناظر الطبيعية للبحر الأحمر، والثانية لزيارة منطقة «الغرقانة» التى يوجد بها بقايا مركب قديم اصطدم بالشعاب المرجانية، والثالثة لمشاهدة الشعاب المرجانية بجزيرة تيران، مضيفا أن نوعية السائحين هناك تكاد تخلو من العرب والسعوديين، ويكثر فيها السائحون من الدول الأوروبية. يبدى «أبوالسعد» استغرابه من تنازل مصر للسعودية عن الجزيرتين، رغم أن المستفيدين منها والقائمين عليها طوال السنوات السابقة هم من المصريين: «المرشد السياحى اللى بيبقى فى الرحلة مصري، والمراكبى وطاقم اليخت ومدربى الغوص مصريين، إزاى نتنازل عن ثروة زى دى للسعودية». أما إسلام عزت فقد كانت آخر رحلاته إلى تيران فى فبراير الماضي، يحكى «عزت»: «كنت حريص على زيارة الجزيرة عشان أعمل غطس هناك فالجزيرة لها سحر خاص، بس بعد كده كل أصحابى اللى راحوا مع نفس الشركة كانوا بيودوهم محمية رأس محمد، مش تيران»، ويبدى «عزت» استغرابه من ذلك، وهو لا يعلم هل لذلك علاقة باتفاقية الحدود الجديدة أم لا؟، ويستكمل المواطن المصري، «كان معانا غطاس قالنا إنه له 10 سنين بيغطس فى جزيرة تيران وادانا نصايح عشان نقدر نستمتع ونحافظ على نفسنا»، مستنكرًا: «إزاى يكون بقاله 10 سنين بيغطس هناك والجزر مش مصرية ومحدش قال له ولا قالنا». «رحلة بحرية إلى جزيرة تيران جنة الشعب المرجانية ب150 جنيه بس»، جملة اعتاد على سالم منظم الرحلات وخرتى أن يكتبها دائمًا لجذب زبائنه، أما اليوم فكتبها بهدف السخرية، مضيفا لجملته المعتادة: «شاملة فيزا السعودية». يحكى «سالم»: «لما سمعت خبر أن الجزر مش مصرية كتبنا خبر أننا هانعمل رحلة هناك بهدف السخرية من الوضع الحالى ونشوف الإقبال»، كانت آخر الرحلات التى نظمها «سالم» بالجزيرة يوم السبت 9 إبريل 2016، وبعد انتشار أخبار تبعية الجزر للمملكة العربية السعودية أجرى الرجل اتصالاته، «كل الناس فى شرم الشيخ بتقول إن الرحلات مستمرة ومحدش بلغهم بوقفها، بس احنا بنعمل غطس وبنلف حول الجزيرة لكن محدش بينزل عليها». معاهدة كامب ديفيد تنص على عدم الهبوط على أرض الجزيرة المنتشرة عليها قوات حفظ السلام، يحكى طارق جمال المرشد السياحى عن رحلاته للجزيرة: «ماينفعش حد يروح شرم الشيخ ومايزورش جزيرة تيران، بتبقى رحلة يوم كامل وبيتم التوقف باليخت 3 مرات آخر مرة هى الأقرب للجزيرة»، على بعد معين تحدده التصاريح التى تصدرها وزارة السياحة، يرسو اليخت وعلى متنه عشرات المصريين والأجانب الذين يقومون بالغطس لمشاهدة الشعاب المرجانية والأسماك النادرة. يحكى «جمال»: «فيه تصاريح للغطس بأعماق معينة، وأنا كمرشد سياحى باتكلم عن الجزيرة دى بقول إنها جزيرة مصرية تعتبر محمية طبيعية وتابعة لمدينة شرم الشيخ»، ولكن لا يتوقع «جمال» توقف الرحلات، فبحسب قوله «أكيد مصر هتوصل لاتفاق ما مع السعودية عشان الرحلات تفضل مستمرة لأنها من أهم مصادر السياحة اللى مش ناقصة ضرب أكتر من كده». السؤال المطروح الآن: هل ستتوقف الرحلات إلى جزيرة تيران، وما حولها؟ ومتى سيعتبر الغطس هناك تعديًا على المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية؟، وهل سيصبح الغطاسون المصريون عرضة للمحاكمات الدولية؟!.