أن تجد البنات مكانًا خاصًا يجلسن فيه دون الخوف من التعرض للتحرش، أو غيره من المضايقات لهن، يعد أمرًا صعبًا جدًا، ولكن ربما هذا الأمر الصعب تم حله من خلال «اختراع»، إذ كان الحل الوحيد لكى تستطيع الفتيات الخروج مع صديقاتهن دون خوف، متمثلًا فى «كافيه للبنات وبس»، المكان الذى تستطيع الفتاة فيه أن تشعر بالأمان والراحة، شأنه شأن عربة «المترو» المخصصة للسيدات طوال اليوم، ربما يعتبر البعض تلك المسألة منافية لفكرة «المساواة» ولكن من ناحية أخرى أى مساواة فى مجتمع لم يعترف بها بعد. تأتى «الكافيهات» الخاصة بالبنات دون الرجال ملجأ أخيرًا لهن للترويح عن أنفسهن، وبعد الإعلان عن أكثر من كافيه للفتيات فقط فى المهندسين ومدينة نصر، انتقل الحال إلى مدينة المنصورة التابعة لمحافظة الدقهلية إذ تم افتتاح أول كافيه خاص للفتيات، ولمعرفة الأمر توجهنا إلى هناك. فى البداية وبمجرد دخولك من الباب الرئيسى تجدى حائط الكافيه الخارجى من الزجاج ومغطى بكثير من الرسوم والأشكال المحببة للفتيات مثل سندريلا وغيرها، الإضاءة مائلة إلى الخفيفة الهادئة ومصحوبة بموسيقى ناعمة لمطربين مصريين وأجانب، أما عن شكل الكراسى والطاولات، فابتعدت عن الروتين، واستعانت بأشكال «قلوب، وشفاه» حمراء اللون تبرز رقة المكان وأنوثته، وعن العاملات فى الكافيه فجميعهن فتيات، ولا يوجد مكان للرجال مطلقًا، حتى الطباخ، مع زى موحد فى الشكل واللون. وبسؤال السيدة نوال صابر، صاحبة كافيه «المنصورة»، عن فكرة الكافيه فتقول: أنا فى الأساس من ساكنى مدينة المنصورة، 55 عاما، متابعة جيدة للأفلام الأجنبية، فرأيت الفكرة من خلالها وراقت لى كثيرًا، خصوصًا أن لدى 4 بنات دائما يرغبن فى الخروج والفسح مع زميلاتهن، وكنت دائمة القلق عليهن ففكرت أن أقوم أنا بعمل ذلك المشروع كاستثمار، خاصة أننى ربة منزل، وأيضا هو مكان آمن لبناتى وصديقاتهن وكل من ترغب فى أن تخرج لمكان لن يخدش حياءها. وعن المترددات على المكان قالت: «معظمهن من فتيات الجامعات والطالبات وكثيرًا ما يأتين للجلوس ونقل المحاضرات والمراجعة، فالمكان أمامك كما تشاهدين هادئ جدًا. بالإضافة إلى أن الأسعار مقبولة كونهن ما زلن طالبات يدرسن». وعما يقدمه الكافيه قالت: «نحن هنا نقدم جميع المأكولات والمشروبات الساخنة والباردة، أما عن الشيشة فإننا هنا لا نقدم الشيشة أبدًا، ولا يوجد تدخين، فمن وجهة نظرى أرى أن الشيشة تنقص من أنوثة الفتاة، وتؤذى صحتها ولكن الفتاة التى تقوم بشرب السجائر لها حرية الاختيار فهى ناضجة وتعلم ماذا تفعل، لكن ليس هنا». وبسؤالها عن المضايقات التى قد تتعرض لها قالت: «لا توجد مضايقات فعليًا، خصوصًا أن الكافيه بالدور الثانى الأمر الذى يصعب على بعض الشباب أو الرجال التفكير فى فعل أى تصرف من شأنه المضايقة أو غيره». تقول منار السيد، طالبة 3 حقوق جامعة المنصورة، وأحد زوار الكافية: «المكان كويس جدًا، ومريح وكل البنات بتقعد براحتها من غير مضايقات من الشباب، وبيكون وسيلة للتعرف كويسة جدًا، خصوصًا أننى قررت أن أقابل كل صديقاتى اللاتى أعرفهن على الفيسبوك وهن من المنصورة أيضًا على الكافيه هنا لزيادة التعرف».