بالصور.. قرية "الرغامة" تحتضر.. الأكثر فقرًا بأسوان.. الخدمات منعدمة.. المنازل معرضة للانهيار بسبب الصرف الصحي.. الوحدة الصحية تفتقد للإمكانيات الطبية.. وتلوث الترع وراء حصد أرواح الأهالي

تقع قرية "الرغامة" شمال محافظة أسوان، والتابعة لمجلس قروي الكافور في مدينة كوم أمبو، في محافظة أسوان، تضرب المثال للقرى الفقيرة لأنها تقريبًا منعدمة المرافق والخدمات الصحية والتعليمية، ومنازلها منهارة.
قال محمد أحمد أحد أهالي قرية الرغامة: إن السبب في الحال التي يعيشون فيها والمعاناة اليومية التي يواجهونها عدم وصول الصرف الصحي للمنازل مع ارتفاع منسوب المياه الجوفية لدرجة كبيرة، موضحًا أن الأهالي لجأوا إلى حفر بيارات تحت الأرض لتسرب الصرف إلى المياه الجوفية التي تبعد فقط 3 أمتار وعند امتلائها يتم حفر آبار جديدة، ما يعرض المنازل للانهيار لأنها من الطوب اللبن سريع التفتت.
وأضاف أحمد: أن تلك المشكلة أدت إلى انهيار المنازل بشكل عشوائي، مشيرًا إلى أن الشوارع لا يتعدى عرضها مترًا ونصف المتر، وفى حالة نشوب حريق لن تتمكن سيارات المطافئ من المرور، فضلًا عن حمل المرضى والمرور بجميع شوارع القرية للوصول إلى الطريق الرئيسى لعدم قدرة السيارات على الدخول بشوارعها.
وأوضح، أن المدارس بالقرية أغلبها لا يوجد بها أسوار أو بوابات والمبنى داخل الكتلة السكنية ويقف الطلاب بالطابور في الشارع وسط عربات الكارو والتكاتك والحيوانات الضالة، فضلًا عن أن تطل المدرسة على الترع وأصبحت المدرسة ملجأً للحيوانات والماشية والطيور، لافتًا إلى انعدام الرعاية الصحية، بالرغم من وجود وحدة صحية من المفترض أن تخدم 5 آلاف و800 مواطن ولكن الإمكانيات غير متاحة.
وأشار أحمد إلى أن أجهزة ضغط الدم جميعها تالفة، ومصل العقرب لا تتعدى كميته 5 أمصال شهريًا في مقابل أن حالات اللدغ تصل بالقرية إلى عشرات الحالات أسبوعيًا، بجانب تدهور مبنى الوحدة الصحية، كما يأتي عدم تواجد الطبيب في أغلب الحالات واختفاء معظم الأدوية على رأس المشاكل الصحية، مع وجود المخلفات الصحية من سرنجات وغيره والتي لم تأت السيارة لرفعها يتم وضعها بأكياس بلاستيكية وحفظها بصناديق حديدية عدة أشهر حتى التخلص منها.
وفى ذات السياق أعرب أهالي الرغامة عن استيائهم بسبب انتشار الترع التي تتسبب في حصد الأرواح وخاصة الأطفال بسبب الأمراض المسببة لها، مشيرين إلى أنها المصدر الأساسي لانتشار الأمراض بالقرية، ومعظم الأهالي مصابون بالفشل الكلوى كما أن الترع الجافة أصبحت مصدرًا للقمامة التي يلهو بها الأطفال والتي تسببت في وفاة بعض الأهالي بسبب إصابتهم بالفشل الكلوي.
وتظل مشكلة البطالة من أكثر المشاكل التي يعانى منها أهالي القرى المصرية، وبقرية الرغامة لا توجد فرص عمل لأبنائها وتعدت البطالة نسبة 90%، ما دفع الأهالي إلى العمل كأرزقية باليومية بالرغم من حصولهم على مؤهلات عليا ومتوسطة.