قال الكاتب البريطاني روجر كوهين "إننا جميعا نعلم أن دونالد ترامب سيمزق النظام العالمي الموضوع بعد عام 1945، وسيقضي على حلف الناتو، الذي يراه "باليًا"، وسيميل إلى تأييد حيازة اليابان لسلاح نووي بدلا من اتفاقية يراها "أحادية الجانب" تترك الولاياتالمتحدة مسئولة عن الدفاع عن اليابانيين." وأشار الكاتب، في مقاله بالنيويورك تايمز، إلى أن "ترامب يعتبر "السلام الأمريكي" صفقة خاسرة، وفي عالم ترامب تعتبر الصفقات هي كل شيء.. إن القوة الأمريكية والقواعد العسكرية البعيدة - ربما كانت ضامنا للأمن العالمي وحالت دون نشوب حرب نووية على مدى أكثر من سبعة عقود، غير أن ذلك لا يمكن احتمال تكلفته من "البلد الفقير" الذي باتته الولاياتالمتحدة.. لماذا؟ لأن، ترامب يصرّ على اعتبار كل ما أنشئ بعد الحرب الكبرى بمثابة وهْم وخداع". وأكد كوهين أن "إمكانية أن يصبح ترامب الرئيس الأمريكي المقبل، لم تعد فكرة خيالية؛ فالأمريكيين لا يريدون للأمور أن تسير على نحو عادي، وترامب ليس عاديا؛ إنه يشق طريقه للبيت الأبيض باعتباره رجلا سيعيد أمريكا القلقة إلى أمجادها القديمة. إن العالم "المشتعل أكثر من أي وقت على مدى عقود حديثة" قد يمسي أكثر خطورة." وقال كوهين إن "محصلة سياسة ترامب الخارجية هي: "لن ننخدع بعد الآن" لأننا "لا نملك أي أموال" ونريد أن نرى الولاياتالمتحدة "تبدأ جادة من جديد في السعي للقوة" كما فعلت نحو عام 1900." ورأى صاحب المقال أن "الكثير من تصريحات ترامب خاطئة بشكل واضح؛ وأن الحقائق ليست متجانسة مع تلك التصريحات التي كشفت أكثر من ذي قبل عن راديكالية ترامب كرئيس فيما يتعلق بتقويض مقاصير الاستقرار الذي ساد العالم بعد الحرب الكبرى، هذا ما لم يغيّر ترامب توجهاته غي المتوقعة." وفنّد كوهين تصريحات ترامب قائلا "إن وصفه لحلف الناتو بأنه "بالٍ" يمثل وجهة نظر تؤكد عليها موسكو منذ نهاية الحرب الباردة كوسيلة لطرد الولاياتالمتحدة من أوروبا .. وفي الوقت الذي يصرّ فيه الرئيس فلاديمير بوتين على تأكيد قوة روسيا - يعتبر هذا التصريح من ترامب بمثابة حماقة خطيرة.. اسأل دول البلطيق التي تجنبت اعتداءات بوتين لا لشيء إلا لأنها الآن أعضاء في حلف الناتو الذي لا يزال بمثابة جسر التعاون عبر الأطلسي الضامن لوحدة أوروبا وحمايتها من الخراب والانقسام اللذين عانت ويلاتهما عام 1945." كما أن "تأييد حيازة اليابان لسلاح نووي في وقت يشهد صعودا سريعا للصين، ويشهد احتدادا في التوترات ببحر الصين الشرقي بين الدولتين "اليابانوالصين" - هذا التأييد يعتبر لعبة عالية المخاطر.. إن وجود الولاياتالمتحدة كمعادل لصعود الصين ومطمئن للأمم الأصغر في تلك المنطقة - هذا الوجود هو ضامن أساسي لأنْ يكون هذا الصعود سلميا." واستدرك كوهين "ترامب على صواب في شيء واحد؛ وهو أن العالم في 2016 ليس هو عالم 1945 أو 1990.. الولاياتالمتحدة باتت أضعف نسبيا، القوة تغيّر مسارها في ظل أولويات محلية ضاغطة.. لكن وجهة نظر ترامب هذه "أمريكا أولا" التي تتلاقى مع وجهات نظر الكثيرين من اليسار السياسي من المقتنعين بأن الولاياتالمتحدة ينبغي أن تتوقف عن حراسة النظام العالمي - وجهة النظر هذه تبدو كما لو كانت وصفة لزلزال." واختتم كوهين قائلا "الحرب في استونيا أو بحر الصين الشرقي قد تؤول إلى أن تكون صفقةً بالغة السوء وتمزيقًا للإنسانية جمعاء."