دعت فرنسا اليوم الثلاثاء (29 مارس) أطراف الصراع الليبي للإسراع بتشكيل حكومة وحدة جديدة بدعم من الأممالمتحدة لإنهاء النزاع فيما بينها والمساعدة في وقف تمدد تنظيم الدولة الإسلامية هناك. وتتصارع في ليبيا فصائل متناحرة وراء كل منها كتائب مُسلحة تدعمها ويسيطر أحد طرفي الصراع على العاصمة طرابلس في الغرب بينما تعمل الأخرى المُعترف بها دوليا من شرق البلاد. ويهدف الاتفاق الذي ترعاه الأممالمتحدة للتقريب بين الطرفين لكن حكومة الوحدة المستهدفة عجزت عن الانتقال للعمل في طرابلس بسبب اعتراض بعض الفصائل الموجودة على الأرض. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرو في مؤتمر صحفي أثناء زيارة للعاصمة الجزائرية "من هناك سنتمكن من إقامة علاقة مع ليبيا والتوصل إلى حل يساعد ذلك البلد في تحقيق المصالحة وبناء نفسه واحتواء ذلك الخطر الذي يلوح في أفقه وأفق القوى الأخرى في المنطقة... داعش (تنظيم الدولة الإسلامية... نتصور أن هناك حاجة مُلحة للإسراع بتشكيل هذه الحكومة." وجاءت مناشدة آيرو اليوم الثلاثاء غداة اتهام الحكومة الليبية الموجودة في الشرق لغريمتها في طرابلس بإغلاق المجال الجوي للعاصمة لإحباط أي محاولة لإقامة مؤسسات الوحدة. ووسعت الدولة الإسلامية وجودها في ليبيا مستغلة الفراغ الأمني واستفادت من القتال بين أطراف الصراع للاستيلاء على مدينة سرت المهمة وجذب عناصر أجنبية ومهاجمة مواقع نفطية. وأضاف آيرو "أعتقد أنه لا حل آخر بخلاف الحل السياسي. لنكن صرحاء علينا أن نتعلم الدرس من 2011. بالتالي علينا ألا نكرر الخطأ ثانية...العنف تسبب في حالة من الفوضى وساعد داعش على التوسع." واختير فايز السراج لرئاسة حكومة الوحدة لكنها قوبلت برفض من أطراف على الجانبين حيث صوت برلمان الشرق ضد حكومة الوحدة بينما رفضت الحكومة الموازية في الغرب خطة الأممالمتحدة. وتريد دول غربية الانتهاء سريعا من تشكيل سلطات حكومة الوحدة ليتسنى منح ليبيا مزيدا من الدعم في القتال ضد الدولة الإسلامية هناك والمساعدة في إرساء الاستقرار بهذا البلد لوقف تدفق المهاجرين غير القانونيين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.